ولد الشهيد البطل إبراهيم السيد محمد إبراهيم الرفاعى فى الـ 27 من يونيو عام 1931، بقرية الخلالة، التابعة لمركز بلقاس، بمحافظة الدقهلية، التحق بالكلية الحربية عام 1951، وتخرج فيها عام 1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة، وكان ضمن أول فرقة لقوات الصاعقة فى منطقة أبو عجيلة، ثم تم تعيينه مدرسًا بمدرسة الصاعقة وشارك فى بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثى على مصر 1956 شارك فى الدفاع عن مدينة بورسعيد الباسلة، وبعدها التحق بفرقة “مدرسة المظلات” ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات، بعدها سافر إلى روسيا عام 1959، حيث حصل على دورة أركان حرب، وعقب عودته شارك فى حرب اليمن مع شقيقه الرائد سامح الذى استشهد خلالها ثم حصل على ترقية استثنائية عقب مشاركته فى عملية سرية، وواصل تأدية دوره خلال حرب يونيو عام 1967، وقام خلالها بأداء مهمات استطلاعية على المحور الشمالي.
المجموعة 39 قتال
عقب الهزيمة وما أعقبها من إعادة تنظيم الجيش، تلقى «الرفاعي» تكليفًا من اللواء محمد صادق، مدير المخابرات الحربية آنذاك، بتكوين مجموعة قتالية للقيام بمهام خاصة خلف خطوط العدو، وبدأ تشكيل المجموعة “39 قتال” التى كانت تابعة للمخابرات الحربية.
وكانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق في سيناء بعد نكسة 1967، وأصبحت عملياتها مصدرًا للرعب والخوف في قلوب أبناء الاحتلال، حيث بدأت المجموعة عملياتها بنسف قطار للجنود والضباط الإسرائيليين عند منطقة الشيخ زويد.
وبعدها صدر قرار من القيادة المصرية بنسف مخازن الذخيرة التى خلفتها القوات المصرية إبان الانسحاب،وكان نجاح هذه العملية ضربًا من الخيال، إلا أن «الرفاعي» ورجاله تمكنوا من الوصول إليها وتفجيرها حتى أن النيران ظلت مشتعلة في تلك المخازن 3 أيام كاملة.
عملية الـ3 صواريخ الإسرائيلية
في مطلع عام 1968 نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ أرض – أرض لإجهاض أى عملية بناء للقوات المصرية، وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت متشددة فى إخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التموية والخداع إلا أن وحدات الاستطلاع كشفت عديدًا منها على طول خط بارليف.
ولذلك، صدرت الاوامر للرفاعي ومجموعته، : ” عايزين منها صواريخ يا رفاعى بأى ثمن لمعرفة مدى تأثيرها على الأفراد والمعدات في حالة استخدامها ضد جنودنا”.
ولم تمض سوى أيام قلائل حتي عبر البطل الشهيد برجاله قناة السويس واستطاع أن يعود ليس بصاروخ واحد وإنما بـ 3 صواريخ، كما نجح الرفاعي فى أسر جندي إسرائيلي عاد به إلى غرب القناة، كان هذا الأسير هو الملازم دانى شمعون، بطل الجيش الإسرائيلي في المصارعة، وأحدثت هذه العملية دويًا هائلًا فى الأوساط المصرية والإسرائيلية على حد سواء ، وتم على إثرها عزل القائد الإسرائيلى المسؤول عن قواعد الصواريخ.
«الأشباح» تثأر للفريق عبد المنعم رياض
صباح استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في 9 مارس عام 1969 طلب عبد الناصر القيام برد فعل سريع وقوي حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصري باستشهاد قائده، حينها عبر «الرفاعي» القناة واحتل برجاله موقع المعدية 6، الذى أطلقت منه القذائف التي كانت سبباً فى استشهاد الفريق رياض، وأباد كل من كان فى الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصرًا إسرائيليًا ولم يكتف الرفاعي بذلك بل رفع العلم المصري على حطام المعدية 6، بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مرة على القطاع المحتل منذ 67، وبقى مرفوعًا قرابة الـ 3 أشهر.
أخر معارك الرفاعي
في السادس من أكتوبر 1973، قامت مجموعة «الرفاعي» بتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها، وفي 7 أكتوبر، تم الإغارة على مواقع العدو الإسرائيلي، بمنطقتي شرم الشيخ ورأس محمد، ومطار الطور، وفي 18 أكتوبر، عبرت المجموعة لمنطقة الدفرسوار.
استشهاد البطل
كان رجال المجموعة 39 يخوضون قتالا مع مدرعات العدو الصهيوني وسقطت قنبلة من إحدى مدفعيات الإسرائيليين بالقرب من موقع البطل الرفاعي لتصيبه ويسقط جريحا، وبرغم ذلك رفض أن ينقذه رجاله، وطلب منهم أن يستمروا في المعركة.
وكان خبر إصابة البطل الجسور إبراهيم الرفاعي مفاجئا للقيادة المصرية، وعندما علم السادات طلب سرعة نقل البطل إلى القاهرة، لكنه استشهد في يوم الجمعة 23 رمضان.