الهجوم على سيدة فلسطينية.. إسرائيل توظف الكلاب البوليسية لأغراض التعذيب والتنكيل
تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة تم استخدامها بتقنية الذكاء الاصطناعي للتعبير عن تعرض سيدة فلسطينية مسنة لهجوم وحشي من كلب بوليسي تابع لقوات الاحتلال.
حيث أظهر الفيديو المسرب الذي نشرته قناة الجزيرة والذي يحتوي على مشاهد تم تصويرها بواسطة كاميرا مثبتة على الكلب البوليسي التابع للاحتلال، وسمع صوت السيدة تصرخ مستنجدة للمساعدة بينما يستمر الكلب في الاعتداء عليها، و أصيبت بجروح خطيرة مما تسبب في نزيف وكسور، و أثار الفيديو حالة واسعة من التفاعل والجدل.
ووفقًا لتصريحات السيدة دولت عبد الله الطناني (67 عامًا) التي أدلت بها ، قامت قوات الاحتلال بإطلاق الكلب عليها أثناء نومها في سريرها، ثم سحبها خارج الغرفة.
وأشارت إلى أنها كانت ترفض مغادرة منزلها منذ بدء الحرب، وأن جروحها خطيرة نتيجة للعض والكسور والنزيف.
وأضافت أنها لا تزال تعاني من الإصابة في ظل نقص الأدوية وتدهور الوضع الصحي في القطاع.
وويعد هذا الفيديو يعد جزءًا من سلسلة انتهاكات وجرائم يرتكبها جيش الاحتلال، حيث تم تدمير منازل المواطنين وتفتيشها خلال العملية الأخيرة في مخيم جباليا.
ليست المرة الأولى
وقد أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في عام 2012، بشدة، استخدام الجيش الإسرائيلي للكلاب البوليسية ضد متظاهرين سلميين في الأراضي الفلسطينية، بوصفه مخالفة صارخة للقانون الدولي والإنساني.
ووثق المرصد الأورومتوسطي، قيام جندي إسرائيلي بإعطاء إشارة الهجوم لأحد الكلاب المرافقة له، الذي انقضّ بصورة وحشية على الشاب أحمد شتيوي (24 عاماً)، متسبباً له بنزيف حاد في فخذه ويديْه، وفق الشهادة التي أدلى بها والد الضحية شاكر اشتيوي للمرصد، وما تظهره الصورة الخاصة بالاعتداء.
استخدام الكلاب البوليسية منذ الانتفاضة الأولى
ويبدو أنّ الاحتلال عمد منذ الانتفاضة الثانية إلى استخدام كلاب بوليسية مدرَّبة ضد عمّال فلسطينيين، وأطفال، ونساء، وأسيرات في سجون الاحتلال، بذرائع التفتيش الأمني، لكنّ التوثيق يُظهر أنّ هذا الاستخدام كان على صورة “التنكيل والتعذيب” كما في حالة الشاب اشتيوي.
وأشار المرصد، في تسبب هجوم كلب بوليسي بتهتك في عضلات الكتف للمسنّ الفلسطيني سالم بني عودة (105 أعوام) بعد أن انقضّ عليه في اقتحام لمنزله ببلدة طمّون قرب نابلس منتصف عام 2010، مشيراً إلى الأعراض النفسية السيئة التي تخلفها هجوم هذه الكلاب على نفسية الضحايا، كما في حالة الطفليْن محمد نجم، ومحمد قاسم، (14 و16 عاماً)، اللذان احتاجا للعلاج على يد أخصائي نفسي بعد تعرضهما لاعتداء مماثل.
يُشار إلى أنّ استخدام الكلاب البوليسية ضد الأفراد، محظور ويعدّ شكلاً من أشكال “ممارسة التعذيب” وفق ما نصّ عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية مناهضة التعذيب عام 1984، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما يُعدّ “امتهاناً للكرامة الإنسانية” لما يخلقه من حالة الفزع والترويع لا سيما لدى الأطفال وكبار السنّ.