تأثير الأسرار على الصحة النفسية والجسدية: هل يجب كتمانها أم مشاركتها؟
أشار تقرير نُشر في مجلة «ديسكفر» إلى أن كتمان الأسرار يشكل تحديًا كبيرًا للصحة النفسية والجسدية، ويعتقد الخبراء أن الحفاظ على الأسرار يتطلب طاقة ذهنية كبيرة.
مما قد يؤثر على قدرة الشخص على التركيز والتفاعل مع محيطه، ورغم أن السر ليس شيئًا ماديًا، إلا أنه قد يتحول إلى عبء ثقيل يؤثر بشكل ملموس على حياة الشخص اليومية.
وفقًا لموقع discovery أجرى الباحث «مايكل سليبيان» دراسة لاختبار تأثير الأسرار على الإدراك البشري، وطلب من المشاركين التفكير في أسرار كبيرة وأخرى صغيرة، ثم عرض عليهم صورة لمنحدر عشبي لقياس مدى إدراكهم لزاوية الانحدار.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين احتفظوا بأسرار كبيرة رأوا المنحدر أكثر انحدارًا بنسبة ملحوظة مقارنة بمن احتفظوا بأسرار صغيرة، وهذه النتائج كشفت أن كتمان الأسرار له تأثير جسدي ملحوظ على كيفية إدراك الإنسان للمحيط من حوله.
تأثير كتمان الأسرار على الذاكرة والتركيز
أظهرت تجارب سابقة أجراها علماء النفس أن كتمان الأسرار يتطلب جهدًا إدراكيًا كبيرًا، وفي إحدى التجارب، طلب الباحثون من المشاركين كتمان كلمة سر لفترة معينة بينما كانوا يحاولون تذكر أرقام معينة.
وتبين أن الأشخاص الذين كانوا مطالبين بكتمان السر واجهوا صعوبة أكبر في تذكر الأرقام، مما يشير إلى أن كتمان الأسرار يؤثر سلبًا على الذاكرة والتركيز.
العوامل المؤثرة في تأثير الأسرار على النفس
وفقًا لسليبيان، هناك ثلاثة عوامل رئيسية تحدد طبيعة السر وتأثيره على الشخص: الأخلاق، تأثيره على الآخرين، والهدف من كتمانه، إذا كان السر يتعلق بخطأ أخلاقي، فقد يؤدي ذلك إلى شعور بالذنب والخجل.
أما إذا كان يتعلق بشخص آخر، فقد يسبب شعورًا بالانعزال، بينما الأسرار التي تفتقر إلى هدف منطقي أو معنى قد تكون الأكثر صعوبة في التعامل معها، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للفرد.
كيفية التعامل مع الأسرار وفقًا لتأثيرها على الآخرين
وفقًا للتقرير، إذا كان السر لا يؤثر على الآخرين، فإنه من الأفضل مشاركته مع شخص موثوق به، حيث يمكن البوح بالسر أن يخفف من العبء النفسي ويوفر الدعم العاطفي والنصيحة.
لكن الأمور تصبح أكثر تعقيدًا عندما يتعلق السر بشخص آخر، وفي هذه الحالة، قد يكون من الأفضل التعبير عن السر بطرق غير مباشرة لتجنب التأثير السلبي على الآخرين.