أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الاتحادي الأمريكي، رفع أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 0.25% أو 25 نقطة أساس وفق التوقعات، عن اجتماع شهر مايو 2023، وسط توقعات بأن يبدأ البنك سلسلة تثبيت لأسعار الفائدة المرحلة المقبلة.
رفع أسعار الفائدة الأمريكية
ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة الأمريكية إلى مستوى 5% و5.25% على التوالي، وهو أعلى مستوى مسجل منذ 2007 قبل الأزمة المصرفية العالمية، التي حصلت بسبب انهيار بنوك أمريكية مثلما حدث الأيام الماضية.
كانت توقعات الأسواق تشير إلى أن 95% من المستثمرين يتوقعون رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بنسبة 0.25% في اجتماعه الحالي، وفقًا لما نقلته “Yahoo Finance”.
أزمة البنوك الأمريكية
ولكن توقعت تقارير أخرى تثبيت الفائدة الأمريكية في هذا الاجتماع بسبب أزمة البنوك الأمريكية، منهم مدير محفظة السندات في “ويلمنغتون ترست”، ويلمر ستيث، الذي كان يعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرغب في إبقاء خياراته مفتوحة بناءً على البيانات الاقتصادية الأخيرة.
وأشار ستيث إلى قراءات تضخم أقوى – لا سيما في قطاع الخدمات – وأحدث أرقام مؤشر تكلفة التوظيف كعلامات على أن الاقتصاد لا يزال قويًا.
بيع بنك فيرست ريبابليك
ويأتي قرار سعر الفائدة الأمريكية، بعد بيع بنك فيرست ريبابليك، ثاني أكبر بنك أمريكي ينهار في التاريخ، بواسطة مؤسسة التأمين الفيدرالية “FDIC” إلى “جي بي مورغان”، كأحدث قطع “الدومينو” التي تسقط في أزمة البنوك التي شهدت انهيار 4 بنوك في وقت مبكر من مارس.
وقال الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان، جيمي ديمون، إن الاستحواذ على شركة بنك فيرست ريبابليك يهدئ فترة الذعر المؤلمة في النظام المصرفي، وقال للمحللين في مكالمة هاتفية يوم شراء فيرست ريبابلك يوم الاثنين، إن هذا الجزء من الأزمة قد انتهى.
انهيار مصرف فيرست ريبابليك
وتراجعت أسهم مصرف فيرست ريبابليك خلال الربع الأول 2023 بنحو 97% وفق مؤشرات بلومبرج، بعد أن اعترف بأن عملاءه قد سحبوا ودائع بقيمة 100 مليار دولار في مارس الماضي، عقب انهيار بنك وادي السيليكون، بنك سيليكون فالي وسيجنتشر بنك، وهما بنوك عملاقة في السوق الأمريكي.
وفي ذلك الوقت، انهار مصرف وادي السيليكون المنافس لبنك فيرست ريبابليك، ما أثار مخاوف من حدوث أزمة مصرفية أوسع.
رفع الفائدة الأمريكية أربك الاقتصاد العالمي
وعلى إثر رفع الفائدة الأمريكية في مارس 2022، لأول مرة بعد تثبيت عند المستوى صفر لعدة سنوات، رفعت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، أسعار الفائدة بشكل حاد خلال العام الماضي، للحد من ارتفاع معدل الأسعار، الذي يعرف أيضًا بالتضخم، ما كبد البنوك خسائر قاسية، وأضرّ ذلك بقيم المحافظ الكبيرة للسندات التي اشترتها المصارف، عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة.
سقف الديون الأمريكية
وليست هذه الأزمات الوحيدة في أمريكا، فسقف الديون له دور كبير في تحديد مسار السوق، وحذرت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، من احتمال نفاد السيولة المتوفرة للحكومة الفيدرالية بحلول الأول من يونيو المقبل إذا فشل الكونجرس في التوصل إلى اتفاق على تعليق العمل بسقف الدين في الولايات المتحدة.
ويعني الوصول إلى سقف الدين الأمريكي، المحدد قانونًا عند مستوى معين، أن الحكومة لا تستطيع اقتراض المزيد من الأموال، وهو ما يجعلها عاجزة عن الإنفاق.