المرض الصامت، أعراض السيلان ومضاعفاته وطرق علاجه

يبرز “السيلان” (Gonorrhea) كأحد الأمراض الأكثر انتشارًا والمنقولة جنسيًا (STIs) ، والتى تهدد صحة الملايين حول العالم.
و يوصف السيلان بـ “المرض الصامت” بسبب قدرته على التخفي دون أعراض واضحة في كثير من الحالات، ما يزيد من خطورته ويجعل الكشف المبكر عنه حجر الزاوية في الوقاية من مضاعفاته المدمرة.
السيلان هو عدوى بكتيرية تسببها بكتيريا “النيسرية البنية” (Neisseria gonorrhoeae). تصيب هذه البكتيريا بشكل أساسي الأغشية المخاطية الدافئة والرطبة في الجسم، وتشمل الأعضاء التناسلية (عنق الرحم ومجرى البول)، المستقيم، الحلق، وفي بعض الحالات النادرة قد تصل إلى العينين.
وينتقل المرض بالدرجة الأولى عبر الاتصال الحميمي، وفقًا لموقع “Cleveland Clinic” الطبي.
الأسباب وعوامل الخطر للإصابة بالسيلان
السبب الجوهري للإصابة بالسيلان هو التعرض لبكتيريا النيسرية البنية من شخص مصاب. تنتقل العدوى بشكل رئيسي من خلال:
الجماع غير المحمي
الانتقال من الأم إلى الطفل: يمكن للأم المصابة أن تنقل العدوى إلى طفلها أثناء الولادة، مما قد يسبب إصابات خطيرة في عيني الطفل (رمد المواليد)، أو حلقه، أو أعضائه التناسلية.
الملامسة المباشرة للسوائل المصابة: على الرغم من أن البكتيريا لا تعيش طويلًا خارج الجسم، إلا أن هناك احتمالية ضئيلة للانتقال عبر ملامسة الإفرازات المصابة.
تتضمن عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة
العلاقات المتعددة.
عدم الاستخدام المنتظم والصحيح لطرق الحماية.
الإصابة السابقة أو الحالية بأمراض منقولة جنسيًا أخرى.
وجود تاريخ للإصابة بالسيلان.
أعراض السيلان
تتسم أعراض السيلان بالتنوع وقد تكون غائبة تمامًا، وهو ما يجعل التشخيص المبكر تحديًا. تظهر الأعراض عادةً بعد 2 إلى 14 يومًا من التعرض للعدوى.
لدى الرجال، تكون الأعراض أكثر وضوحًا نسبيًا، وتشمل:
- إفرازات قد تكون بيضاء، صفراء، أو خضراء، و تتراوح كثافتها بين المائية والسميكة.
- ألم أو حرقة أثناء التبول.
- ألم أو تورم في إحدى الخصيتين، خاصة في حالات التهاب البربخ.
- حكة أو شعور بعدم الراحة في مجرى البول.
لدى النساء، تكون الأعراض خفيفة أو غائبة في حوالي 80% من الحالات، مما يزيد من خطر تطور المضاعفات. إذا ظهرت أعراض، فقد تشمل:
إفرازات مهبلية غير طبيعية، ويمكن أن تكون مائية، صفراء، أو خضراء، وقد يصاحبها رائحة.
ألم أو حرقة أثناء التبول.
نزيف مهبلي غير منتظم، بين الدورات الشهرية أو بعد الجماع.
ألم في أسفل البطن أو منطقة الحوض.
ألم أثناء الجماع.
أعراض السيلان في أماكن أخرى بالجسم
المستقيم: قد يسبب حكة شرجية، إفرازات، نزيفًا، وألمًا أثناء التبرز.
الحلق: غالبًا لا تظهر أعراض، لكن قد يسبب ألمًا في الحلق أو صعوبة في البلع.
العينين: قد تؤدي إلى ألم في العين، حساسية للضوء، وإفرازات صديدية
مضاعفات السيلان
إذا لم يُعالج السيلان، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة ودائمة:
لدى الرجال: قد يتسبب في التهاب البربخ، مما يؤدي إلى ألم في الخصية، وقد يسبب العقم في حالات نادرة. كما قد يؤدي إلى التهاب الإحليل وتضييق مجرى البول.
لدى النساء: يُعد السيلان أحد الأسباب الرئيسية لـ مرض التهاب الحوض (PID)، الذي يمكن أن يلحق ضررًا دائمًا بقناتي فالوب والمبايض والرحم، مؤديًا إلى ألم مزمن في الحوض، حمل خارج الرحم، والعقم. كما يزيد من خطر الولادة المبكرة وانتقال العدوى للطفل أثناء الحمل والولادة.
لكلا الجنسين: في حالات نادرة، يمكن أن تنتشر البكتيريا عبر مجرى الدم مسببة عدوى منتشرة بالسيلان (DGI)، والتي قد تؤدي إلى التهاب المفاصل، طفح جلدي، أو التهاب الشغاف (عدوى خطيرة في القلب). كما أن الإصابة بالسيلان تزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو نقله.
التشخيص والعلاج
يعتمد تشخيص السيلان على تحليل عينات مأخوذة من المناطق المشتبه في إصابتها، مثل مسحة من مجرى البول أو عنق الرحم أو المستقيم أو الحلق، أو عينات البول.
العلاج
السيلان قابل للشفاء تمامًا بالمضادات الحيوية إذا تم التشخيص والعلاج في الوقت المناسب. يتكون العلاج القياسي عادةً من جرعة واحدة من مضاد حيوي عن طريق الحقن مصحوبة بجرعة واحدة عن طريق الفم.



