ينكس لبنان أعلامه، كما يعانق عبق الزهور مع الأدخنة المتصاعدة من المدفعيات والأسلحة المدمرة ..هكذا تبدو أجواء بلاد الأرز، اليوم الأحد، الذى يوافق الذكرى الرابعة للانفجار الذى هز العالم وأدمى القلوب.
إنه انفجار مرفأ بيروت الذى خلف وراء أكثر من 6000 آلاف جريح و200 شهيد ودمر نصف العاصمة اللبنانية بيروت، هو الانفجار الذى صُنف كواحد من أقوى 10 انفجارات في العالم، ولم تتوصل التحقيقات حتى الساعة إلى تحديد الجناة، بل توقفت التحقيقات منذ أكثر من 5 أشهر.
ولكن، هذه المرة لن تمر الذكرى كسابقاتها فهى تأتى فى ظل أجواء التصعيد العسكرى بين جش الاحتلال وحزب الله على حدود لبنان الجنوبية والشمال الإسرائيلى، مع حالة ترقب لا تسود لبنان فقط بل المنطقة برمتها .
الوضع الميدانى.
فى الوقت الذى يترقب العالم الرد الإيرانى على عملية اغتيال إسماعيل هنية ريس المكتب السياسى لحركة حماس ، وفؤاد شكر القيادى العسكرى البارز فى صفوف حزب الله ، أمطر الحزب الجليل بوايل من الصواريخ تجاوز ال50 صاروخاً ، قالت وسائل إعلام إسرائيلي، إنه تم إطلاق نحو 50 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربى.
وسبق تلك العملية بساعات قليلة ، إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، اغتيال علي نزيه عبد علي، القيادي في الجبهة الجنوبية لحزب الله اللبناني، في غارة جوية على منطقة البازورية بجنوب لبنان، باستخدام طائرة تابعة لسلاح الجو استهدفت سيارة بمنطقة بين وادي جيلو والبازورية، كانت تقل 3 أشخاص كان نزيه من بينهم.
أكاليل الزهور
تلك هى أجواء الجنوب، ولكن فى بيروت الوضع مختلف تماماً، فهنا إحياء ذكرى انفجار مرفأ بيروت فى الرابع من أغسطس 2020 ، وفى هذه الذكرى تنطلق عدة مسيرات لأهالى ضحايا انفجار مرفأ بيروت الأولى من ساحة الشهداء والثانية من مركز فوج الإطفاء في منطقة الكرنتينا، كما تنطلق مسيرة أخرى بدعوة من تجمع أهالي شهداء و جرحى و متضرري إنفجار مرفأ بيروت، من أمام مدخل بلدية الغبيري جهة جسر المطار إلى قصر العدل(وزارة العدل)، ثم معاودة الإنطلاق إلى مرفأ بيروت البوابة رقم (٣) حيث سيكون التحرك المركزي.
ويعقب ذلك وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري فى المرفأ وقراءة الفاتحة لأرواح الضحايا، ويضع المدير العام للدفاع المدني بلبنان العميد ريمون خطار إكليلا من الزهر، على ضريح شهداء مرفأ بيروت في الذكرى السنوية الرابعة لهذه الفاجعة.
ومن جانب آخر قال مدير عام مرفأ بيروت عمر عيتانى، إن المرفأ بدأ تدريجيا فى العودة للعمل بكامل طاقته، مشيرا إلى أن إعادة إعمار المرفأ ستكون من خلال إيراداته.
وأضاف عيتاني،”أنه تم الاستعانة بخبراء من فرنسا لتطوير خطة وضعت من قبل إدارة المرفأ لتتماشى مع تطورات المرافئ العالمية، وأن التحقيقات بشأن انفجار مرفأ بيروت متوقفة وهى شأن قضائى لا نتدخل فيه”.
دول تطالب رعاياها بالمغادرة
وعلى صعيد الأوضاع الملتهبة جنوبا ، تتواصل مطالبات الدول لرعاياها بالمغادرة الفورية لأراضى لبنان ؛ تحسباً لتطورات خطيرة مرتقبة وتدهور الأوضاع الأمنية ، فى هذا الإطار أصدرت السفارة الأمريكية فى لبنان، بيانا يحذر مواطنيها من البقاء فى لبنان، وطالبتهم بالمغادرة بشكل فورى، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية المرتقب، وطالبت السفارة الأمريكية المواطنين بـ”الاطلاع على خيارات الرحلات المتاحة فى مطار رفيق الحريرى الدولى فى بيروت، نشجع أولئك الذين يرغبون فى مغادرة لبنان على حجز أى تذكرة متاحة لهم، حتى لو لم تغادر تلك الرحلة على الفور أو لم تتبع مسارهم المفضل.
كما طالب الأردن رعاياه بمغادرة لبنان فى أقرب وقت ممكن، وأهابت وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية بالأردنيين بعدم السفر إلى لبنان فى الوقت الراهن، مطالبة مواطنيها المقيمين والمتواجدين فى لبنان مغادرة الأراضى اللبنانية بأقرب وقت ممكن، فى ضوء التطورات التى تشهدها المنطقة.
وأكد الناطق الرسمى باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، فى بيان السبت، أن هذه التوصية تأتى من منطلق التحوط لأى تطورات فى ضوء الوضع الإقليمي، والحرص على سلامة المواطنين.
وتشمل القائمة الدول الأوربية وأستراليا وكندا أيضاً، حيث تتوالى النداءات لرعايا تلك الدول بضرورة مغادرة لبنان وإيران فوراً.
