بعد استعادة أذربيجان سيطرتها عليه.. ماذا ينتظر إقليم قرة باغ؟
على وقع الأحداث الساخنة والتطورات المتسارعة التي شهدها إقليم ناغورني قرة باغ ولا يزال، تتجه الأنظار إلى مستقبل الإقليم الذي استعادت أذربيجان السيطرة عليه في عملية عسكرية، بعد 30 عاما من النزاع عليه مع الانفصاليين الأرمن.
يأتي ذلك، بينما بات الإقليم شبه خالٍ من السكان، وغادره جميع الأرمن، البالغ عددهم 120 ألفًا، منذ أن أعلنت حكومة “الجمهورية الانفصالية”، من جانب واحد، حلها اعتبارًا من مطلع العام المقبل.
وأصدرت الرئاسة الأذربيجانية بيانا أعلنت فيه أن “إعادة الاندماج تتم حسب الدستور والقوانين والتزامات جمهورية أذربيجان الدولية، وفي إطار سلامة أراضي جمهورية أذربيجان وسيادتها”.
وأكدت أنها “تضمن للجميع التساوي في الحقوق والحرية والأمن، بصرف النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء اللغوي”، متعهدة في الوقت نفسه بتوفير فرص “استخدام اللغة الأرمنية”.
كما تعهدت الرئاسة “بعودة عظيمة لنحو 750 ألف أذربيجاني فروا من المنطقة والأراضي المجاورة لها، بعد انتصار الأرمن في حرب قرة باغ الأولى في التسعينيات.
فيما ترك الأرمن وراءهم ممتلكاتهم ومنازلهم، بالإضافة إلى وسائل إنتاج، كالمصانع والحقول والماشية.
وأوضحت الرئاسة الأذربيجانية، في بيانها، أن “قضايا الملكية سيتم تنظيمها وفقا للقانون”، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وتنوي أذربيجان جعل “البنية التحتية الاجتماعية والمادية بمستوى سائر البلاد” وتعميم عملتها هناك، في حين سيتم ربط الجيب بالمؤسسات الوطنية، علما أن شركات المياه والكهرباء والاتصالات في باكو كانت من أولى الشركات التي بدأت عملياتها في الإقليم.
الأعمال القتالية
“انفصاليو الإقليم” واجهوا باكو لأكثر من ثلاثة عقود، وخاصة في حربين بين عامي 1988 و1994 وفي خريف 2020، إلا أن المجتمع الدولي لم يعترف قط بالجمهورية التي أعلنوها من جانب واحد.
وبعد استسلام الانفصاليين، في 24 أيلول/ سبتمبر الماضي، توقفت معظم الأعمال القتالية باستثناء حوادث متفرقة، فيما حذرت باكو من خطر قيام حرب عصابات في مناطق معينة.
حول ذلك، نقلت “فرانس برس” عن المتحدث باسم الجيش الأذربيجاني الكولونيل أنار إيفازوف قوله: “لم تعد هناك قوات مسلحة أرمنية غير شرعية في جبهات القتال، كما تم بالفعل تحرير العديد من القواعد، القواعد العسكرية”.
وتقول أذربيجان إن “نزع السلاح قد اكتمل”. وتمت مصادرة ترسانة تضم أكثر من ألفي بندقية و22 مدرعة وغيرها، وفقا لتعداد أولي، إلا أن التهديد الرئيسي لا يزال موجوداً ويتمثل في الألغام المزروعة في المنطقة، ولم يتم الإعلان عن أية خطة لإزالة الألغام حتى الآن.
وتختلف التقديرات بشكل كبير بسبب عدم وجود خرائط دقيقة، إذ أبلغت أذربيجان عن “ملايين” الألغام، إلا أن مصادر أخرى تفيد بوجود ما لا يقل عن 100 ألف لغم.
وتحوم شكوك قليلة حول انسحاب قوات حفظ السلام المؤلفة من ألفي جندي نشرتهم روسيا في عام 2020، والتي ستكون “موضوع مناقشات مع الجانب الأذربيجاني”، وفقًا للكرملين.