العراق يسعى لاسترجاع 5,500 قطعة أثرية من شركة أميركية
كشفت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية في بيان صدر عنها، الثلاثاء الماضي، عن عزمها لاسترجاع آلاف القطع الأثرية من الولايات المتحدة .
ونقل البيان عن وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقية، عبد الأمير الحمداني، قوله إنه ينوي الذهاب الى واشنطن لاسترجاع 5,500 قطعة اثرية من شركة هوبي لوبي الأميركية الخاصة لبيع اللوحات الفنية والأنتيكات و 10,000 تمثال صغير ورقم طيني من جامعة كورنيل، وكذلك قطع أثرية من جامعة بنسلفانيا .
وأشار الحمداني أيضا الى انه وقع على مذكرة تفاهم مع وزير الإعلام الكويتي لاسترجاع ممتلكات ثقافية عراقية، مضيفاً بأن هناك مفاوضات مستمرة على عدة مشاريع بضمنها إقامة أسبوع ثقافي عراقي يعقد في شهر تشرين الأول المقبل.
وأضاف أيضا أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع تركيا لاسترجاع قطع اثرية وجدت معروضة في متحف “هاتاي”، وكذلك مذكرة تفاهم مع لبنان ومتحف نابو حيث توجد فيه قطع اثرية ولوحات فنية عراقية .
من جانب آخر، قال الوزير أيضا إن إيران سترسل مهندسين الى لعراق لصيانة وترميم موقع المدائن، طاق كسرى ،الأثري .
وكان تقرير قد صدر العام الماضي عن دائرة الهجرة والكمارك في الولايات المتحدة انه ستتم إعادة 4 آلاف قطعة أثرية مسروقة الى العراق بعد أن تم شراؤها من قبل شركة هوبي لوبي، المعنية بنسخ القطع الأثرية، والتي سبق لها أن نهبت قطعاً أثرية عراقية .
يذكر أن هذه الشركة الأميركية الخاصة التي تتألف من سلسلة متاجر ومحال معنية بالأنتيكات والتحف الفنية والتي تتخذ من ولاية أوكلاهوما الأميركية مقراً لها قد اشترت قطعاً أثرية بلغ عددها 5500 قطعة عبر وسطاء في الإمارات واسرائيل وذلك منذ العام 2010، وو فقاً لوزارة العدل الأميركية انه في تموز عام 2017 تم وضع اليد على القطع المسروقة بعد أشهر من نصيحة قدمها خبير من قبل الشركة بتوخي الحذر وعودة هذه القطع الى العراق .
وكانت شركة هوبي لوبي قد فتحت متحفاً في واشنطن العام الماضي، وضم المتحف قطعاً أثرية أكثرها أصلية مهربة من العراق لكن تم تعريفها على انها نسخ عن الأصلية. وامتدت مساحة المتحف نحو 430 ألف قدم فضلاً عن استئجار مساحة كبيرة لخزن القطع الأثرية في ولاية اوكلاهوما بقيمة 201 مليون دولار .
من جانب آخر، تهدف الوزارة الى توفير صيانة وترميم للموقع الأثري “إيوان المدائن”، او ما يعرف محليا بطاق كسرى. وتشير المعلومات التاريخية الى أنه قد شيد في عهد كسرى الأول بعد الحملة العسكرية على البيزنطينيين عام 540 للميلاد، وهو الأثر الوحيد الباقي من أحد قصور كسرى آنوشروان ويقع في قضاء المدائن جنوبي بغداد .
ويعتبر الإيوان من أعظم الأبنية في العالم القديم وأعلاها، وكان يعتبر جزءاً من قصر أكبر أثناء حكم الإمبراطورية الفارسية آنذاك، ويقع في منطقة تعرف محلياً باسم (سلمان باك)، والتي ترمز الى الصحابي سلمان الفارسي المدفون هناك والذي يقصده كثير من الزائرين المحليين والأجانب .
ويتكون الموقع من الأجنحة الجدارية في الإيوان التي يصل ارتفاعها الى 37 متراً وعرضها 25,5 متر، أما سمك الجدار من الأسفل فيبلغ بحدود 7 أمتار ويتميز بهندسته المعمارية الفريدة والتفاصيل المتشعبة التي تظهر براعة الفن المعماري في ذلك الوقت .
ويطل الإيوان على الشرق وله ثلاثة أبواب، واحد من اليمين والآخر على اليسار وكلاهما قرب فتحة الإيوان، والثالث قرب الجدار الغربي، والى يسار الإيوان هناك حائط شاهق يعلو حتى قمة الطاق، يبلغ سمكه من الأسفل 6 أمتار تقريباً .
يشار الى أن الآثار العراقية قد تعرضت للنهب في مراحل متعددة آخرها عام 2003 بعد غزو الولايات المتحدة للعراق، كما تعرضت مقتنيات تاريخية كانت مودعة في المتاحف والقصور الرئاسية للنهب أيضا، وما وقع من حوادث نهب وتهريب وتحطيم لآثار ومواقع اثرية على يد تنظيم داعش، حيث دمر وجرف التنظيم الإرهابي مدينتي نمرود والحضر الأثريتين في محافظة نينوى والتي يعود تاريخهما الى ما قبل الميلاد .
كما دمر التنظيم آثار متحف الموصل ومواقع أثرية اخرى خلال فترة سيطرته على المدينة بين عامي 2014 و 2017 وهو ما أثار استنكاراً محلياً ودولياً واسعاً وكان آخرها نسف مئذنة الحدباء الأثرية في المدينة القديمة التي اقترنت الموصل باسمها .
وما تزال المواقع الأثرية العراقية، التي غالبا ما تفتقر للحماية الكافية، عرضة للنبش العشوائي وسرقة آثارها منذ فترة طويلة .