الرئيس الشيشاني: روسيا لم تبدأ حربا في أوكرانيا بل تنهي حرباً استمرت ثماني سنوات
قال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، إن روسيا لم تبدأ حربا في أوكرانيا، بل تنهي حرباً استمرت ثماني سنوات.
وأوضح رئيس الشيشان أن مجموعات النازيين الجدد أصبحت أكثر نشاطًا في أوكرانيا وهم الورثة الأيديولوجيون للقوميين الذين أقسموا في عام 1941 بالولاء لـ”الزعيم النازي”، أدولف هتلر، وانضموا إلى ألمانيا النازية، ويعادون روسيا منذ الأربعينيات.
وأضاف قديروف، خلال مقال اختص به “العين الإخبارية”، أنه “لا توجد حرب في أوكرانيا، بل هناك عملية خاصة يتم تنفيذها من قبل الاتحاد الروسي، وتشارك فيها وحدات من جمهورية الشيشان للقيام بواجباتها أيضًا”.
وعن سبب دخول الشيشان تلك المعركة والأهداف التي ترغب في تحقيقها، يقول قديروف إن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرح بوضوح أهداف العملية في أوكرانيا وهي لحماية جمهوريتي دونيتسك الديمقراطية ولوهانسك، والقضاء على البنية التحتية العسكرية المتراكمة بفضل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتدمير التشكيلات النازية الجديدة ومحاكمة المجرمين القوميين وهذا فقط سيضمن أمن العالم كله”.
واستطرد قائلا “روسيا لا تضع لنفسها هدف احتلال أوكرانيا، وشعب أوكرانيا سيقرر مصيره بنفسه؛ بدون مشاركة النازيين الجدد والنفوذ الغربي، كما أن موسكو تلتزم بهذه السياسة في جميع أنحاء العالم، فيما يتعلق بأي دولة؛ فهي تدافع عن حقوق الدول في تقرير المصير”.
الرئيس الشيشاني أضاف أيضا: “أنا فخور بأن أكون مشاركًا في حدث مهم وتاريخي، وهو إعلان فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، للعملية الخاصة، والتي هي بمثابة بداية النهاية لمعاناة السكان المدنيين في دونباس”، مضيفا “هناك أيضًا أشخاص من جمهورية الشيشان، أعلنوا، في جبهة موحدة، عن استعدادهم للدفاع عن الوطن الأم روسيا”.
وتابع قديروف قائلا: “لقد بقينا نراقب استفزازات القيادة الأوكرانية منذ فترة طويلة، وراقبنا بصبر، لأن الروس والأوكرانيين هم في الأساس شعب واحد، لكن لم يتم سماع صوت العقل”، موضحا “لقد طالبنا بإصرار بالتنفيذ الكامل لاتفاقات مينسك، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بابتسامة مهرج محترف، أعلن بلا تفكير عدم رغبته في الالتزام باتفاقيات مينسك، متجاوزًا بشكل صارخ الدبلوماسية”.
وأضاف: “فرنسا وألمانيا، اللتين لعبتا دور الضامن لهذه الاتفاقيات، تخلتا عن التزاماتهما الدولية، ومنحتا كييف الفرصة للتصرف وفقًا لتقديرها الخاص”.
كما أن العالم بأسره واصل، بحسب الرئيس الشيشاني، مشاهدة كيف كانت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يزودان الجيش الأوكراني بالأسلحة لمواصلة الحرب في دونباس ولوهانسك، حيث كان الأشخاص الذين لا يريدون أن يكونوا تحت نظام الميدان غير الشرعي، يتعرضون كل يوم لمدة 8 سنوات”.
ويضيف أن “الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وهو ممثل محترف جيد جدًا، والذي لا يمكن أن يقال عنه كسياسي، وأريد أن أشير إلى أن الزعيم القوي يجعل بلاده كما هي، ولن يسمح أبدًا بأن يتم استخدامه كدمية، وسوف يدافع بحزم وصرامة عن مصالح شعبه”.
وتابع “لكن ماذا عن زيلينسكي؟ مع مثل هذا (القائد)، آسف بشدة لشعب أوكرانيا، الذي أجبر على اجتياز هذه الاختبارات بسبب غباء حاكمه وتأثير إمبراطورية الأكاذيب في العالم الغربي”.
وعن اعتراف الرئيس الروسي باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك كجمهوريتين، يقول إن التوقيع على هذه الوثائق المهمة تاريخيًا في الكرملين وضع حداً لإراقة الدماء والعنف الرهيب الذي تعرض له 4 ملايين شخص في منطقتي دونيتسك ولوهانسك في أوكرانيا، لمدة ثماني سنوات”.
وتابع: “يرحب الشعب الشيشاني الفخور بمواطني جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك”، مؤكدا أن الشيشان “جزء لا يتجزأ من جمهورية روسيا الاتحادية؛ ففي 23 مارس 2003، وفي استفتاء وطني عام، اتخذ الشعب الشيشاني خياره بأنه يريد أن يكون جزءًا من روسيا الاتحادية، ولنا في بلادنا الحق في اعتناق ديننا ومراعاة عاداتنا وتقاليدنا التاريخية والحفاظ عليها واستعادة معالمنا وقيمنا التاريخية”.
ومضى قائلا: “نحن نبني المساجد والمدارس ومدارس تحفيظ القرآن، واللغة الشيشانية هي لغة الدولة رسميًا، تمامًا مثلها مثل اللغة الروسية في روسيا، كما يُحظر الإساءة إلى مشاعر المؤمنين، وكتابة ونشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للأنبياء و القديسين، ولا يُسمح بزواج المثليين والعادات الغربية السيئة الأخرى.. لدينا دستورنا الخاص، ونشيدنا وشعارنا”.
كما توقع قديروف أن “تنتهي العملية الجارية في أوكرانيا في المستقبل القريب”، مضيفا: “يتوغل جنودنا بنجاح في عمق منطقة العمليات دون مواجهة مقاومة ذات قيمة، بالإضافة إلى ذلك، حصلوا على العديد من الغنائم العسكرية، بما في ذلك المعدات ووسائل الاتصالات المشفرة”.
ويقول: “أشعر بالهزيمة الوشيكة للنظام النازي في أوكرانيا، وستتحمل أوكرانيا مرة أخرى التزامات الامتثال لوضع الحياد، وتعترف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم وتعترف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين”.
الرئيس الشيشاني قال أيضا: “أنا متأكد من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحل هذه المشكلة في القريب العاجل وسيفعل كل ما في وسعه حتى يتنفس شعب أوكرانيا الصعداء، ويبدأ حياة طبيعية، ويتخلص من الخونة القوميين”.
واستطرد: “لولا حرص الجيش الروسي على المدنيين، كانت روسيا أكملت العملية في يوم أو يومين، لذلك فهذه عملية خاصة وليست حربا”.
وعن صحة امتلاك أوكرانيا لأسلحة نووية، يقول قديروف: “تحولت أوكرانيا في الفترة الأخيرة بشكل عام إلى التهديدات المباشرة بتصنيع أسلحتها النووية، وأعلن زيلينسكي عن خطط للانسحاب من مذكرة بودابست والتي منعت أوكرانيا من امتلاك أسلحة نووية خاصة بها”.
وتابع: “في الوقت نفسه، تمتلك أوكرانيا ما يكفي من القوات والوسائل لصنع ما يسمى بـ “القنبلة القذرة” على الأقل ، وفي حالة ظهور أسلحة نووية في أوكرانيا، فإن وقت وصول الصواريخ إلى موسكو سيكون حوالي 4 دقائق فقط”.
وأضاف: “ومع هذه العوامل التي تشكل تهديدًا للأمن الاستراتيجي لبلدنا، لم يتخذ رئيس روسيا قرارًا طبيعيًا وصحيحًا تمامًا فحسب، بل اتخذ أيضًا القرار الصحيح الوحيد؛ وهو الاعتراف بجمهوريات لوغانسك ودونيتسك الشعبية وإطلاق عملية عسكرية خاصة لنزع السلاح و نزع النازية من أوكرانيا”.
وأكد الرئيس الشيشاني أن “الحقائق التي أشرت إليها عن تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا ستشكل تهديدًا ليس فقط لروسيا، إذ كان من الممكن أن تؤدي لحرب العالمية الثالثة، كما أن تطوير أسلحة نووية، واستخدام أسلحة بيولوجية سيؤثر على العالم بأسره، ولا تحمي روسيا اليوم نهر دونباس ومستقبله فحسب، بل توقف كارثة عالمية على نطاق عالمي”.