تجد في القرآن الكريم آيات كثيرة جداً تتحدث عن حسن العلاقة بين الزوجين، ومن أبرز هذه الآيات قوله تعالى في سورة الروم:
﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ﴾
من للتبعيض من أجل أن تعرف عظمة هذه الآية آية الزوجية وازنها مع الآيات التي قبلها:
﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾
ومن آياته خلق السموات والأرض:
﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾
﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾
الإله العظيم حينما صمم خلقه ذكراً وأنثى، وحينما أعطى للذكر خصائص، وللأنثى خصائص، خصائص جسمية ونفسية وعقلية واجتماعية، هذه الخصائص متكاملة لا متنافرة، كل طرف يسكن إلى الطرف الآخر يكمّل به نقصه.
تصميم الله عزّ وجل أن تكون بين الزوجين المودة والرحمة، فكيف نجد في أكثر البيوتات خصومات ومنازعات وشقاقاً وبغضاء وأيمان طلاق لا تنتهي وقطيعة قد تدوم أشهراً بين الزوجين؟ كل بيت فيه خصومات وفيه منازعات وفيه بغضاء وفيه مشكلات هذا البيت على خلاف ما أراد الله عزّ وجل. ماذا أراد الله عزّ وجل؟ أراد المودة والرحمة، ما الفرق بينهما؟ المودة كما قال بعض العلماء سلوك يجسد مشاعر، هناك مشاعر داخلية تعبر عنها بالمودة، شعور الحب يعبّر عنه بالابتسامة، بالكلمة الطيبة، بالصبر، بالتحمل، فمن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً، أي الزوجة إنسان لها عقل، ولها مشاعر، ولها طموحات، ولها كرامة، ولها حاجات، ولها خصائص، كما قال عليه الصلاة والسلام:
((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلا يَذْكُرُ احْتِلَامًا، قَالَ: يَغْتَسِلُ، وَعَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ وَلَا يَجِدُ الْبَلَلَ، قَالَ: لا غُسْلَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: الْمَرْأَةُ تَرَى ذَلِكَ أَعَلَيْهَا غُسْلٌ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ))
النساء شقائق الرجال ، فهذا الذي يعامل زوجته كإنسان من الدرجة الثانية جاهلي لا يعرف حقيقة هذا الدين.
النبي عليه الصلاة والسلام قال:
(( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِي جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ))
استوصوا بالنساء خيراً. وقال: وكان إذا دخل بيته بسّاماً ضحّاكاً، وكان يسمي النساء: المؤنسات الغاليات، هذه سنة النبي.