بعد اعتناقه الإسلام .. قصة مصور سويسري فى سنة أولى صيام
“يشهد التاريخ على أن المسلمين لم يجبروا أحدا في أي فترة من فترات التاريخ على ترك دينه واعتناق الإسلام، فالإسلام دين العقل والفطرة ولا يقبل من أحد أن يدخله مجبرا”، هكذا قال الشاب السويسري ريان، وهو الاسم الذي اختاره بعد أن اعتنق الدين الإسلامى ليكون بديلا عن اسم “دانيال بيك”، مؤكدا أنه وجد في الإسلام أجوبة لم يستطع أحد أن يجيبه عليها ووجد سماحة وحبا من الناس لم يشاهده فى كثير من بلاد غير المسلمين.
وأضاف ريان: “منذ اعتناقي الإسلام فى نهاية شهر نوفمبر من العام الماضي، بدأت خلالها تعلم أمور الدين ليأتى أحد أركان الإسلام الخمس وهو الصيام، ومع بداية شهر رمضان الكريم وصيامه الذي أقوم به لأول مرة في حياتى رغم أن عمرى 48 عاما”.
وبحلول شهر رمضان الكريم، أصر “ريان” على أداء فريضة الصوم لتكون بداية إتمام أركان الإسلام على الرغم من صعوبة الصوم عليه للقيام به لأول مرة في حياته، إضافة إلى شدة حرارة الطقس في صعيد مصر عكس ما تشهده سويسرا من انخفاض كبير في درجات الحرارة.
وأكد أنه حريص منذ اليوم الأول في رمضان على أداء فريضة الصوم، وكان يتعلم أمور الدين الإسلامي من خلال الدروس الدينية وتعلم اللغة العربية لقراءة وحفظ القرآن الكريم، ولصعوبة تعلم اللغة العربية لم يستطع خلال الأشهر الماضية سوى حفظ سورتي الفاتحة والصمد ليحرص على قراءتهما أثناء الصلاة لأن الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام الخمس، وأن الصيام دون صلاة لن يقبله الله، فاستطاع حفظ هاتين السورتين.
وأوضح أنه قضى 6 أيام من شهر رمضان في سويسرا لم يشعر فيها بالعطش لبرودة الطقس هناك، ولكن الوضع في الأقصر مختلف لارتفاع درجات الحرارة، لكنه تعود عليه بعد مرور عدة أيام كانت هي الأصعب، إضافة إلى أنه يقوم يوميًا بإحضار الطعام لوالدته التي تسكن معه.
وقال “ريان” إنه يقرأ دائما ليعرف كل تعاليم الدين الإسلام جيدًا ويبحث في الكثير من الكتب سواء الدينية أو العلمية، مؤكدًا أنه قرأ عن فوائد الصوم والحكمة منه، وهي الإحساس بالفقير، ما يؤكد سماحة تعاليم الإسلام ومد يد العون للمحتاجين.
وتطرق للحديث عن رمضان وأجوائه داخل محافظة الأقصر فقال إنها مثيرة ورائعة وإنه حرص على التجول قبل أذان المغرب لمشاهدة موائد الرحمن التي يقوم بعملها بعض الأشخاص لإطعام الصائمين والفقراء والمارة من الناس سواء كانو فقراء أو أغنياء، فهذه أجواء لا يمكن أن تشاهدها فى أى بلد ليس مسلما، فموائد الرحمن يجلس عليها الغنى والفقير والكل يتسارعون فى تقديم أشهى المأكولات وأطيبها، ما يجعله يشعر بالطمأنينة لترابط الناس والمودة التي بينهم، بالإضافة إلى حضوره صلاة التراويح التي تجمع العديد من الناس لأداء فرض من فروض الإسلام واجتماعهم على طاعة الله.
كان المصور السويسري اعتنق الدين الإسلامي، ونطق الشهادتين أمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وسط فرحة من الأهالي فى شهر نوفمبر من العام الماضي، وقام بتغير اسمه إلى “ريان” في ساحة الطيب بمركز القرنة غرب الأقصر، مسقط رأس الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وإعلان إسلامه أمام الجميع لما رآه من كرم أخلاق وود وتسامح من الأهالي في معاملته.
ولد «ريان» ولد في مدينة بازل السويسرية وعمره 48 عاما، وهو مصور محترف قام بزيارة مصر أول مرة عام 2000 وزار مدينة الأقصر وتفقد في أول زيارته له، معبد الكرنك، ما جعله يشعر بأن بداية العالم بدأت من مصر، وأن سحر الحضارة الفرعونية، جعل لديه شعور، أن مصر هي من قامت بتعليم كل بلاد العالم المتقدم.
وكان يتردد كثيرا على الأقصر، ومنذ عامين قام بشراء منزل له بقرية البعيرات يطل المقابر الفرعونية التى يحب أن يراها يوميا بعد استيقاظه وأقام به.
وأكد السائح “السويسري” أن سبب اعتناقه للدين الإسلامي خلال تواجده بمدينة القرنة شاهد الأهالي يساعدون بعضهم البعض، خاصة في شهر “رمضان الكريم”، حيث يساعد الغني الفقير، على عكس ما يتردد في قنوات التليفزيون الأوروبية من صورة سيئة عن المسلمين، مشيرا إلى أنه كان يرى الإسلام فى الشارع من معاملة الأهالي له ولبعضهم.
ويحب “ريان” الحضارة المصرية القديمة، فقرر الترويج لها من خلال “الإنترنت” وأنشأ صفحة “فيسبوك” تحت اسم Amun Tours Egypt، وقام بتصوير جميع المناطق الأثرية بمصر بواقع 7000 صورة، والتى توضح عشقه لهذه الحضارة.