انتشال 5 جثث لمحاصري “قطارة كربلاء”.. قلق شعبي ورسمي
تواصل فرق الدفاع المدني في العراق أعمالها لانتشال المحاصرين الأحياء – إن وُجدوا – تحت الانهيار الترابي الذي حصل في مزار ديني بمحافظة كربلاء، فيما أعلنت السلطات المختصة انتشال خمسة جثث لضحايا قضوا تحت الأنقاض.
الحادثة وقعت مساء السبت، عندما كان عشرات الزوّار قرب الموقع الديني المعروف باسم “قطارة الإمام علي”، لتنهار صخور كبيرة، مع حصول فجوات أرضية، ما تسبب بسقوط عدد من الزوّار في الحفرة العميقة، وإصابة 4 آخرين.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني العراقي، العميد جودت عبد الرحمن، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”: إن “الفرق المختصة تمكنت لغاية الآن، من إنقاذ ثلاثة أشخاص، بينهم طفلان، فيما تأكد لنا بقاء عدد من الأشخاص تحت الأنقاض، لكن العدد الكلي بشكل دقيق غير معروف لغاية الآن”، مشيراً إلى أن “عمليات الإنقاذ تسير بشكل جيد ومركز، بسبب التعقيدات التي تكتنف مثل تلك الحالات، تحسباً من سقوط ضحايا إضافيين، أو إصابتهم”.
المسؤول العراقي، أكد أن “فرق الدفاع المدني تخطط لإزالة الانهيار بشكل تام، حتى غروب شمس الأحد، حيث تعمل عدة فرق، ومن عدة اختصاصات”.
ولفت إلى أن “الانهيار الترابي، حصل في جزء من الموقع الديني، حيث توجد تلال وكهوف، فضلاً عن قطع كونكريتية، انهارت أيضاً، ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة الرطوبة”.
بدورها، أعلنت السلطات المختصة، انتشال خمسة جثث لغاية الآن، فيما تستمر أعمال الإنقاذ، بمشاركة من مختلف الوزارات الحكومية.
وتشارك في العملية عشرات من فرق الإسناد التي وصلت من محافظات النجف، وبابل، والعاصمة بغداد.
كما تشارك فرق طبية، وتمريضية، في موقع الحادث، لتقديم الإسعافات الأولية للمحاصرين عقب خروجهم.
وفي أول تعليق حكومي، قال رئيس الجمهورية برهم صالح عبر “تويتر”: “تلقينا بألم الحادث المفجع الذي تعرّض له أهلنا في انهيار طال مزار قطارة الإمام علي في كربلاء المقدسة، نشد على يد فرق الدفاع المدني البطلة والمتطوعين في انقاذ العالقين واسعافهم وضرورة استنفار الجهود لإنقاذ باقي المُحاصرين”.
قلق وحزن
وتستخدم فرق الدفاع المدني، معدات الانقاذ الخفيف لقص قضبان التسليح، ورفع الكتل الخرسانية، حيث تمكنت من إيصال الأوكسجين ومياه الشرب والطعام للمحتجزين عبر إحداث ثغرات في كومة الركام والكتل الخرسانية، كما تمكنت من التواصل اللفظي مع بعضهم، لطمأنتهم.
وسادت حالة من الحزن والقلق في العراق، تجاه المحاصرين، خاصة وأنهم يقتربون من يومهم الأول تحت هذا الركام، وسط ظروف بيئة صعبة، حيث عبر نشطاء ومعلقون عن تضامنهم مع المحاصرين هناك، وسط دعوات للحكومة بتكثيف أعمالها لإنقاذهم.
وما زاد تلك المخاوف هو تعليق مدير عام مديرية الدفاع المدني اللواء كاظم بوهان، الذي قال إن نسبة إنقاذهم “ضئيلة”
وأضاف بوهان في تصريح صحفي، “نتوقع تعرضهم لإصابات خطيرة جداً بسبب سقوط عشرات القطع الكونكريتية الخرسانية عليهم”.
في الباحة الخارجية، للموقع الديني، يتجمع عشرات من ذوي المحاصرين هناك، بانتظار الخبر المفرح، بإنقاذ ذويهم.
وقال على المياحي، وهو أحد ذوي المحاصرين، إن “الجميع هنا يعدّ الدقائق والثواني، لإنقاذ المحاصرين، في ظل غياب المعلومات عن وضعهم الحقيقي، وما أصابهم خلال الانهيار”.
وأضاف المياحي، وهو قادم من العاصمة بغداد، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية” أن “على الحكومة بذل المزيد من الجهود لإنقاذ ذوينا، وتسريع أعمال البحث، خاصة وأن العدد المعلن للمحاصرين، يبدو أنه غير دقيق، فهناك عدد أكبر من الناس الذي قالوا إن أحد ذويهم من المحاصرين، هناك، وهو ما يؤشر إلى وجود عدد أكبر”.
وسادت مخاوف من انهيار المرقد المجاور للقطارة، بسبب قربه الشديد من موقع الحادث.
وأعادت تلك الحادثة إلى الأذهان، واقعة الطفل ريان المغربي، الذي سقط في بئر عمقها 32 متراً، ما أدى إلى وفاته، بعد أن استمرت عمليات الإنقاذ نحو خمسة أيام، حيث اكتسبت قضيته شهرة وتعاطفا عالميا، وتابع الملايين من الناس عملية إنقاذه التي نُقلت على الهواء مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزة.
وقطارة الإمام علي هي عبارة عن ينبوع ماء يقع في الصحراء الغربية لمحافظة كربلاء، وتبعد عن مركز المحافظة بحوالي 28 كم بالقرب من بحيرة الرزازة.