المفكر العربي علي محمد الشرفاء يكتب: الآيات أم الروايات!
لقد حذر الله سبحانه كل الناس من التفرق والتحزب، باتباع الروايات المزورة على الرسول، ووضع تشريعات إسلامية بمسميات مختلفة يخدعون بها الأميين، وتُحدث انشقاقات في صفوفهم وتنشئ طوائف مختلفة وأحزاب متباينة في التوجهات الدينية، مما جعل المسلمين في حالة من الصراع السلبي، أدى في كثير من الأوقات- في مختلف الأزمنة- إلى سفك لدماء الأبرياء من المسلمين، لذلك فمن رحمة الله للناس أنه لتحصينهم من الاختلافات التي تؤدي إلى الاعتداء والصراعات بين المسلمين، أمرهم الله بقوله سبحانه: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [ سورة الأعراف: 3]
ولو اتبع المسلمون آيات القرآن المجيد، وما وضع الله فيها للناس من تشريعات إلهية ومنهاج رباني، لو تمسكوا بكتابه لما تفرقوا، وما تقاتلوا ودمروا أوطانهم، نتيجة اتباعهم أقوال باطلة، أطلقوا عليها أحاديث وأسموها “السنة”، وهي كلها محض افتراء وكذب وبهتان.
وتأكيدا لذلك، فالله سبحانه خاطب رسوله بصيغة استنكارية يبطل فيها ما أطلق عليها بالأحاديث، يقول سبحانه : ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ [ سورة الجاثية: 6].
فلا يوجد في التشريع الالهي صيام عاشوراء أو غيره، وشهر المحرم كغيره من شهور السنة، فلا ميزة له على بقية الشهور، وأما صيامه فهو بدعة، والله فرض الصيام لحكمة لديه في شهر رمضان فقط، والله وحده صاحب الحق المطلق في التشريع للفروض والمحرمات والنواهي والمنهاج الإلهي لم يمنح أياً من الرسل منذ نوح إلى محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، لذلك حينما تم نشر روايات أولياء الشيطان لتفريق المسلمين وخلق الفتن بينهم لصالح أعداء الإسلام، وصرف المسلمين عن القرآن الكريم الذي اشتكى الرسول لربه على قومه من هجرهم للقرآن المبين، وكل الرسل الذين أرسلهم الله كانوا يحملون رسالة الله وتشريعاته، ولا يملكون حق التشريع، إنما مهمتهم إبلاغ رسالة الله للناس، وتعريفهم حكمة رسالته ومقاصد آياته لما ينفعهم في الدنيا والآخرة , وقد أتاح الله للناس الاختيار في قوله سبحانه : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [سورة طه: الآيتين 123، 124].
فارجعوا إلى النور الإلهي ينجيكم من الضنك والشقاء في الحياة الدنيا، ويدخلكم في الآخرة جنات النعيم، واتبعوا ما بلغكم رسول الله من آيات الذكر الحكيم ولا تعتمدوا على الروايات والإشاعات التي ألفها أولياء الشيطان خدعت المسلمين، وتاهوا عن الطريق المستقيم الذي بلغهم به الرسول الأمين.
ولكي يكون المسلم في مأمن من أحابيل الإشاعات وتغييب العقول بالروايات عليه أن يتخذ من القرآن دليلا على صحة ما يسمعه من الروايات والأحاديث، فإن وجد له نص في القرآن فلا حاجة له للأحاديث والروايات، وإن لم يجد دليلا في القرآن فليعتبره رأياً غير ملزم له، لأن الله سبحانه سيحاسب الناس على أعمالهم يوم الحساب وفقا للتشريع الإلهي في الكتاب المبين، ولا قيمة لكل أصحاب الروايات فكلامهم باطل.