الصواريخ لن تتوقف.. تحذيرات إسرائيلية من “المواجهة الطويلة” مع الحوثيين
استبعد قادة في جيش الاحتلال، توقف الحوثيين في اليمن عن مهاجمة إسرائيل، وأنّ العمليات ضد الجماعة ستستغرق فترة أطول مما تصوروه من قبل، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، تقريرًا للقناة 12 الإخبارية، حذر من أن الحملة الإسرائيلية طويلة الأمد ضد الحوثيين قد تكون لها عواقب محتملة، مثل تعطيل الرحلات الجوية الدولية في مطار بن جوريون، وزيادة عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من اليمن على إسرائيل.
وذكر التقرير أن إسرائيل قررت البدء في جمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ المزيد من الضربات على الحوثيين، ما يشير إلى بدء حملة أوسع.
وذكرت القناة الإسرائيلية أيضًا، أن جيش الاحتلال سيبدأ بالتعاون مع الشركاء الدوليين لتنفيذ المزيد من الضربات في اليمن، بشكل أكبر.
وتصاعدت المواجهة بين إسرائيل والحوثيين، خلال الأيام الماضية، إذ أعلنت الجماعة اليمنية، أمس السبت، استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية في منطقة النقب، بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع “فلسطين 2”.
وقالت الجماعة في بيانٍ، إن الصاروخ أصاب هدفه بنجاح، وإن الاستهداف يأتي ضمن المرحلة الخامسة من مرحلة الإسناد في معركة “الفتح الموعود”، وفي إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على اليمن وبحق المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأكد الحوثيون استمرار العملياتِ العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي حتي وقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنها.
ومنذ نوفمبر 2023، يشنّ الحوثيون هجمات على الداخل الإسرائيلي وسفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقًا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، فيما يعتبرونه “دعمًا” للفلسطينيين في قطاع غزة جراء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الإسرائيليون بحقهم منذ السابع من أكتوبر 2023.
وعلى إثر ما سبق، بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا، عبر تحالف دولي من جانب وإسرائيل من جانب آخر تنفيذ هجوم واسع على مدن يمنية عدة، واستهداف مواقع تابعة للحوثيين، ردًّا على الهجمات المتكررة على الداخل الإسرائيلي والسفن التجارية في البحر الأحمر.
واعترضت دفاعات جيش الاحتلال صاروخًا باليستيًا أطلقه الحوثيون في اليمن، على دولة الاحتلال، فجر أمس الأول الجمعة، وذلك بعد ساعات من الهجوم الجوي الواسع الذي نفذته نحو 100 طائرة إسرائيلية، الخميس الماضي، واستهدفت مواقع في صنعاء والحديدة.
وفي الأشهر الماضية، ركز الحوثيون في هجماتهم الصاروخية وبالطائرات من دون طيار على منطقة وسط إسرائيل وبخاصة تل أبيب. وتتسبب هذه الهجمات، وبخاصة تلك التي تشن في ساعات الليل، بإرباك واسع لملايين الإسرائيليين الذين يضطرون إلى الهرولة إلى الملاجئ والغرف الآمنة.
والأربعاء الماضي، أعلنت جماعة الحوثي مهاجمة هدف عسكري لإسرائيل في منطقة يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي، محققًا هدفه بنجاح. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إصابة 9 إسرائيليين فجر الأربعاء، خلال تدافع نحو الملاجئ في تل أبيب، بعد إطلاق صاروخ من اليمن ادعى جيش الاحتلال اعتراضه.
والسبت الماضي، قصف الحوثيون هدفًا عسكريًا في مدينة يافا بصاروخ فرط صوتي فشل الجيش الإسرائيلي باعتراضه، ما أدى إلى إصابة 20 إسرائيليًا بجروح مختلفة، وفق هيئة الإسعاف الإسرائيلي.
كما أعلن الحوثيون، في بيان الاثنين الماضي، أنها هاجمت بواسطة طائرتين مسيرتين هدفين عسكريين في يافا وعسقلان وسط وجنوب إسرائيل.
والخميس الماضي، استهدف الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع في اليمن، بما في ذلك المطار الدولي في العاصمة صنعاء، ردًا على الهجمات التي نفذها الحوثيون.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن نحو 100 طائرة إسرائيلية شاركت في هجوم واسع على مناطق باليمن، الخميس. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله، إن الهجمات الإسرائيلية على اليمن استهدفت مطار صنعاء وميناء الحديدة ومنشآت نفطية.
وبعد الهجوم الواسع، وجه رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي، القوات الجوية بتحديث قدراتها في الكشف والإنذار ضد المسيّرات والصواريخ القادمة من اليمن.
وقال رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لم ننته من اليمن بعد بل بدأنا معهم للتو وسنضربهم بكل قوة”، مضيفًا: “سنواصل قطع الذراع الإرهابية لإيران حتى نكمل المهمة”.
وتوعد وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، الأسبوع الماضي، زعماء جماعة الحوثي بمصير مشابه لقادة حركة حماس وحزب الله اللبناني الذين اغتالتهم تل أبيب قبل أشهر.
وتجد إسرائيل صعوبة في تحديد سياسة تؤدي إلى وقف الهجمات التي ينفذها الحوثيون في اليمن ضدها بالصواريخ الباليستية والمسيرات رغم هجمات مضادة شنتها ضدهم.
وبعد تجنب مهاجمة اليمن طوال بضعة أشهر في بداية الحرب على غزة، نفذت إسرائيل ضربتها الأولى على مواقع يمنية في يوليو الماضي، ثم أتبعتها بـ3 ضربات، آخرها الهجوم الواسع الذي استهدف صنعاء والحديدة، الخميس الماضي.
وحذر رئيس مجلس “الأمن القومي” الإسرائيلي سابقًا جيورا أيلاند، من أن الحوثيين يمتلكون صواريخ تكفي لمدة عامين. موضحًا أن التحدّي الذي تواجهه إسرائيل ضد اليمن لا يقتصر على المسافة، بحيث تتمثل المشكلة الرئيسة بالافتقار إلى المعلومات الاستخبارية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات في كيان الاحتلال تشير إلى امتلاك الحوثيين مخزونًا من الصواريخ، يكفيهم لأشهر طويلة، مضيفةً أن وتيرة القصف من اليمن من المتوقع أن تتصاعد.
تأتي هذه التعليقات بعد اعترافات إسرائيلية تصاعدت خلال الأيام الماضية، مع تصاعد القصف الحوثي على دولة الاحتلال، وقال مصدر أمني لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن الحوثيين “يمثلون تحديًا لم نواجهه من قبل، ولم نكن نعرف كيفية التعامل معه”.
ووفقًا للصحيفة، فإن أسباب التعقيد في مواجهة الحوثيين تكمن في وجودهم على بعد آلاف الكيلومترات عن إسرائيل، وانتشارهم على مساحات شاسعة، معظمها غير محدد على الخريطة. وأقرت الصحيفة بصعوبة كسر الحوثيين وهزيمتهم.
ويشير المحلل العسكري في موقع “واي.نت” الإسرائيلي رون بن يشاي، إلى أن “الحوثيين لا يُردعون رغم الأضرار الاقتصادية” نتيجة الهجمات الإسرائيلية. وأضاف “فقط الضربة الحاسمة لقيادة الحوثيين وأسلحتهم، على غرار استراتيجية إسرائيل ضد حزب الله، يمكن أن تغير موقفهم”.
ولكن المحلل العسكري في “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية يوسي يهوشع، أشار إلى عدم ارتداع الحوثيين بالهجمات الإسرائيلية. وقال: “لم تؤدّ الضربات الجوية في اليمن إلا إلى تشجيع الحوثيين على مواصلة الهجوم”.