انفجار بيروت: ماذا بعد “الكارثة” التي هزت لبنان؟
ناقشت صحف ومواقع عربية الانفجار الضخم الذي هز مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت الثلاثاء وتسبب في مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة الآلاف وسط مشاهد دمار مروعة.
وبينما عبرت الصحف عن تضامن عربي واسع مع بيروت التي أعلنت مدينة منكوبة، تساءل كتاب عن أسباب هذا الانفجار.
“بيروتشيما”
وتصدرت أنباء الانفجار الصفحات الأولى للصحف، معبرة عن الصدمة من جراء الكارثة وعن التضامن مع لبنان وشعبه.
وتصدر عنوان “بيروتشيما” الصفحة الأولى لجريدة الرأي الكويتية
وتقول الجريدة: “بدت العاصمة اللبنانية منكوبة بعيد الانفجار الذي اعتقد كثيرون للوهلة الأولى أنه ناجم عن زلزال، أو ما قد يطلق عليه ‘بيروتشيما‛، في ما يشبه الدمار الذي لحق بمدينة هيروشيما اليابانية، التي تعرضت لقنبلة نووية أمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن يبدأ الدخان اللاهب المتصاعد من مرفأ بيروت برسم سيناريوهات لروايات عدة لم يكن حُسم حتى أولى ساعات المساء أي منها، لتبقى الحقيقة الوحيدة أن مئات القتلى والجرحى سقطوا”.
وفيما عكست صحف عدة مشاعر الصدمة والألم، أعربت أخرى عن تضامن الدول العربية مع لبنان في أزمتها.
ونقلت صحيفة الشرق القطرية ما جاء في تغريدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قائلًا: “قطر تقف إلى جانب الأشقاء في لبنان ومستعدة لتقديم الدعم الفوري”.
وتحت عنوان “وقفة قطرية سباقة مع لبنان”، تقول الشرق في افتتاحيتها: “لا تكفي الكلمات لتقديم العزاء للأشقاء في لبنان على المفقودين، ولا تكفي عبارات المواساة للجرحى الذين أصيبوا في هذا اليوم العصيب من تاريخ لبنان، الذي سيضاف لرصيد أيام بيروت الحزينة، لكن يبقى واجب العالم أن ينظر بإنسانية إلى هذا البلد المنكوب، وأن يتعامل مع شعبه بعيداً عن الحسابات الإقليمية التي لطالما كان لبنان مسرحًا لتصفيتها”.
وأبرزت صحيفة الدستور اللبنانية توجيهات الملك الأردني عبد الله الثاني في عنوان رئيسي، قائلة: “الملك يوجه بإرسال مستشفى عسكري ميداني إلى لبنان”.
وأشارت صحيفة البعث السورية إلى تعزية الرئيس بشار الأسد لنظيره اللبناني ميشال عون من خلال برقية أكد فيها وقوف سوريا إلى جانب لبنان، قائلًا: “آلمنا كثيرًا الحدث الجلل الذي وقع في مرفأ بيروت وخلّف عدداً كبيراً من الضحايا والجرحى”.
“انفجار أم هجوم؟”
تتساءل صحيفة الأيام البحرينية عن طبيعة ما حدث، وهل وقع ” انفجار أم هجوم”، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصفه بأنه “هجوم محتمل”. ونقلت عنه قوله في إيجاز صحفي في البيت الأبيض: “كان هجومًا مروعًا فيما يبدو”.
وتقول ليلى بن هدنة في صحيفة البيان الإماراتية: “على مدى العقود، مر لبنان بحروب ومصاعب وأزمات عديدة، لكن إرادة الشعب اللبناني تنتصر، حيث يبقى لبنان مهما عصفت به الأزمات، كطائر الفينيق ينهض من الرماد، فتفجيرات أمس، والتي جاءت قبل يومين من إصدار المحكمة الخاصة بلبنان حكمها النهائي في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، لكن كل محنة تأتي على هذا الوطن تزيدها صلابة وعزيمة على مواصلة الحفاظ على البلاد والوقوف على قلب رجل واحد”.
وتضيف: “واهم من يفكر ولو لحظة من الوقت أن بإمكانه ضرب قرارات محكمة الحريري والتأثير على مصداقية القضاء، وواهم من يعتقد أن اللبنانيين سينجرون للعنف والفتنة، فمن يمارسوا مهنة خفافيش الظلام مهما طال ليلهم فالنور لا بد من أن يقهر الظلام ويكسره، وسينتصر لبنان في المعركة بتعرية الذين قتلوا الحريري لإسقاطهم بعدما تاجروا بالدين وبشعار المقاومة”.