القبول أولا.. خبير نفسي يحذر: لا تتوقع تغيير شريك حياتك بعد الزواج

حذر الدكتور أحمد عمارة، استشاري الصحة النفسية، من الدخول في العلاقات الزوجية على أساس تغيير الطرف الآخر بعد الزواج، مؤكدا أن أي شخص يضع في ذهنه فكرة أنا هصلحه لما نتجوز، هيتعرض لصدمة كبيرة، موضحا أن «99% من الناس بيفضلوا زي ما هم، ولو اتحسن ده شيء كويس، لكن لو متحسنش الصدمة بتكون عنيفة».
وأوضح عمارة، خلال مداخلة عبر برنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا» المذاع على قناة السي بي سي، أن القاعدة الصحية هي القبول المبدئي، قائلا: «أنا أقبله بسماته وهي تقبلني بسماتي، ولو فضلنا كده نبقى زي الفل ونتجوز، ونحاول مع بعض خطوة خطوة، لكن اللي شايف سمات سيئة ومتعشم إنها تتصلح بعد الجواز، يشوف اللي بيحصل في المحاكم».
سبب تركيز العقل على الصدمات
وتطرق أحمد عمارة استشاري الصحة النفسية إلى سبب تركيز العقل على الصدمات والأوجاع أكثر من الذكريات الجميلة، موضحا أن «هناك فرقا بين العقل الواعي والعقل اللاواعي»، حيث إن «العقل اللاواعي وظيفته الأساسية الحماية»، ولذلك «بيركز على السلبي والخطر، وبيطنش الحاجات الحلوة».
وأضاف: «العقل اللاواعي زي البودي جارد، شغلته يخاف وينبهك للخطر، علشان كده أي تجربة مؤلمة بتفضل حاضرة، بينما اللحظات الجميلة بتتنسى بسهولة»، مؤكدا أن «ده مقياس طبيعي للحماية مش تشاؤم».
الدين جاء لتدريب العقل الواعي
وأشار أحمد عمارة إلى أن الدين جاء لتدريب العقل الواعي على التذكر، مستشهدا بقوله تعالى: «ولا تنسوا الفضل بينكم»، موضحا أن «التذكر الإيجابي عملية واعية ومقصودة، بنعملها بالعقل الواعي مش اللاواعي، وده اللي بيخلي الحياة أهدى وأقرب للسلام».
وأكد أحمد عمارة أن «العقل اللاواعي بطبيعته غرائزي»، قائلا: «هو بيتحرك بالخوف وبالمتعة، لكن العقل الواعي هو اللي بيقوده وبيقول له ده صح وده غلط، وده حلال وده حرام»، مشددا على أن «كل الدين موجه للعقل الواعي علشان يروض اللاواعي».
وفيما يخص السلوكيات اليومية مثل المذاكرة، أوضح أحمد عمارة أن «العقل اللاواعي بيكره الإلزام، وبيحب المتعة»، مشيرا إلى أن «أسلوب العقاب والضغط بيخلي الطفل ينفر، بينما المكافأة بتخليه يتعاون»، مضيفا: «زي تدريب الحيوان ماينفعش بالعصاية لازم مكافأة، والمكافأة مش شرط تكون مادية، ممكن تكون حضن أو تقدير أو إحساس بالقيمة».



