«السوشيال ميديا» والذكاء الاصطناعي قد يُسبِّبان «تعفُّن الدماغ»!

أصبح مصطلح «brain rot» أو «تعفن الدماغ» شائعاً على منصات التواصل الاجتماعي لوصف الشعور بتدهور القدرة على التركيز، وقصر مدى الانتباه، وصعوبة معالجة المعلومات العميقة بعد قضاء ساعات طويلة في التمرير عبر مقاطع فيديو قصيرة وسريعة.
والآن، يُطرح السؤال الجديد الآتي: هل الذكاء الاصطناعي، الذي يساهم في إنشاء هذا المحتوى المسلي والسهل، هو جزء من المشكلة أم يمكن أن يكون حلاً لها؟
الواقع أن الإجابة معقدة وتقع في منطقة رمادية. من ناحية، يغذي الذكاء الاصطناعي ظاهرة «تعفن الدماغ» من خلال:
- توليد محتوى لا نهائي مسبب للإدمان: خوارزميات التوصية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكك وتقديم محتوى يبقيك متمرغاً على المنصة لأطول فترة ممكنة، غالباً محتوى سريعاً وسطحياً.
- تمكين الكسل العقلي: أدوات تلخيص النصوص الآلي، والرد على الإيميلات، وحل الواجبات المدرسية بالنيابة عنك، قد تقلل من الحاجة إلى المهارات المعرفية الأساسية مثل التحليل النقدي والكتابة المتعمقة.
ولكن من ناحية أخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة قوية لمحاربة هذه الآفة نفسها إذا تم استخدامه بوعي كالآتي:
- إنشاء خطط تعلُّم مخصصة: يمكن أن تطلب من «ChatGPT» إنشاء خطة قراءة أسبوعية، أو اقتراح كتب وعروض وثائقية تعيد تدريب عقلك على التركيز لفترات أطول.
- أدوات إدارة الوقت والانتباه: يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تصميم جداول زمنية للعمل تتضمن فترات راحة مخصصة (تقنية بومودورو)، أو حظر التطبيقات المشتتة خلال ساعات العمل.
- تبسيط المعلومات المعقدة: بدلاً من قضاء ساعات في البحث، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشرح موضوعاً معقداً بطريقة مبسطة، ما يحرر وقتك العقلي للتفكير النقدي بدلاً من جمع المعلومات الأساسية.
ويكمن المفتاح في التحول من كونك مستهلكاً سلبياً للذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل إلى مستخدم نشط وواعٍ. وينبغي أن تتحكم أنت في التكنولوجيا، وليس العكس. تحديد أوقات للرقمنة، وممارسة الهوايات بعيداً عن الشاشات، واستخدام الذكاء الاصطناعي كمساعد وليس بديلاً عن التفكير، كلها إستراتيجيات يمكن أن تساعد في «تنظيف» العقل وإصلاح ما أفسدته سنوات من الإفراط في التحفيز.



