المفكر العربي علي محمد الشرفاء يكتب: الرسول الأمين

لقد حذر الله الناس قبل وفاة الرسول عليه السلام بشان الأحاديث في مخاطبته للرسول بصيغة استنكارية بقوله سبحانه : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾( الجاثية -٦).
بهذه الآية فإن حكم الله القاطع والبات قد ألغى كافة الأحاديث بكل مسمياتها ومصنفاتها، وبقيت ايات الله راسخة في الدنيا دون تبديل. ودون تضليل،ثم يؤكد الله سبحانه نفس الحكم بأن الآيات هي المرجعية الوحيدة لرسالة الإسلام، لأنها كلام الله الذي نزله على رسوله الأمين ، ليبلغ بها الناس، ويبين لهم ما فيها من شرعة الله ومنهاجه ، لتهديهم الطريق المستقيم في الحياة الدنيا، وتحصنهم من الوقوع في المعاصي وتحميهم من الضنك والشقاء، وتحقق لهم السعادة في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة ،حيث قال الله سبحانه؛ (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ) الزخرف ( ٦٨/٦٩) .
وبذلك الحكم لا يكون إسلام الإنسان مقبولا عند الله ما لم يؤمن بالآيات القرآنية فقط، كما يبين الله للناس تلك الحقيقة ، يوم تسوق الملائكة الكافرين إلى جهنم زمرا في قوله سبحانه ، (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (الزمر (٧١).
لماذا لم يذكر القرآن أحاديث رسولكم بدلا من آيات ربكم وهكذا تم تأليف روايات كاذبة على الرسول عليه السلام من أجل خداع الناس، لتتحقق أهداف المجرمين، ليصرفوا الناس عن القران ويهجروا القرآن ليضلوهم عن طريق الحق المستقيم، لتحدث ببنهم الفرقة وتتحول إلى خلاف دا ئم بين الناس لينشأ دين منافس لرسالة الإسلام، التي تدعو الناس للرحمة ًوالوحدة والاعتصام بحبل الله، الذي يجعلهم متمسكين بشريعة الله التي تحرم القتال بينهم، ويأمرهم الله سبحانه بالتعامل فيما بينهم بالرحمة والعدل والإحسان ونشر السلام، لتستقر المجتمعات الإنسانية ويعيش الناس في أمن وطمانينة وسعادة في الدنيا، وقد وعد الله سبحانه المومنين بأنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا بالآيات القرآنية وليس الذين اتبعوا وصدقوا الروايات الشيطانيّة التي استدرجتهم إلى نار الجحيم ،خسروا الدنيا والآخرة ،وحينما يأمر الله رسوله بقوله ؛ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة (٦٧).
فهل من المنطق أن يخالف الرسول خطاب التكليف الإلهي ويأمره بتبليغ ما أنزله الله عليه من الآيات القرآنية ،ليبلغها للناس ثم يخالف الرسول رب العالمين ويؤلف من عنده روايات تتناقض مع ما كلفه ربه بتبليغه من اياته وإن حدث ذلك فقد أخل الرسول بالأمانة حاشا لله أن يخون أمانته مع الله وهو المسمى الرسول الأمين.
الخلاصة
( بين المؤمن والكافر)
وفق حكم الله في تصنيف التفريق بين المؤمن والكافر، فالمؤمن الذي آمن بالله واحد لا شريك له ،وبكتابه القران الذي نزله على رسوله، والكافر من اتبع كتب البشر والروايات المؤلفة من قبل أولياء الشيطان، تأكيدا لأمر الله سبحانه مخاطباً الناس جميعاً بأمره ؛ (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) الأعراف (٣)



