بعد تزويد كييف بـ”ليوبارد” و”أبرامز”.. موسكو تختبر أسلحة أكثر فتكا في أوكرانيا
في أول رد فعل ميداني على تزويد كييف بدبابات ليوبارد الألمانية وأبرامز الأمريكية، شرعت موسكو في العمل على اختبار أسلحة جديدة، أكثر فتكا، عبر مجموعة “ذئاب القيصر” التي يديرها السياسي الروسي ديمتري روغوزين، المعروف بعدائه للغرب.
وينطوي اسم “ذئاب القيصر” على رمزية تاريخية تكشف عن طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لا يخفي حنينه لإحياء الأمجاد الغابرة للقياصرة الروس، واستعادة مكانة الاتحاد السوفييتي السابق الذي شكل على مدى عقود “ندا قويا” للولايات المتحدة والغرب، قبل أن يتفكك مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وأعلنت المجموعة التي تضم مستشارين عسكريين كبارا ومبتكري طرازات من التقنيات العسكرية والأسلحة والمواد المتفجرة التي لم تجرّب بعد، أنها بصدد اختبار مجموعة من الأسلحة الجديدة.
تطبيق السيناريو السوري
وفي تجربة عسكرية مماثلة، كانت روسيا اختبرت نحو 300 نوع وطراز من الأسلحة الجديدة في سوريا، واكتشفت أن بعضها غير مجد، وأدخلت تعديلات على أنواع أخرى لتكون أكثر فعالية، واعتمدت نوعا ثالثا أثبت جدواه في المعارك.
وتعكف روسيا حاليا، وفقا لآخر التقارير، على تطبيق مثل هذا السيناريو في الحرب الأوكرانية، لاكتشاف فعالية أسلحة لم تختبر بعد، خصوصًا بعد الموافقة الألمانية والأمريكية على تزويد كييف بدبابات ليوبارد وأبرامز.
وفي هذا الصدد، أعلن رئيس مركز “الذئاب القيصرية”، ديمتري روغوزين، أن المركز يوفّر أقصر الطرق للشركات الخاصة والمطورين لاختبار عيّنات الأسلحة والمعدات على خط المواجهة.
ويوفر هذا التكتيك الروسي الجديد للمئات من مبتكري ومطوري الأسلحة فرصة لاختبار “اختراعاتهم” ووضعها موضع التنفيذ، وإجراء سلسلة تجارب على أسلحة ما زالت طور الابتكار، بحسب تقرير للشرق الأوسط.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن روغوزين، الذي كان يشغل حتى الصيف الفائت منصب رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) قوله، إن “المركز العلمي والتقني “ذئاب القيصر” يوفر في واقع الأمر فرصة خاصة للمطورين، أو لفرق من مطوري التقنيات، المتحمسين والمستعدين لتقديم اختراعاتهم الخاصة، إذ يمنحهم أقصر الطرق للوصول إلى خطوط الجبهة، لإجراء اختبارات ميدانية واسعة النطاق”.
وأوضح روغوزين، الذي لا يخفي تشدده القومي ومناهضته للغرب، أنه “من المستحيل تحقيق نتائج إيجابية بنسبة 100 في المئة على أساس هذه الاختبارات على الفور، وإنما يتلقى المطورون تعليقات وملاحظات محددة على تقنياتهم وبإمكانهم وضع تلك التعليقات في الاعتبار لتحسين اختراعاتهم”.
وفور إعلان روغوزين، أكد “رئيس قسم التنمية البشرية” في مركز “ذئاب القيصر” فلاديمير ماتفيتشوك، أن المركز تلقى “مئات من استمارات الالتحاق من المتطوعين المتخصصين العسكريين والتقنيين ممن أعربوا عن رغبتهم في الانضمام إلى مجموعة “ذئاب القيصر”.
في مواجهة ليوبارد وأبرامز
وكان روغوزين أعلن قبل يومين بأن النسخة المقاتلة من روبوت “ماركر”، الذي سيدخل منطقة العمليات الخاصة في أوكرانيا في شباط/ فبراير، سيتمكن من اكتشاف وضرب المعدات الأوكرانية تلقائيًا، بما في ذلك دبابات “أبرامز” الأمريكية و”ليوبارد” الألمانية.
وأوضح أن روبوت “ماركر” يحتوي على كتالوغ إلكتروني في نظام التحكم مع صور للأهداف في كل من النطاق المرئي والأشعة تحت الحمراء، وبناء عليه، يمكن للروبوت تحديد معدات العدو تلقائيا”.
وأضاف: “على سبيل المثال، بمجرد تسليم شحنات دبابات أبرامز ودبابات ليوبارد للقوات الأوكرانية، سيتلقى ماركر، صورة إلكترونية مناسبة وسيكون قادرا على اكتشاف وضرب الدبابات الأمريكية والألمانية تلقائيا باستخدام الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات”.
وأعلن روغوزين، أنه سيتم تسليم أربعة روبوتات من طراز “ماركر” إلى دونباس في فبراير، وسيتم اختبارها في ساحة التدريب، وبعد إزالة الأخطاء المحتملة، سيتم إرسالها إلى ساحة المواجهة.
كذلك أعلن روغوزين، أن مجموعته ستختبر قذائف الهاون الذكية في منطقة العمليات الخاصة في شهر فبراير القادم.
ومنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي، تميّز روغوزين الذي كان أيضاً سفير روسيا لدى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بتصريحاته العدوانية تجاه الغرب وإشادته بالدمار الذي يمكن أن تحدثه الأسلحة النووية الروسية.
ومن المرجح أن تشهد ساحات المعارك في أوكرانيا “ربيعا ساخنا” مع تعزيزات عسكرية بأسلحة نوعية وجديدة من الجانبين.