“الغارديان”: إسرائيل وحماس لن تمددا الهدنة
قالت صحيفة “الغارديان” إنه مع اقتراب وقف إطلاق النار المؤقت في غزة من نهايته، يعمل الدبلوماسيون على تأمين تمديده، إلا أن إسرائيل وحماس تملكان أسبابا قوية لعدم إطالة أمد الهدنة.
وأوضحت أنه يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يزن المخاطر المترتبة على وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يترك الهياكل العسكرية لحماس سليمة، وهو ما يتعارض مع التزامه بتحقيق النصر الكامل في هذا الصراع، مشددة على أحد التحديات المهمة وهو قضية الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن هناك قوائم تم إعدادها للإفراج عن أكثر من 50 أسيراً، فإن المحادثات تواجه عقبات، بما في ذلك احتمال أن تسعى حماس إلى إطلاق سراح عدد أكبر من الفلسطينيين من النسبة المتفق عليها، مؤكدة أن العدد الإجمالي للسجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما في ذلك أولئك الذين يقضون أحكامًا متعددة بالسجن المؤبد بتهمة القتل، يضيف تعقيدًا لهذه المفاوضات.
وتخاطر حماس بخسارة نفوذها على إسرائيل إذا تم إطلاق سراح جميع الرهائن، وهناك مخاوف من أن التنازل أكثر مما ينبغي قد يؤدي إلى تآكل الدعم الذي تحظى به حماس بين الجماعات العسكرية المتنافسة في غزة، مثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.
وترى الصحيفة أن الخطر يكمن بالنسبة لنتنياهو في الانجرار إلى وقف لإطلاق النار لا يؤدي إلى تفكيك الهياكل العسكرية لحماس، وهو السيناريو الذي تعهد بتجنبه، ولا سيما أن الزعيم الإسرائيلي، الذي يصور الصراع باعتباره معركة بين “الهمجية والحضارة”، لا يستطيع أن يتحمل نتيجة غير حاسمة، إضافة إلى ذلك فإن القبول بالغموض قد يؤدي إلى انتقادات من المتطرفين اليمينيين في حكومته، وربما يؤدي إلى انتخابات تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيخسرها.
وأكدت الغارديان أن الجهود المبذولة لتمديد وقف إطلاق النار تواجه تحديات مع وجود القليل من الأوراق في متناول اليد، حيث يعتمد المناصرون على الضغط العاطفي المحلي من عائلات الرهائن الذين لم يتم إطلاق سراحهم، والدعوات الدولية لمواصلة المساعدات الإنسانية في غزة، ولاسيما أن احتمال حدوث مجاعة جماعية في غزة يزيد من إلحاح هذه الاعتبارات.
يشار إلى أنه من بين اللاعبين الرئيسيين في عملية صنع القرار الإسرائيلي حكومة الحرب، ومكتب نتنياهو، ووكالة الاستخبارات الموساد، ومن بين هؤلاء، يُنظر إلى الموساد على أنه من المرجح أن يدعم التمديد، مع التركيز على الحاجة إلى تعريف وربما وصف القضاء العسكري على حماس.
كما يلعب الضغط الدولي دوراً على أمل أن يتمكن رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، من التأثير على نتنياهو. ومع ذلك، فإن هذا يتطلب من الدول العربية إظهار استعدادها لتحمل المسؤولية عن أمن إسرائيل في المستقبل.
وكذلك يُنظر إلى التصريح الأخير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يقترح دوراً لقوة حفظ سلام عربية، على أنه تطور إيجابي، ويفتح أفقاً سياسياً محتملاً للمنطقة، حيث تشير دعوة السيسي إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح مع ضمانات أمنية من القوات الدولية إلى تحول في الخطاب.
كما يتوافق تأكيد بايدن بأنه لن يسمح بالهجرة القسرية للاجئين الفلسطينيين إلى سيناء مع هذه التطورات، بينما لا يزال بايدن يستبعد الدور المستقبلي لحماس، فإن إمكانية المصالحة بين فتح وحماس أمر بالغ الأهمية لإنهاء دورات العنف، مع تأكيد الحاجة إلى تجديد شباب القيادة السياسية الفلسطينية.
وختمت الصحيفة أنه من المرجح أن تحدد الأيام القليلة المقبلة مسار الأحداث في غزة، مسلطة الضوء على التوازن الدقيق بين المصالح المتضاربة.