انتخابات بلديات ليبيا تلفظ الإخوان.. «خرق وحيد» ومشاركة استثنائية
بـ«خرق وحيد» وبنسب مشاركة لم تتحقق في أي استحقاق ديمقراطي سابق، أميط اللثام عن نتائج الانتخابات البلدية في ليبيا، التي غاب عنها تنظيم الإخوان.
وفي مؤتمر صحفي، قال رئيس المفوضية العليا في الانتخابات عماد السائح إن 77.2% من المسجلين في الانتخابات البلدية التي أجريت في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في 58 بلدية على مستوى ليبيا، أدلوا بأصواتهم.
وحول نسبة المشاركة وصفها المسؤول الليبي بـ«العالية، التي لم تتحقق من قبل في الانتخابات السابقة»، والتي بلغت 71.3% من الرجال و29% من النساء، مما عزز الآمال بإمكانية تنظيم ليبيا الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أرجأتها «القوة القاهرة».
وأوضح السائح أن المفوضية العليا تسعى إلى تحقيق أعلى المعايير والمبادئ لتنفيذ العملية الانتخابية، مشددا على أن هدف المفوضية تطبيق صحيح القانون، وأن تكون الأولويات في خدمة مصلحة العملية الانتخابية.
إلغاء نتيجة
وأعلن رئيس مفوضية الانتخابات عن إلغاء العملية الانتخابية التي جرت في بلدية الشويرف -غربي ليبيا- الأسبوع الماضي، «نتيجة التعدي على أصوات الناخبين في مراكز الاقتراع، تحديدا في المحطة رقم 2، ما استدعى اتخاذ هذا الإجراء، لضمان نزاهة العملية الانتخابية».
وطالب المسؤول الليبي المرشحين للانتخابات البلدية بـ«تقديم إقرار مالي مفصل خلال مهلة عشرة أيام من تاريخ الاقتراع، الذي جرى في 16 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أي أن المهلة تنتهي بعد غد الثلاثاء».
وأشارت مفوضية الانتخابات إلى أنها حجبت النتيجة حال عدم تقديم المرشح تقريره المالي، على أن يكون التقرير مُصدقا عليه من قِبل محاسب قانوني، ويتضمّن إجمالي الإيرادات التي حصل عليها المرشح في أثناء حملته الانتخابية والمصروفات.
وبلغ عدد الناخبين المسجلين 186 ألفا و55 ناخبا، من بينهم 130 ألفا من الرجال و56 ألفا من النساء، وتوزع المرشحون بين 1786 مرشحا بنظام القوائم ضمن 159 في مختلف بلديات المرحلة، بالإضافة إلى 545 مرشحا ومرشحة ضمن النظام الفردي، بينهم 470 مرشحا من الرجال و17 من النساء.
غياب الإخوان
وغاب تنظيم الإخوان عن المشاركة بشكل علني في الانتخابات البلدية بسبب الوعي الشعبي، والخبرة التي اكتسبها الليبيون جراء ممارسات التنظيم على مدى السنوات المنصرمة، إضافة إلى التحذير المبكر الذي أطلقته المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، بحسب مراقبين.
ويقول مراقبون إن «الإخوان» الذي «يعاني الانحسار» في ليبيا جراء «النفور الشعبي» من ممارساته على مدى السنوات الماضية، «خفت» تأثيره في الانتخابات البلدية لأسباب عدة.
من بين تلك الأسباب: عدم وجود حزب ممثل للتنظيم في ذلك الاستحقاق الديمقراطي، ولاعتماد ذلك الاستحقاق على الولاءات القبلية والعشائرية المحلية، التي تعد أقوى من التنظيمات الحزبية، إضافة إلى «الغضب الشعبي» من أي دور مستقبلي للإخوان، بحسب المراقبين.
أسباب جعلت صوت الإخوان «خافتا» في الانتخابات البلدية الأخيرة، سواء في الدعاية التي سبقت الاستحقاق الديمقراطي، أو في العملية الانتخابية التي أجريت في أكثر من 350 مركز اقتراع في جميع أنحاء ليبيا بما فيها شرق البلاد، للمرة الأولى منذ عقد.