أخبارتوب ستوري

الطلاق يكون بالتوافق بين الطرفين: انطلاقا من مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء: (الطلاق قرار مشترك)…بقلم الفقيه الموريتاني نوح عيسى

أكد المفكر الإماراتي علي محمد الشرفاء الحمادي في مقاله “الطلاق قرار مشترك” على أن الطلاق في التشريع الإلهي ليس قرارًا فرديًا، بل هو قرار مشترك بين الزوجين. يستند هذا الطرح إلى العقد المبرم بينهما، والذي بموجبه يتشارك الطرفان مسؤولية إنهاء العلاقة.
ويرى الشرفاء أن أسباب الطلاق يجب أن تكون جوهرية وحقيقية، محذرًا من اتخاذ قرار الانفصال بناءً على مشاجرة عابرة أو سوء فهم من طرف واحد. وبناءً على ذلك، يؤكد على ضرورة أن يكون إنهاء العلاقة بشكل مشترك من الطرفين.
وفيما يتعلق بكيفية إنهاء العلاقة، يقترح الشرفاء الحمادي أن يتم ذلك وفق منهج الله، مع وضع معايير واضحة للتعامل مع الأطفال. شدد على أهمية استمرار العلاقة الإنسانية بين الأبوين بعد الطلاق، والسماح للأب بزيارة أبنائه وقتما يشاء، لضمان عدم تأثر الأطفال سلبًا بالتوتر الناتج عن الانفصال.
تحليل رؤية الشرفاء للطلاق
تتسم رؤية الشرفاء للطلاق بالعديد من الجوانب الإيجابية التي تستحق التقدير:
1) التركيز على البعد الروحي والأخلاقي: يربط الشرفاء الطلاق بالتشريع الإلهي، ويركز على مبادئ المودة والتسامح التي دعا إليها الإسلام. هذا المنظور يرفع من مستوى النقاش حول الطلاق من مجرد مسألة قانونية أو اجتماعية إلى مسألة أخلاقية وإيمانية.
2) تشديده على المسؤولية المشتركة: رفضه لمبدأ الطلاق كقرار فردي يعزز فكرة الشراكة والمسؤولية المتبادلة بين الزوجين، ويحد من قرارات الطلاق المتسرعة أو الانتقامية.
3) حماية حقوق الأطفال: إصراره على وضع معايير للتعامل مع الأطفال بعد الطلاق والسماح بزيارة الأب ينم عن وعي عميق بأهمية استقرار الأبناء النفسي والعاطفي، وحمايتهم من تداعيات الانفصال.
4) الدعوة إلى التعامل الحضاري: دعوته لاستمرار العلاقة الإنسانية بين الطرفين بعد الطلاق، وتطبيق مبادئ الفضل وعدم نسيان الود، تشجع على تجاوز الخلافات بطريقة بناءة تحفظ الكرامة المتبادلة.
5) نقد الواقع الحالي: يشير الشرفاء إلى أن المسلمين قد غفلوا عن التوجهات الإلهية والمبادئ السامية للشريعة الإسلامية في التعامل مع قضايا الطلاق، مما أدى إلى الشقاء والضنك بدلاً من السعادة والسكينة. هذا النقد يدعو إلى مراجعة الذات والعودة إلى القيم الإسلامية الأصيلة.
تحديات تطبيق الرؤية
على الرغم من وجاهة هذه الرؤية وأهميتها، فإن تطبيقها قد يواجه بعض التحديات في الواقع:
6) صعوبة التوافق في حالات النزاع: في حالات النزاع الشديد، قد يكون من الصعب جدًا تحقيق التوافق بين الطرفين على قرار الطلاق أو على كيفية التعامل مع الأطفال.
7) التفسيرات المختلفة للمنهج الإلهي: قد تختلف التفسيرات الشرعية والقانونية للطلاق من مذهب لآخر، مما قد يؤثر على كيفية تطبيق مبادئ الشرفاء.
8) التأثيرات المجتمعية والثقافية: يمكن أن تلعب العادات والتقاليد المجتمعية دورًا في تعقيد قضايا الطلاق، وقد لا تتوافق دائمًا مع الرؤية المثالية التي يقدمها الشرفاء.
في الختام، يقدم المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي رؤية متكاملة للطلاق، ترتكز على التعاليم الإسلامية السامية وتضع مصلحة الأسرة والأطفال في المقام الأول. هذه الرؤية تدعو إلى إعادة النظر في كيفية التعامل مع الطلاق في المجتمعات المسلمة، والعودة إلى المبادئ التي تحقق السعادة والخير للناس.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button