أظهرت دراسة حديثة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” أنّ الأشخاص الذين ينامون لفترات قصيرة، أي خمس ساعات أو أقل كل ليلة، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بأعراض الاكتئاب.
وأظهرت نتائج أبحاث استمرت لمدة 8 سنوات وجود علاقة قوية بين قلة النوم وبداية الاكتئاب.
وبالمقارنة مع أولئك الذين ينامون سبع ساعات في الليلة، فإن الأفراد الذين ينامون خمس ساعات أو أقل كانوا أكثر عرضة بنسبة 2.5 مرة للإصابة بأعراض الاكتئاب. علاوة على ذلك، كان الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للنوم القصير أكثر عرضة بنسبة 14% للإصابة بهذه الأعراض.
وعلى الصعيد المقابل، يشكل النوم الزائد مشكلة أيضًا، حيث أوضحت الدراسة أنّ الأفراد الذين ينامون أكثر من تسع ساعات هم أكثر عرضة بنسبة 1.5 مرة للإصابة بأعراض الاكتئاب مقارنة بأولئك الذين ينامون سبع ساعات في المتوسط.
ولم تثبت الدراسة العلاقة السببية، بل حددت العلاقة بين قلة النوم وأعراض الاكتئاب، حيث أكدت الباحثة الرئيسية، أوديسا هاميلتون، أن البحث يهدف إلى فك تسلسل الأحداث والتعمق في العوامل الوراثية التي تؤثر على أنماط النوم.
كما ركزت الدراسة، التي نشرت في مجلة الطب النفسي، على المشاركين من أصل أوروبي، مما يحد من إمكانية تعميم النتائج على المجموعات العرقية الأخرى.
وفي حين أن العلاقة بين قلة النوم والقضايا الصحية ليست جديدة، فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على احتمال أن قلة النوم قد تكون عاملا مسببا في تطور الاكتئاب. كما استكشفت البيانات الجينية لتحديد ما إذا كان للوراثة دور في تحديد أنماط النوم وتأثير ذلك على الصحة العقلية.
وبحسب التقرير، فقد ربطت العديد من الأبحاث السابقة بين مخاطر عدم كفاية النوم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري واضطرابات المزاج. لذلك، تعد أنماط النوم الصحية أمرًا حيويًا للذاكرة والمزاج والرفاهية العامة.
ويشير الخبراء إلى أن كبار السن غالبا ما يجدون صعوبة في النوم طوال الليل، وهو ما قد يكون مرتبطا بقلة النوم العميق وزيادة الحساسية للاضطرابات. وفي حين أن الوراثة تلعب دورًا في قدرة بعض الأفراد على النوم بشكل أقل، فإن إنشاء عادات نوم صحية وتجنب المماطلة في وقت متأخر من الليل يشكلان أمرًا بالغ الأهمية في تقليل المخاطر المرتبطة بسوء النوم والحفاظ على الصحة العامة.