انتخابات نيجيريا.. إقبال كثيف وتمديد التصويت إلى الغد رغم بدء الفرز
شهدت الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، اليوم السبت، تأخيرا لفترات طويلة في بعض مراكز الاقتراع بسبب عدم قدرة بعض الناخبين الوصول لأماكن التصويت في بعض المناطق، ووقوع أعمال عنف في أخرى؛ ما قد يمدد التصويت ليوم غد.
وبحسب رويترز، شهدت مناطق في جميع أنحاء البلاد صورا متأرجحة في يوم الانتخابات مع إغلاق بعض مراكز الاقتراع في الوقت المحدد في الساعة 2.30 بعد الظهر (1330 بتوقيت غرينتش) في الوقت الذي لم تكن فيه مراكز أخرى قد فتحت أبوابها بعد، فيما علقت بعض المراكز التصويت بعد نفاد أوراق الاقتراع.
منتظرون
ونقلت الوكالة عن حليمة شريف (23 عامًا) التي لم يكن مركزها الانتخابي في مدينة كانو الشمالية قد بدأ العمل بحلول موعد الإغلاق: “سأنتظر هنا للإدلاء بصوتي. إذا لم أصوت، فكيف ستتغير الأمور؟”.
وبحلول المساء، بدأت بعض مراكز الاقتراع بالفعل في فرز الأصوات في الوقت الذي كان فيه التصويت لا يزال جاريا في أماكن أخرى ولم يتم التصويت في مناطق غيرها. ومن المتوقع الآن إجراء بعض عمليات التصويت غدا الأحد.
أسباب التأخير
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فقد ألقى مسؤولو الانتخابات باللوم في التأخير على مسائل لوجستية، على الرغم من أن مراقبين آخرين أشاروا إلى الاضطرابات التي أحدثتها العملة المعاد تصميمها والتي تركت الكثيرين غير قادرين على الحصول على الأوراق النقدية.
وأثر النقص في السيولة على النقل ليس فقط للناخبين ولكن أيضًا على العاملين في الانتخابات وضباط الشرطة الذين يوفرون الأمن.
وسرت مخاوف من اندلاع أعمال عنف يوم الانتخابات من متشددين اسلاميين في الشمال الى انفصاليين في الجنوب.
إعلان النتائج
ومن المتوقع أن تعلن بعض الولايات النتائج غدا الأحد وأن تعلن النتائج النهائية من جميع الولايات الست والثلاثين بالإضافة إلى العاصمة الاتحادية أبوجا في غضون خمسة أيام من التصويت. وشملت الانتخابات أيضا مقاعد بالجمعية الوطنية.
ويواجه الحزبان اللذان تبادلا السلطة في نيجيريا منذ نهاية حكم الجيش عام 1999 تحديا قويا على غير المعتاد من مرشح حزب صغير يحظى بدعم بين الناخبين الشبان. وأشار مسؤولو لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة إلى وجود مشاكل فنية في نظام اعتماد الناخبين الجديد البيومتري لمكافحة الغش وتأخر وصول المركبات لنقلهم وغياب سجلات الناخبين كأسباب للتأخير.
وقال محمود يعقوبو رئيس لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون إن ستة أجهزة بيومترية سُرقت في ولاية كاتسينا الشمالية واثنين في ولاية الدلتا الجنوبية. كما اعترف بالتأخيرات لكنه قال إن الناخبين سيكونون قادرين على الإدلاء بأصواتهم.
وقال: “ستجرى الانتخابات ولن يحرم أحد من حق التصويت”.
وقال يعقوبو في إفادة لاحقة إن التصويت سيجرى غدا الأحد في عدة مراكز تعطلت فيها عمليات التصويت بشكل كبير في يناجوا اليوم السبت.
أعمال عنف متفرقة
قالت مصادر بالجيش إن مقاتلين يشتبه بأنهم من جماعة بوكو حرام أطلقوا قذائف مورتر في منطقة جوزا الريفية بشمال شرق ولاية بورنو، مركز تمرد المتشددين الإسلاميين، مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة أربعة آخرين وتعطيل التصويت، وفق رويترز.
وفي أبوجا قالت لجنة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية إن قطاع طرق هاجموا فريقا من اللجنة بعد اعتقال رجل للاشتباه بشرائه أصوات مجموعة من الأشخاص باستخدام تطبيق مصرفي.
وشاهد طاقم من تلفزيون رويترز الشرطة تعتقل أربعة رجال في لاغوس للاشتباه بترهيبهم الناخبين بينما قال مراقب انتخابات من جماعة مجتمع مدني محلية إنه شاهد بلطجية مسلحين بالسكاكين والسلاسل والزجاجات يحطمون صناديق الاقتراع.
ولكن اليوم سار في معظم المناطق بسلام على الرغم من الإحباط من عمليات التأخير.
المتنافسون الرئيسيون
والمتنافسون الرئيسيون في السباق لخلافة الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري هم حاكم لاغوس السابق بولا تينوبو (70 عامًا) من حزب المؤتمر التقدمي الحاكم، وأتيكو أبو بكر (76 عامًا) من حزب الشعب الديمقراطي المعارض الرئيسي والذي سبق أن شغل منصب نائب الرئيس، بالإضافة إلى حاكم ولاية أنامبرا السابق بيتر أوبي (61 عاما) من حزب العمل الأصغر منهما.
ويحظى تينوبو وأتيكو بشعبية في نيجيريا وهما سياسيان بتمتعان بثقل سياسي ولديهما شبكة علاقات قوية منذ عقود وحملة دعائية قوية.
أما أوبي وهو مسيحي من جماعة إجبو العرقية، فقد أطلق حملته الانتخابية على وسائل التواصل الاجتماعي ليثير الحماس بين الناخبين الشبان.
وأدلى الثلاثة بأصواتهم في ولاياتهم مسقط رأسهم.
وقال تينوبو للصحفيين بعد التصويت: “العملية الانتخابية لا يمكن أن تكون كمالا بنسبة 100 في المئة. وعلى الناس أن يتقبلوا ذلك. عليكم قبول النتائج”.