«الدعم السريع» تسيطر على معبر حدودي مع جنوب السودان
تمكنت قوات الدعم السريع في السودان من التوسع في الجنوب والسيطرة على منشآت استراتيجية حدودية.
وأفادت مصادر عسكرية لـ”العين الإخبارية”، اليوم الأحد، بأن قوات الدعم السريع في السودان توغلت جنوبا وأحكمت سيطرتها على مدينة “جودة” ومعبرها الرئيسي المؤدي إلى دولة جنوب السودان.
وزار رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، الأربعاء الماضي، مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان في زيارة رسمية.
وطبقا للمصادر العسكرية، فإن عناصر قوات الدعم السريع سيطرت اليوم، بعد معارك مستمرة، على منطقتي “التبون” و”أم الخيرات” جنوبي ولاية النيل الأبيض، ومقر اللواء 70 التابع للجيش السوداني بمنطقة “جودة” الحدودية.
وأعلن محافظ مقاطعة الرنك أكوج جول أشيك وصول ما لا يقل عن 7000 من الفارين من مناطق جنوب ولاية النيل الأبيض نحو المناطق الشرقية لمقاطعة الرنك إثر القتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في منطقة “التبون”.
أوضاع إنسانية قاسية
وقال شهود عيان لـ”العين الإخبارية” إن آلاف النازحين الفارين من العنف بولاية النيل الأبيض يواجهون أوضاعا إنسانية قاسية بعد المعارك الشرسة في المنطقة.
وحسب الشهود، فإن الوضع الحالي يتطلب تدخلا عاجلا من المنظمات الإنسانية لتوفير الخيام والغذاء والدواء للنازحين الذين وصلوا إلى الحدود مع دولة جنوب السودان.
وبثت قوات الدعم السريع مقطع فيديو أظهر سيطرتها داخل مقر اللواء 70 التابع للجيش السوداني، بمدينة “جودة” على الحدود مع دولة جنوب السودان.
وحسب المصادر العسكرية فإن قوات الدعم السريع سيطرت بالكامل على محلية “التضامن” بولاية النيل الأزرق.
وخلال الأيام الماضية سيطرت قوات الدعم السريع على مناطق “قُلي” و”جريوة” بولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد.
ولم تتلق “العين الإخبارية” تعليقا فوريا من الجيش السوداني بشأن سيطرة قوات “الدعم السريع” على مناطق “جودة” و”التبون” و”أم الخيرات” جنوب ولاية النيل الأبيض.
تعطيل حركة الطائرات
وأشارت المصادر العسكرية إلى أن سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق “التبون” و”أم الخيرات” بولاية النيل الأبيض أدت إلى تعطيل حركة الطائرات الحربية بقاعدة “كنانة” الجوية.
وتعتبر قاعدة “كنانة” الجوية أحدث قاعدة جوية يتم إنشاؤها في السودان، حيث افتتحها الرئيس المعزول عمر البشير، في 4 أبريل/نيسان 2018، قبل نحو عام من سقوط نظامه في 11 أبريل/نيسان 2019.
وهي القاعدة الجوية الأقرب للحدود مع جنوب السودان، وتم التخطيط لإنشائها بعد معارك “هجليج” بين دولتي السودان وجنوب السودان في أبريل/نيسان 2012، بعد عامين من انفصال السودان إلى دولتين.
وتستقبل القاعدة 2 من وحدات القوات الجوية المختصة بالتدريب، وهي سرب التدريب على مهمات النقل الذي يستخدم طائرات من نوع أنتونوف An-2 الروسية الصنع، وسرب التدريب على المروحيات (الهليكوبتر) الذي يستخدم طائرات مروحية من نوع Mil Mi-2 الروسية الصنع.
ومنذ بداية الحرب الحالية، نقلت القوات الجوية السودانية جزءًا من أسطول مروحياتها القتالية من طراز “أبابيل” Mil Mi-24 Hind لتفادي وجود كل الأسطول في قاعدتي “وادي سيدنا” وقاعدة “مروي” الجوية، بعد سقوط قاعدة “جبل أولياء” الجوية تحت سيطرة قوات “الدعم السريع”، وهي قاعدة خاصة بالطائرات المروحية.
بالإضافة إلى أسباب تتعلق بتأمين هذه المروحيات في منطقة بعيدة لا تطالها عمليات “الدعم السريع”، وكذلك إمكانية استخدامها في مناطق قريبة من قاعدتها الجديدة، ما يزيد من فاعليتها العملياتية.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان، الذي كان حتى قبل الحرب من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربًا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.