ما فضل صيام يوم النصف من شعبان؟ سؤال يدور في أذهان الكثير من المسلمين في التوقيت الحالي، فقد أوشك شهر شعبان على الانتصاف، وهو ما يزيد معه الجدل بشأن حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وكذلك حكم إفراد النصف من شعبان بالصيام، وفي هذا التقرير عبر القاهرة 24 نوضح لكم فضل صيام يوم 15 شعبان والذنوب المانعة للمغفرة في تلك الليلة.
ما فضل صيام يوم النصف من شعبان؟
على الرغم من اختلاف أهل العلم في الإجابة عن سؤال ما فضل صيام يوم النصف من شعبان؟ فمنهم من أنكر ومنهم من أجاز، ولكن دار الإفتاء المصرية تحث الأمة الإسلامية على اغتنام فضل هذه الليلة المباركة من خلال إحياء ليلها وصيام نهارها، واستدلت الدار بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث عديدة تخص شعر شعبان بالفضل والتعظيم.
فعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: “ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر” رواه ابن ماجه.
أما فضل صيام يوم النصف من شعبان على نحو مفصل فهو يتحقق باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يحرص على صيام الأيام البيض من كل شهر عربي، ومن بين هذه الأيام اليوم الخامس عشر من الشهر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أوصاني خليلي بثلاث، لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر”.
كما يتحقق فضل صيام يوم النصف من شعبان أيضًا بالاجتهاد في العبادة والعمل الصالح والتقرب إلى الله عز وجل بالنوافل حيث صيام التطوع، وخصوصًا في ليلة 15 شعبان التي يطلع الله فيها إلى عباده ليغفر لهم إلا لمشرك أو مشاحن، مع العلم أن الشرك بالله من السبع الموبقات وهو من أعظم الكبائر، أما الشحناء فهو حقد المسلم على أخيه بغضًا له لهوى نفسه.
هل يجوز الصيام في 15 الأخيرة من شعبان؟
من الأسئلة الأخرى التي تحظى باهتمام عدد كبير من المسلمين أيضًا: هل يجوز الصيام في 15 يومًا الأخيرة من شعبان؟ وهو ما اختلف الفقهاء في حكمه وفقًا للحديث النبوي: “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا” فقال أكبر أئمة المحدثين، منهم عبد الرحمن بن المهدي والإمام أحمد وأبو زرعة الرازي والأثرم أن هذا الحديث ضعيف من حيث الرواية.
ومن حيث الدلالة والعمل بالحديث قال الطحاوي: “هو منسوخ”، وحكى الإجماع على ترك العمل به، وأكثر العلماء على أنه لا يعمل به، بينما نهى آخرون منهم الشافعي وأصحابه عن ابتداء التطوع بالصيام بعد نصف شعبان لمن ليس له عادة، أما علة النهي عن الصيام في النصف الثاني من شعبان فهي للتقوي على صيام رمضان شفقة أن يضعفه ذلك عن صيام رمضان.
فضل ليلة النصف من شعبان
بعد أن أوضحنا لكم ما فضل صيام يوم النصف من شعبان، سنوضح لكم فضل الليلة بأكملها، وقال الشافعي رضي الله عنه: بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة والعيدين وأول رجب ونصف شعبان قال: وأستحب كل ما حكيت في هذه الليالي، ولذلك فينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب، وستر العيوب، وتفريج الكروب، وأن يقدم على ذلك التوبة، فإن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب.
الذنوب المانعة من المغفرة
والذنوب المانعة من المغفرة ليلة النصف من شعبان، أوضحتها الأحاديث النبوية الشريف في الشرك، وقتل النفس، والزنا، والشحناء، كما في حديث ابن مسعود المتفق على صحته أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال “أن تجعل لله ندا وهو خلقك” قال: ثم أي؟ قال: “أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك” قال: ثم أي؟ قال: “أن تزاني حليلة جارك” فأنزل الله تعالى ذلك: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ}
وأما الشحناء ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: “تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا”، وفي حديث ليلة النصف من شعبان فقد جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.”
نختم لكم الإجابة على سؤال ما فضل صيام يوم النصف من شعبان بأن صيامه جائز، وغير منهي عنه؛ لأنه من جملة الأيام البيض المندوب صيامها من كل شهر، مع العلم أن موعد صيام هذا اليوم يحين يوم الثلاثاء المقبل الموافق 7/3/2023، وفي ذلك اليوم يحين موعد أذان المغرب في تمام الساعة 5:58 دقيقة.
