اليوم العالمي للتسامح.. كيف تعلّم طفلك هذه الثقافة وتساعده على تقبّل الآخر؟

اليوم العالمي للتسامح
التسامح ليس مجرد مفهوم عابر، بل هو قيمة إنسانية راسخة تجسد القدرة على قبول الآخر واحترام اختلافاته، ويشمل التسامح القدرة على التعامل مع الاختلافات الفكرية، الثقافية، الدينية والعرقية بطريقة تحترم حقوق الإنسان وتساهم في تعزيز السلام الاجتماعي، فالتسامح يعني أن نتعامل مع الآخرين بكل احترام، وأن نعترف بحقهم في التمتع بحرياتهم وحقوقهم الإنسانية حتى لو اختلفنا معهم في الرأي أو المعتقد.
ويُعتبر اليوم العالمي للتسامح مناسبة سنوية مهمة تذكرنا جميعًا بأهمية غرس قيم التسامح والمصالحة في حياتنا اليومية، لأنه ليس فقط مبدأ إنسانيًا نبيلًا، بل هو أيضًا سلوك يمكن تعليمه للأطفال منذ سن مبكرة، ما يعزز من قدرتهم على التعايش بسلام مع الآخرين واختلافاتهم.
والتسامح يعني القدرة على قبول الآخر رغم اختلافه، سواء في العادات، الآراء، الدين أو الثقافة، كما إنه يشجع على التفاهم المتبادل والاحترام، ويسهم في بناء مجتمع متماسك وسلمي، وبالنسبة للأطفال، يعد التسامح جزءًا أساسيًا من تنمية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية، فتعليمهم التسامح يساهم في تطوير قدرتهم على التعامل مع الصراعات بشكل إيجابي، ويساعدهم على بناء علاقات صحية ومستدامة مع أقرانهم.
كيفية تعليم طفلك التسامح؟
-كون قدوة حسنة:
الأطفال يتعلمون بشكل كبير من خلال التقليد، لذا إذا كنت تريد أن يتبنى طفلك قيمة التسامح، يجب أن تكون قدوة له في سلوكك اليومي، عندما يظهر الشخص البالغ التسامح تجاه الآخرين، حتى في المواقف الصعبة أو في التعامل مع الخلافات، سيشعر الطفل بأهمية هذه الصفة ويتعلم كيفية تطبيقها.
-علمه أن الجميع مختلفون:
من المهم تعليم الأطفال أن الناس يختلفون في العديد من الجوانب، سواء في الشكل أو الثقافة أو الآراء، وتحدث مع طفلك عن هذه الاختلافات وأوضح له أنه لا يجب أن تكون هذه الاختلافات سببًا للصراع أو الكراهية، بل فرصة لفهم الآخر بشكل أعمق. يمكنك استخدام القصص أو الأنشطة التفاعلية لتعريفه بالتنوع الثقافي والديني.
-شجّعه على التعبير عن مشاعره:
التسامح لا يعني تجاهل المشاعر السلبية، من المهم أن يتعلم الأطفال كيفية التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية، سواء كانت مشاعر غضب، إحباط أو حزن، وعلم طفلك أن يواجه مشاعره ويعبر عنها، بدلاً من أن يدفنها أو يعبر عنها بطريقة قد تضر بالعلاقات، هذا يساعده على فهم كيفية التعامل مع الخلافات بشكل ناضج ومتكافئ.
-ممارسة التسامح عبر الأنشطة اليومية:
يمكن للأطفال أن يتعلموا التسامح من خلال الأنشطة اليومية البسيطة، على سبيل المثال، إذا حدث خلاف بينه وبين أصدقائه أو أفراد الأسرة، يمكنك التحدث معه عن أهمية الاعتذار والمصالحة، واستخدم هذه المواقف كفرص لتعليم طفلك كيفية حل النزاعات بطرق سلمية، ويمكن أيضًا لعب ألعاب تعزز التعاون والعمل الجماعي، مما يشجع الأطفال على تقبل اختلافات بعضهم البعض.
-تعريفه بمفهوم “الاعتذار”:
جزء من التسامح هو أن يكون الطفل قادرًا على الاعتراف بأخطائه والاعتذار عنها، وعلمه أن الاعتذار ليس علامة ضعف، بل هو خطوة نحو الإصلاح وتحقيق السلام الداخلي والعلاقات الصحية، وعندما يخطئ الطفل في حق الآخرين، شجّعه على الاعتذار بصراحة وصدق، وأوضح له كيف أن هذا التصرف يبني الثقة ويقوي الروابط بين الأفراد.
-قراءة قصص تعليمية عن التسامح:
استخدم القصص والكتب كأداة قوية لتعليم طفلك التسامح، وتوجد العديد من القصص التي تعزز من فكرة التسامح والتعاون، وتساعد الأطفال على فهم هذه القيمة بشكل أعمق، ويمكنك اختيار قصص تحكي عن أبطال غلبوا الصعاب من خلال التسامح والمغفرة، أو قصص عن التنوع والتعايش السلمي بين الناس.
-تعزيز قيم التعاون والمشاركة:
في الأنشطة التي يقوم بها الطفل، مثل اللعب مع الأقران أو المشاركة في الأنشطة المدرسية، حثه على التعاون والمشاركة بدلاً من التنافس السلبي، وتعلم كيفية العمل الجماعي يساعد الطفل على تقدير قيمة الآخر والاعتراف بمساهمته في نجاح الفريق، وهذه الخبرات العملية هي أرض خصبة لتنمية التسامح والتفاهم.
-التحدث عن العواقب السلبية لعدم التسامح:
من المفيد أن يتعرف الطفل على عواقب التصرفات غير المتسامحة، مثل الكراهية أو العنف، يمكنك التحدث معه عن التأثيرات السلبية لهذه التصرفات على الأفراد والمجتمع ككل، وبالمقابل، وضّح له كيف أن التسامح يسهم في بناء بيئة آمنة ومسالمة، وهو ما يعود بالنفع على الجميع.



