بعد 20 عاماً كأس العالم لكرة القدم تعود إلى آسيا.. تعرف على أبرز اللحظات التي لا تنسى
بعد 20 عاماً كأس العالم لكرة القدم تعود إلى آسيا.. تعرف على أبرز اللحظات التي لا تنسى, اليوم الأربعاء 13 يوليو 2022 10:26 مساءً
بعد عقدين من الزمن منذ أن استضافت قارة آسيا كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخها، سوف تتجه أنظار العالم إلى القارة مرة أخرى بعد أربعة أشهر حيث تستضيف قطر نسخة 2022.
شهدت النسخة الـ17 من الحدث العالمي نصيبها العادل من اللحظات التي ستظل جزءاً من التراث الخاص بكأس العالم لكرة القدم، وبينما كانت مآثر كوريا الجنوبية وتجربة السعودية الصعبة أمام ألمانيا ملحوظة. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز اللحظات التاريخية في استضافة كوريا الجنوبية واليابان لنسخة 2002.
السنغال أذهلت حامل اللقب
لقد كانت الدراما واضحة منذ اليوم الأول في كوريا الجنوبية، حيث وقع الوافد الجديد منتخب السنغال في وجه حامل اللقب، وذلك في مواجهة حملت بعداً عاطفياً إضافياً مع استعمار الفرنسيين للسنغال حتى عام 1960، ومع وجود المدرب الفرنسي الراحل برونو ميتسو على دكة أسود التيرانغا في مواجهة أبناء وطنه.
كان الأداء البطولي من حارس المرمى توني سيلفا هو الأساس في الدفاع، ومن هجوم مرتد سريع بعد مرور ساعة وجدت عرضية الحاج ضيوف من الجهة اليسرى الراحل بابا ديوب الذي ضغط على الدفاع وأسكن الكرة داخل الشباك ما ثبت أنه هدف الفوز. كان الفرح في جميع أنحاء إفريقيا حيث أطلق الحكم الإماراتي علي بوجسيم صافرة النهاية في ستاد كأس العالم في سيئول ليعلن فوز السنغال الشهير.
بعد ذلك واصلت السنغال نجاحها لتصبح أول دولة إفريقية تصل إلى ربع نهائي كأس العالم منذ الكاميرون في عام 1990 بعد أن احتلت المركز الثاني في مجموعتها، ثم تغلبت على السويد في دور الـ16 قبل أن تخسر أمام تركيا في دور الثمانية. وفي الوقت نفسه، كان خروج حامل اللقب مفاجئاً من دور المجموعات، بعدما فشل الفريق الذي يضم نجوم أمثال تييري هنري وديفيد تريزيغيه وزين الدين زيدان في تسجيل أي هدف في دور المجموعات حيث حلّ منتخب الديوك في قاع الترتيب برصيد نقطة واحدة فقط.
وقت رد الاعتبار للإنكليز
في كل مرة تواجهت فيها الأرجنتين وإنكلترا في كأس العالم، تلا ذلك الجدل، وكان عام 2002 هو الحلقة الرابعة والأخيرة من التنافس الناري بينهما، حيث أوقعت القرعة الفريقين معاً في المجموعة السادسة. في عام 1966، فازت إنكلترا على أرضها بفضل هدف جيف هيرست في مباراة شهدت طرد قائد منتخب الأرجنتين أنطونيو راتين. بعد عقدين من الزمان، كان هدف دييغو مارادونا من لمسة يد، بالإضافة إلى هدفه الأيقوني من مجهود فردي والذي فازت من خلاله الأرجنتين في مونديال المكسيك. ثم في فرنسا 1998، كان فوزاً أرجنتينياً آخر، حيث نال ديفيد بيكهام البطاقة الحمراء بعد طرد دييغو سيميوني، بينما تصدى الحارس كارلوس روا لركلتين من إنكلترا خلال ركلات الترجيح.
في اليابان، دخلت إنكلترا مباراتها الثانية في المجموعة وهي في بحاجة إلى الفوز على منافسها، بعد أن تعادلت مع السويد 1-1، بينما منح جابرييل باتيستوتا الأرجنتينيين انتصاراً 1-0 في المباراة الافتتاحية أمام نيجيريا.
نما بيكهام من نجم صغير إلى قائد منتخب إنكلترا وأحد أفضل لاعبي العالم، بينما كان سيميوني لا يزال قوياً في قلب خط وسط منتخب الأرجنتين مثلما فعل قبل أربع سنوات.
حصل مايكل أوين على ضربة جزاء لإنكلترا، وكان ماوريسيو بوكيتينو هو المتسبب، عندما أسقطه داخل منطقة الجزاء. حانت لحظة بيكهام، وقام بتغيير أربع سنوات من الإحباط بعدما سدد كرة قوية في وسط المرمى لتترك الحارس بابلو كافاليرو عاجزاً عن إنقاذها، ليرسل الأرجنتينيين إلى بلادهم من الدور الأول.
أهداف ذهبية وافرة
تم إدخال قاعدة الهدف الذهبي في نهائيات كأس العالم في فرنسا 1998، وكان المُضيفون هم أوائل المستفيدين من ذلك، حيث أدى هدف المدافع لوران بلان الذهبي إلى تجاوز باراغواي في دور الـ16، وبقي الهدف الوحيد في تلك النسخة من البطولة.
ثم جاءت نسخة عام 2002، ولم يكن هدفاً واحداً ولا هدفين بل ثلاثة أهداف ذهبية في غضون ستة أيام. شاركت السنغال في اثنين منهم. هنري كامارا يراوغ بيساره قبل أن يرسل فريق المدرب ميتسو إلى ربع النهائي حيث تذوقوا نفس المرارة بفضل هدف التركي إلهان مانسيز الذي أثبت أن هدفه هو الهدف الذهبي الأخير في كأس العالم.تأهلت كوريا الجنوبية إلى جانب تركيا للدور قبل النهائي، وذلك عقب نجاحها في تسجيل الهدف الذهبي في دور الـ16 عندما سدد آهن جونغ-هوان كرة رأسية في مرمى إيطاليا.
رونالدينيو هل كان يقصد ذلك؟
كان أبرز ما في الدور ربع النهائي المواجهة المرتقبة بين إنكلترا والبرازيل في شيزوكا، حيث كان الفريقان قد تألقا في دور المجموعات. ظهر في صفوف إنكلترا الفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2001 مايكل أوين، بالإضافة إلى النجم العالمي بيكهام، بينما كان للبرازيل خط المواجهة الرائع “الثلاثي R” المتمثل في رونالدو ورونالدينيو وريفالدو.
سمح خطأ من لوسيو لأوين بفتح باب التسجيل خلال منتصف الشوط الأول. كان منتخب الأسود الثلاثة في أرض الأحلام عند توجهه إلى الاستراحة بين الشوطين، ولكن بعد ذلك تغيرت الأمور في لحظة. تغلب كليبرسون على زميله المستقبلي في فريق مانشستر يونايتد بول سكولز وسيطر على الكرة في وسط الميدان، قبل أن تصل إلى رونالدينيو الذي راوغ بطريقة رائعة أشلي كول ومرر الكرة داخل منطقة الجزاء إلى ريفالدو الذي سددها بدوره بعيدة عن متناول ديفيد سيمان محرزاً هدف التعادل في آخر لحظات الشوط الأول.
بعد خمس دقائق فقط من بداية الشوط الثاني جاءت اللحظة التي سيتحدث عنها الجميع لسنوات قادمة، ركلة حرة للبرازيل في منتصف الملعب على الجانب الأيمن، وعلى بعد 40 ياردة حدد رونالدينيو خياراته وأرسل كرة نحو القائم البعيد، تراجع سيمان بنظرة من الرعب على وجهه بينما كانت الكرة متجهة في أعلى الزاوية اليمنى. ما إذا كان رونالدينيو يقصد الهدف في تلك الزاوية أو أخطأ في عرضية لا يزال موضوع نقاش ساخن حتى يومنا هذا، لكن نجم منتخب البرازيل لم يكن يهتم كثيراً. كانت البرازيل في طريقها إلى الدور قبل النهائي، ولكن ليس قبل انتهاء مباراة رونالدينيو الغريبة بنيله بطاقة حمراء بعد احتكاكه العنيف مع الظهير الأيمن الإنكليزي داني ميلز.
أسرع هدف بقدم شوكور
انتهت رحلة كوريا الجنوبية المذهلة إلى الوطن على يد الألماني مايكل بالاك في الدور قبل النهائي، بينما توقفت حكاية تركيا الخيالية في نفس المرحلة بفضل هدف الظاهرة البرازيلي رونالدو، مما يعني أن الدولتين اللتين حققتا قدراً كبيراً من الإنجاز ستتواجهان من أجل نيل الميداليات البرونزية.
كانت البداية الكابوسية للمُضيفين في دايغو بمثابة حلم لتركيا حيث تم الضغط على القائد المخضرم هونغ ميونغ-بو بعد صافرة انطلاق المباراة مباشرة، ولم يخطئ نظيره هاكان شوكور في خطف الكرة ووضع الكرة داخل الشباك في غضون 10 ثوانٍ فقط من صافرة البداية ليكتب سجلاً جديداً في كأس العالم باعتباره أسرع هدف في تاريخ البطولة. لقد كانت البداية القوية مؤشراً للنجاح بالنسبة للأتراك الذين أضافوا هدفين آخرين قبل الاستراحة بين الشوطين عن طريق المتألق مانسيز، مما جعل هدف اللاعب لي يول-يونغ وهدف سونغ تشونغ-غوغ في الوقت الإضافي مجرد تذليل فارق للكوريين في هذه المباراة.