العالم عالق في “أزمة الحبوب” وصواريخ كروز تضيء سماء كييف
إطلاق صواريخ، انقطاع الكهرباء، اندلاع “أعنف المعارك”، ملامح تطورات أزمة أوكرانيا، والتي لم تضع أوزارها بعد، منذ اندلاعها قبل 9 أشهر.
فالأزمة التي تحولت إلى ما يشبه “حرب الجوع” بعد تعليق موسكو اتفاق الحبوب، دخلت “منعطفا مهما”، بعد التصعيد الروسي على مختلف الجبهات.
فما أبرز التطورات؟
أعلن سلاح الجو الأوكراني، اليوم الإثنين، أن روسيا أطلقت “أكثر من 50 صاروخ كروز” من نوع اكس-101/اكس-555 بواسطة طائرات من طراز تو-95 وتو-160 من شمال بحر قزوين ومنطقة روستوف الروسية.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن هجوما على العاصمة الأوكرانية كييف صباح اليوم، أصاب منشأة للطاقة تعمل على تشغيل 350 ألف شقة في العاصمة، مضيفا أن خدمات الطوارئ بالإضافة إلى المتخصصين من شركة “ديتيك”، أكبر شركة خاصة للطاقة في البلاد وشركة الطاقة الأوكرانية، “يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق الاستقرار في الوضع في أقرب وقت ممكن”.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموتشنكو إن “هجوما روسيا كثيفا” يجري على منشآت للطاقة في مناطق أوكرانية عدة، مضيفا: “الإرهابيون الروس شنوا مجددا هجوما كثيفا على منشآت الطاقة في عدد من المناطق، أسقطت الدفاعات الجوية بعض الصواريخ فيما أصاب البعض الآخر الهدف”.
ورغم ذلك، إلا أن شركة السكك الحديدية الأوكرانية قالت إن 80% من القطارات تعمل كما هو مقرر لها على الرغم من الهجمات على البنية التحتية، مشيرة إلى أن 80% من قطاراتها مستمرة في العمل كما هو مقرر.
وأكدت الشركة أن بعض القطارات المغادرة من العاصمة كييف تأخرت، بما في ذلك الطرق من العاصمة إلى دنيبرو وأوزهورود وكراماتورسك.
يأتي ذلك، فيما قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا تهاجم البنية التحتية الرئيسية في زابوريجيا شرقي أوكرانيا بهجمات صاروخية، فيما قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في زابوريجيا أولكسندر ستاروخ، إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات وإن خدمات الطوارئ موجودة في موقع الهجمات.
هجوم شرس
وفي إيجازه اليوم، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية خاضت “هجومًا شرسًا” شنته القوات الروسية على مدينة دونيتسك الشرقية، مضيفا: “لقد أوقفوا اليوم هجومًا شرسًا من قبل العدو (..) تم صد الهجوم الروسي”.
وواصلت القوات الروسية المحاولة التي استمرت لأشهر للسيطرة على أجزاء مهمة من الناحية الاستراتيجية في شرق أوكرانيا، بما في ذلك مدينة باخموت، التي شهدت بعض أعنف المعارك في المنطقة.
وقال رئيس بلدية خاركيف إيهور تيريخوف، اليوم الإثنين، إن الصواريخ الروسية أصابت منشآت البنية التحتية الرئيسية في مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا ومنطقة تشيركاسي بوسط البلاد، مشيرًا إلى أن صاروخين أصاب منشأة بنية تحتية حيوية في المدينة.
اتفاقية الحبوب
وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية إيهور تابوريتس إن أجزاء من منطقة تشيركاسي فقدت الكهرباء بعد إصابة منشأة بنية تحتية بالغة الأهمية.
يأتي ذلك، فيما قال مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، مساء الأحد، إن الأمم المتحدة وأوكرانيا وتركيا اتفقت على نقل 16 سفينة يوم الإثنين بموجب اتفاقية الحبوب في البحر الأسود، رغم إعلان روسيا قرارها بتعليق مشاركتها في صفقة تصدير الحبوب.
وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية إن 218 سفينة في المجمل “توقفت فعليا” بسبب قرار روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، مضيفًا أن 95 سفينة محملة كانت قد غادرت الموانئ الأوكرانية تنتظر حاليا التفتيش للإبحار باتجاه المستهلك النهائي، وأن 101 سفينة فارغة تنتظر التفتيش لدخول الموانئ الأوكرانية.
وأشارت أوكرانيا إلى أن الاتفاق، الذي أتاح فتح ثلاثة موانئ على البحر الأسود، سمح لها بتصدير نحو تسعة ملايين طن من السلع الزراعية حتى الآن.
وقال وزير الزراعة الفرنسي اليوم الإثنين إن بلاده تسعى إلى إتاحة طرق برية عبر بولندا أو رومانيا لمرور الصادرات الغذائية من أوكرانيا كبديل لطريق البحر الأسود، بعد انسحاب روسيا من الاتفاق.
ماذا قالت روسيا؟
سياسيا، قال مركز التنسيق المشترك إن روسيا أخطرت بأنه على الرغم من تعليق المشاركة في مبادرة “حبوب البحر الأسود” فإنها ستواصل الحوار مع تركيا والأمم المتحدة حول قضايا الساعة في الصفقة.
وأضاف البيان، أن وفد روسيا الاتحادي أعرب أيضا عن استعداده للتفاعل عن بعد بشأن القضايا التي تتطلب قرارا فوريا من مركز التنسيق المشترك”.
إلا أن نائب وزير الخارجية أندريه رودنكو، قال إن الحديث عن شروط واحتمال عودة روسيا إلى “اتفاق الحبوب” ممكن فقط بعد معرفة كل ملابسات الهجوم على سفن أسطول البحر الأسود في مياه سيفاستوبول.
وعسكريا، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تصدت لقوارب سريعة أوكرانية حاولت الوصول الى محطة زاباروجيا الكهروذرية، مما أسفر عن تدمير قارب سريع “معاد”.
مسيرات بحرية
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المختصين عثروا على شظايا مسيرات بحرية، قالت إنها هاجمت سفنا تابعة لأسطول البحر الأسود وسفنا مدنية بالقرب من مدينة سيفاستوبول.
قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها المسلحة أحبطت عدة هجمات للقوات الأوكرانية على عدد من المحاور، وتم القضاء على المئات من المسلحين والجنود الأوكرانيين.
وأضافت أنها أحبطت سبع محاولات هجومية لكتيبتين تكتيكيتين للقوات الأوكرانية، على مواقع القوات الروسية في منطقة خاركوف، مما أدى إلى مقتل 250 من العسكريين والمسلحين الأوكرانيين وعتادهم وأسلحتهم.
وأشارت إلى أنها أحبطت محاولات هجومية للقوات الأوكرانية في لوغانسك، و”تصفية” أكثر من 50 جنديا أوكرانيا، مؤكدة أن المفارز الهجومية للقوات الروسية “تقدمت” أكثر من ثلاثة كيلومترات في عمق الدفاعات الأوكرانية ووصلت إلى الأطراف الجنوبية في دونيتسك.
وأشارت إلى أنها استهدفت مركز الاتصالات للقوات المسلحة الأوكرانية بمنطقة خيرسون، ومستودع ذخيرة بمنطقة خاركوف، بالإضافة إلى 68 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النار.