توب ستوريشئون عربية ودولية

الصين.. انخفاض أسرع من المتوقع في انبعاثات الغازات

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن استثمارات الصين الكبيرة في الطاقة المتجددة تؤدي إلى انخفاض أسرع من المتوقع في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، ومن المحتمل أن تبلغ ذروتها في وقت مبكر من هذا العام.

وأضافت الصحيفة أن الصين قامت، مع طرح مثير للإعجاب للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بتركيب 217 جيجاوات من الطاقة الشمسية و76 جيجاوات من طاقة الرياح في عام 2023 وحده، وهو ما يتجاوز بقية دول العالم مجتمعة.

وتوقعت أن تغطي هذه الإضافات، إلى جانب الاستثمارات في الطاقة الكهرومائية والطاقة النووية، كامل الزيادة السنوية في الطلب على الكهرباء في البلاد لأول مرة.

ويشير التحول نحو مصادر الطاقة منخفضة الكربون إلى انخفاض محتمل في توليد الطاقة باستخدام الفحم، ما يساهم بشكل كبير بالانبعاثات في الصين، إذ لا يؤثر هذا التحول على الانبعاثات المحلية في الصين فحسب، بل يؤثر أيضًا على العمل المناخي العالمي، حيث تبرز الصين رائدةً في تصنيع تكنولوجيا الطاقة النظيفة.

وبحسب الصحيفة، تنشأ مخاوف بشأن الاعتماد على الصين في إمدادات الطاقة النظيفة، ما يدفع إلى التدقيق الدولي، لافتة إلى أن التزام الصين بخفض الانبعاثات يتوافق مع تعهداتها بموجب اتفاق باريس، إذ يهدف الرئيس شي جين بينج إلى وصول الانبعاثات حد الذروة قبل عام 2030، وتحقيق صافي صفر بحلول عام 2060.

وتجاوزت الصين أهدافها، ووصلت إلى 1050 جيجاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2023، أي ست سنوات قبل الموعد المحدد.

بدورهم، أشاد المراقبون الدوليون بهذا التسارع باعتباره استثنائيًا، ما يوفر الأمل للجهود العالمية لخفض الانبعاثات.

ورغم أن التقدم الذي أحرزته الصين جدير بالثناء، فإن التحديات لا تزال قائمة في مواءمة جهود خفض الانبعاثات مع هدف 1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاق باريس.

وأكدت الصحيفة أنه رغم التأثير المحتمل لمستويات الانبعاثات في الصين على ظاهرة الانحباس الحراري العالمي، فإن السياسات الحالية تعتبر غير كافية في نظر خبراء المناخ.

وأشارت إلى أن التقدم في منشآت طاقة الرياح والطاقة الشمسية يمكن أن يقلل بشكل كبير من الانبعاثات بحلول نهاية العقد، ما يوفر بصيص أمل لجهود التخفيف من آثار تغير المناخ.

وأوضحت الصحيفة أن الانتقادات لا تزال مستمرة بشأن مواصلة الصين بناء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، ما يثير المخاوف بشأن انبعاثات الكربون على المدى الطويل.

وتهدف تأكيدات بكين بشأن التكنولوجيات النظيفة والتخفيض التدريجي لاستهلاك الفحم بدءاً من عام 2026 إلى معالجة هذه المخاوف، إلا أن الشكوك المتعلقة بالنمو الاقتصادي وأنماط الطقس تؤثر على توقيت ذروة الانبعاثات في الصين.

وأكدت “وول ستريت جورنال” أن توسع الصين السريع في استثمارات الطاقة المتجددة لا يؤدي إلى خفض الانبعاثات فحسب، بل يحفز النمو الاقتصادي أيضاً، فقد ارتفع الإنفاق على الطاقة النظيفة بنسبة 40% في عام 2023، ما يعوض التباطؤ في قطاع العقارات.

وتؤكد هيمنة البلاد على تصنيع التكنولوجيا النظيفة، واعتماد السيارات الكهربائية بشكل سريع، على دورها المحوري في التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة.

وختمت الصحيفة أنه بينما تعد الصين خطتها المقبلة للانبعاثات بموجب اتفاق باريس، يستمر التفاؤل بشأن التزامها بخفض الانبعاثات، ومع الاستثمارات المستمرة في الطاقة المتجددة والتعهد بالقيام بعمل أفضل، يظل دور الصين في تشكيل العمل المناخي العالمي محوريا، ما يوفر الأمل في مستقبل مستدام.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button