هل حينما يتحدث علماء الأزهر عن شيوخ الدين فأي دين يقصدون ؟
هل في الإسلام علماء دين وشيوخ دين؟ وهل رسالة الله للناس في الذكر الحكيم موجهة للناس جميعا أم لبعض الناس الذين عينوا أنفسهم علماء الدين وشيوخه؟ هل منحهم الله حق احتكار الفهم والاجتهاد في تعريف الناس بمقاصد الآيات لخير البشرية جمعاء؟ والله يأمر الناس بالتفكر والتدبر في آياته؟ هل لهم الحق في حرمان الناس من دعوة الله للناس بالتدبر في كتاب الذكر الحكيم، ليحصنهم من الافتراءات والأكاذيب على الله ورسوله، وليتبين لهم طريق الحق من طريق الباطل؟ أليس من يسمونهم علماء الدين وشيوخه تسببوا في تفرق المسلمين إلى طوائف وأحزاب يقاتل بعضها البعض ؟ ألم يفرقوا المسلمين إلى مذاهب وطوائف والله سبحانه يقول للناس (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)( آل عمران :19) هل دعا الرسول الناس الى أديان ومذاهب أخرى وأمرهم باتباعها كالمذاهب السنية الحنفي، والمالكي ، والشافعي،والحنبلي ، والماتريدي، والمذاهب الشيعية والأثني عشرية.
أليست كل تلك المسميات الملفقة على الإسلام أضرت بالمسلمين، وأساءت لرسالة الإسلام التي اختزلت دين الإسلام في أئمة المذاهب، وحلت المذاهب محل الدين الإسلامي الذي يدعو الناس للاعتصام بحبل الله، وهو القرآن الكريم كي لا يتفرقوا تنفيذا لقول الله سبحانه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)( آل عمران:103) بالرغم من أن الله قد نهى المسلمين عن التفرقة والتحزب في قوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )( الأنعام :159) وقول الله سبحانه الذي شبه الذين فرقوا دينهم كالمشركين في قول الله سبحانه :(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم :32)
هل من الإسلام في شيء التحريض على قتل الإنسان وتكفيره؟ هل من الإسلام التعاون على العدوان؟ هل من الإسلام إرغام الناس على الدخول في الإسلام والله يأمر رسوله عليه السلام بقوله (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )(يونس :99)؟ هل من الإسلام اتخاذ مرجعية الروايات أساسًا للتشريع واستبدالها بدلاً من الآيات في القرآن الكريم، والله أمر الناس باتباع القرآن مرجعية وحيدة لدين الإسلام بقوله سبحانه (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف :3) ؟
هل من الإسلام التقول على الرسول الأمين والافتراء على رسالة الله للإنسانية وتزوير روايات باسم الرسول الأمين؟ هل من الإسلام تفرق المسلمين بسبب روايات الرواة الكاذبين؟ هل من الإسلام تعدد المذاهب في الإسلام والله سبحانه يخاطب محذرا الناس بقوله سبحان ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (آل عمران :85)
هل من الإسلام التحريض على الكراهية ومحاربة غير المسلمين والإخلال بدعوة الله للتعارف بين القبائل والشعوب لتبادل المنافع والمصالح والتعاون ليعم الأرض السلام؟
هل من الإسلام ما يقوم به شيوخ الدين بتوظيف الإسلام لخدمة مصالحهم الدنيوية من مطامع السلطة وجني المال ؟ هل من الإسلام احتكار فهم القرآن لبضع نفر من المسلمين والله يدعو الناس جميعا بقوله سبحانه مخاطبا رسوله عليه السلام (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) هل من الإسلام مساهمة شيوخ الدين في تفريق المسلمين بواسطة خداع المسلمين بالروايات التي أطلقوا عليها الأحاديث، والله سبحانه أنطق رسوله بقوله (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) (الزمر :23) وقال الله سيحانه بما نطق به رسوله الأمين (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا )( النساء :87) ويزعمون بأنها أحاديث الرسول المزورة عليه ظلما وبهتانا يستندون إليها في خطبهم في المساجد يؤججون بها الفتنة في المجتمع، وينشرون البغضاء بين أفراده لتهديد أمن الوطن واستقراره، يخدعون المسلمين لتحل الروايات والأكاذيب محل الآيات في القرآن العظيم، لتضليل المسلمين واستدراجهم إلى نار الجحيم ؟
هل من الإسلام أن يتحيز شيوخ الدين وعلماؤهم كل منهم لمذهبه وطائفته يفتخر بها ويتعالى على الناس، وهم يعلمون أن الله أمر رسوله بتوحد المسلمين خلف كتاب الله المبين، كما أمر الله المسلمين سبحانه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) أليس من شروط المسلم أن يؤمن بالله ورسوله والذكر الحكيم منفذا شرعة الله ومنهاجه في الكتاب المبين ومطيعا لله باتباع آياته فهل جميع الذين أسلموا في الماضي والحاضر جاهدوا بإيمانهم بإخلاص ويقين لتطبيق شروط الإيمان في رسالة الرحمن أم غرتهم الدنيا قتقاتلوا طمعا في السلطة والجاه والغنائم؟
ألم يبلغ الله رسوله الأمين استنكاره غاضبا على المسلمين هجر الآيات واتباعهم للروايات المزورة والملفقة على رسوله الأمين حين يخاطب سبحانه الرسول عليه السلام بقوله (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ)(الجاثية :6) التي تسببت في جعل المسلمين شيعا وأحزابا كل حزب بما لديهم فرحون، يضربون أعناق بعضهم لتحيز كل منهم لبعض الروايات التى تتلاقى مع هواه وفهمه وقناعاته في مفهوم كل منهم في التمسك بما سمي بالأحاديث التي صدقها بعض المسلمين وآمنوا بها وأصبحت لديهم من المسلمات فتعددت مرجعياتهم وتفرقت مواقفهم وتناقضت مناهجهم، وتاهوا في الظلمات بعد أن هجرو النور الإلهي وقدسوا أقوالا لا تستمد مرجعيتها من الخطاب الإلهي القويم وقرآنه العظيم ؟
هل ما يقوم به شيوخ الدين وعلماؤه من تكفير المسلمين واعتبارهم مرتدين ويحكمون بقتلهم هل هي شريعة الله أم شريعة الشيطان؟ إذن أين الأحكام الإلهية في حرية الإنسان لاختيار عقيدته دون إكراه أو إرغام ؟ هل من الإسلام أن يصمت علماء الدين وشيوخه على الفحشاء والمنكر والعدوان والفساد في الأرض الذي يمارسه المجرمون أمثال (داعش، والقاعدة، والتكفيريين، والإخوان ) الذين استباحوا كل المحرمات يقتلون الأبرياء ويسفكون دماءهم، دون إدانة أولئك المجرمين واعتبار سلوكهم خروجا على شريعة الله ومنهاجه في القرآن، ولماذا لم ترفض المؤسسات الدينية الكبرى والمعاهد الإسلامية ما تقوم به تلك الفرق الضالة باسم الإسلام باعتبار ما تقوم به خروج علي التشريع الإلهي في القرآن، وتحدياً لشرعة الله ومنهاجه الذي تدعو الناس للرحمة والعدل والإحسان ونشر السلام وحماية حقوق الإنسان أم لدي شيوخ الدين والعلماء كتب مقدسة أنزلها الله على أئمتهم من رب العالمين ؟ هل عميت أبصارهم عن قول الله سبحانه (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )(الأحزاب:40) فإذا كان محمد عليه السلام خاتم النبيين أنطقه الله بلسانه ليتلو على الناس آياته ويبلغهم رسالة الله ليخرجهم من الظلمات إلى النور، فكيف تجرأ المتقولون على الرسول الأمين بتزوير أقوال على لسانه بالباطل؟ ويأتون بروايات مزورة في كتب مدبرة ومؤامرة على كتاب الله، من أولئك الفجرة ليجعلوا المسلمين يؤمنون بغير الذي أنزله الله على رسوله الأمين من آيات الذكر الحكيم؟ هل من الإسلام توظيف رسالته الخالدة في السياسة واستغلال المسلمين واستغفالهم بالروايات المزورة لتمنحهم حق الوصاية على الإسلام، ومحاسبة المسلمين على تقصيرهم في الشعائر الدينية، والله سبحانه خاطب رسوله في قوله سبحانه (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا)( الاسراء :54).
إذا كان الله سبحانه لم يكلف رسوله عليه السلام بأن يكون وكيلا عن الله على عباده في الأرض، فمن أعطى علماء الدين وشيوخه الوصاية على الإسلام وعلى الناس غير المسلمين؟ هل أمر الله الناس بقتال غير المسلمين وغزو الدول الآمنة باسم الفتوحات الظالمة، والله أمر رسوله أن تكون دعوته للناس للدخول في الإسلام بقوله سبحانه (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)( النحل :125) ألم يبلغ الرسول الناس عن ربه بقول الله سبحانه (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ )( الزمر :٣٣) وقول الله سبحانه (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) (النساء :٨٧) وقول الله سبحانه (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)( النساء :١٢٢) هل منح الله سبحانه الفقهاء حق التشريع الذي يتعارض مع التشريع الإلهي، والله يحذرهم سبحانه بقوله (قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ )(يونس :59)
هل بعد ما بلغ الرسول الناس ما سبق ذكره هل من المعقول والمنطق أن يخالف الرسول ربه؟! وهل يستطيع الرسول عليه السلام أن يبلغ الناس بأحاديث أحسن من أحاديث الله؟ وأحاديث أصدق من أحاديث الله في الذكر الحكيم.
فليعلم المنافقون وليقرأوا في الكتاب المبين ما أعد الله لهم يوم القيامة من الحساب والعقاب حين لا ينفعهم مال ولابنون.
ألم يستنكر الله ما سلكه بعض العلماء ومواقفهم من كتاب الله حين يطالبهم الله سبحانه (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا )(النساء :61)
وقول الله سبحانه على لسان رسوله (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ )( المائدة :104)
لذلك يحذر الله الذين تكبروا على آياته وتقولوا بالافتراءات على الله ورسوله وشوهوا طهارة الإسلام وساهموا في إخفاء النور الإلهي عن المسلمين حيث يخاطبهم الله سبحانه بسؤاله (أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ )( المؤمنون :106)
(وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)(الإسراء :81)
وعما قريب ستشرق شمس الحقيقة وستتوارى الخفافيش في البيوت المهجورة تستمع في الظلام، وسيرسل الله لهم من يدوسهم تحت الأقدام، وتتناثر أشلاءهم كالحطام ويسطع النور الإلهي بالحق ليضيئ الدنيا بالخير والسلام ليتحقق الاستقرار في المجتمعات الإنسانية تتنزل عليهم بركات السماء خيرا وطمأنينة وتراحم وإحسان .