المعارضة تتحد مع “بق الفراش” وتزيد الضغط على ماكرون وحكومته بفرنسا
فرضت آفة “بق الفراش” نفسها ضيفًا ثقيلًا في قصر “الأليزيه” وتربعت بإصرار على طاولة الحكومة في فرنسا، لتحتل أجندة الأولويات وتتصدر النقاشات، مثيرة أزمة لم تكن عاصمة النور تتخيلها في تاريخها.
وتجاوزت الأزمة الحالية التي نتجت عن تفشي آفة “بق الفراش” في فرنسا، التأثير على مجمل الحياة العامة للسكان، وتفريغ مناطق وأحياء بالكامل من قاطنيها، إلى التأثير على خطط وطموحات البلاد.
وتصارع الحكومة الفرنسية على جبهتين حاليًا، الأولى جبهة المعارضة التي استغلت الموقف للضغط على الرئيس ماكرون وحكومته بعد أزماتها السياسية المتوالية، والثانية الصخب الشعبي الناجم عن تفشي الآفة.
وشهدت أروقة البرلمان الفرنسي نقاشات ساخنة مؤخرًا، أجبرت الحكومة على عقد اجتماع عاجل، أعلن عنه المتحدث باسم الحكومة لبحث القضية وأبعادها والإجراءات اللازمة لمكافحتها.
وتصر الحكومة على عدم وجود دليل علمي يشير إلى أي زيادة حادة في انتشار “بق الفراش”، وأن الصور المنتشرة على الإنترنت لا تعني بالضرورة أعدادًا متزايدة منها.
وبدأت المعارضة في فرنسا بفتح نيران انتقاداتها للرئاسة والحكومة، متهمة إياهما بالفشل في معالجة أزمات البلاد، خاصة بعدما ضربت الآفة قطاعات حيوية واسعة مثل المواصلات العامة ودور السينما والمستشفيات وغيرها.
واتهمت نائبة عن حزب “فرنسا الأبية” الحكومة بالكذب واتخاذ إجراءات غير مدروسة مطالبة بخطة طوارئ للتعامل مع الآفة، لترد عليها رئيسة الحكومة بأن الفرنسيين يعيشون “محنة حقيقية”، فيما دعا وزير الصحة إلى “عدم الانسياق وراء الشائعات”.
ويسود الذعر بين الفرنسيين بسبب تصريحات متداولة تشير إلى عدم توفر مبيدات تقضي على “بق الفراش” بالكامل؛ لأن الحشرة تكيفت مع المبيدات وأصبحت الواحدة منها تبيض وتتكاثر بشكل مخيف.
ومرت فرنسا بأزمات قاسية خلال عهد ماكرون، لم يكن آخرها العنصرية ضد العرب والمسلمين والمهاجرين، بل وصل الأمر لخسارة وجودها في أفريقيا، وتهديد طموحاتها باستضافة أولمبياد باريس في 2024.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران، الأربعاء، إن “الحكومة تعطي الأولوية حاليًا لمكافحة الحشرات مثلما فعلت في مكافحة وباء كورونا”.
وأشار فيران في تصريحه لإذاعة “RTL” إلى أن “بق الفراش” يتزايد في باريس بسبب تغير المناخ، وأن الحكومة عازمة على حل المشكلة.
وتبقى الأزمة مستمرة طالما أن الحشرة لا تزال تغزو الطائرات والقطارات والسفن، وتتوسع بانتقالها مع المسافرين إلى مناطق جديدة، وهو ما يضع ماكرون وحكومته تحت المطرقة لا بينها وبين السندان هذه المرة، على وقع الضربات المتوالية التي لا يحصل معها الرئيس على فرصة لالتقاط الأنفاس فيما بينها.