الدحيح يثير الجدل بحلقة جديدة عن الماسونية: الشيخ محمد عبده أحد أعضائها
أثار الدحيح أحمد الغندور، الجدل بحلقة جديدة عن الماسونية، شرح فيها التاريخ الكامل للماسونية منذ بدايتها كجمعية للبنائين الذين كانوا يمثلون طبقة الصفوة في المجتمع وقت العصر القوطي الذي يمتد بين القرن الـ 13 للقرن الـ 16، وكانت الجمعية هدفها الأساسي وقتها الحديث عن العمارة والفن القوطي اللذان كانا مزدهرين وقتها، واتخذوا لأنفسهم اسم freestones بمعنى البنائين الأحرار، والذي تم تحريفه لاحقًا ليكون freemasons أي الماسونيين الأحرار.
وقال الدحيح في حلقته عن الماسونية، إن الهدف الأساسي من تكوين الجماعة تراجع لاحقا بانحدار مهنة البناء وانسحاب البنائين من المهنة، لذا بدأت الجمعيات تقبل أشخاصا من خارج المهنة، بل وتحول الأمر لوجاهة اجتماعية بالنسبة لكبار الدول أن يجمعهم تشكيل معين أشبه بالنقابة يميزهم عن البقية، واتخذت الماسونية وضع أكثر تميزًا أثناء عصر التنوير، نظرًا لاحتياج الناس وقتها، مساحة للتعبير عن أنفسهم، ولم يجدو أفضل من جمعيات البنائين لنشر ذاك الفكر.
وأضاف أن الخطوة الحقيقية للماسونية كانت 1717، عندما قرر 4 أعضاء تأسيس أول محفل ماسوني، وكتابة دستور ينص على حرية الفكر والضمير، والسعي لتحقيق السعادة، والمساواة في الحقوق وعدم التمييز العرقي أو الديني.
تاريخ الماسونية المزيف
وتناول السبب الحقيقي وراء الشك الذي يدور حول الماسونية وفقًا لمصادره، وهو إصرارهم على تزييف تاريخهم وبدايتهم الأصلية ونسبها لحقب زمنية أخرى، قائلًا: بدأو يرسموا لأنفسهم تاريخ موازي مختلف عن تاريخ بدايتهم الحقيقي، التاريخ عندهم يتغير بتغير المكان، فيه اللي هيقولك الماسونية بتبتدي مع السيد المسيح، وفيه اللي هيقول مع طوفان نوح، وفيه الي هيرجعها من ساعة ما بني إسرائيل خرجوا من مصر، وفي اللي هيقول مع الديانة المصرية القديمة وإيزيس وأوزوريس، والتأليف زود الشك حولهم أكثر.
وأضاف: الناس كانت دايما تتهم الماسونية بأنها جزء من مؤامرة ما، ولكن هم كانوا يرون أن السرية ونظام العضوية الصارم يوثق التآلف بين القلوب ونشر الخير والسلام.
وأشار إلى أن الوضع خرج عن السيطرة عندما بدأ الماسونيين العرب في نسب التاريخ العربي للماسونية، مثل الأديب اللبناني جرجي زيدان في كتابه تاريخ الماسونية يدعي أن الماسونيين قاموا ببناء العاصمة الأموية دمشق، والعاصمة العباسية بغداد، والادعاءات زادت العداء ضدهم، وأول مؤسسة قادت هذا العداء هي الكنيسة الكاثوليكية التي قررت أن طقوسهم لا تتضمن المسيح أو الرب وموجهة لما يسمى بـ مهندس الكون الأعظم، لذا أصدرت وقتها بيانًا للتحذير من خطر الماسونية، وعلى مر التاريخ أصدر حوالي 11 بابا من الفاتيكان على الأقل تحذيرات ضد الماسونية، بالإضافة إلى أن تاريخ الماسونية يضم الكثير من الروايات الكاذبة، فيرجع اعتقاد بعض الناس إلى أن هناك صلة بين الصهيونية والماسونية بسبب إحدى رواياتهم المزيفة ببناء الهيكل السليماني في القدس.
أعضاء بالماسونية من العرب
كانت إحدى المعلومات التي تسببت في هجوم على أحمد الغندور، عندما ذكر انتماء الشيخ الأزهري محمد عبده، إلى منظمة الماسونية، بالإضافة إلى المفكر والمناضل جمال الدين الأفغاني، الذي تم اختياره كرئيس لمحفل ماسوني، ومنها تأسيس محفل ماسوني مصري وطني، كان من أعضائه عبدالله نديم، وسعد زغلول، ما أدى لتوقع الدحيح إثارة الجدل الذي سيتسبب فيه نشر تلك الحلقة عندما ألقى معلومة لا علاقة لها بمسار الحلقة.
ولفت الدحيح إلى أنه رغم تراجع الماسونية، فإن الناس يشيرون بأصابع الاتهام لها في ظل أي كارثة طبيعية أو ثورة أو تراجع اقتصادي أو أحداث غريبة، نظرًا لكونها أرض خصبة للأشخاص الذين يحبون نظريات المؤامرة، فهي ذات نظام صارم للانضمام، الأعضاء داخلها مرتبين في شكل طبقات وهي: السيد، الزميل، الصانع، وهناك إدارة عليا للتنظيم ما بين المحافل، وكل طبقة تتضمن أسرارًا لا يجب إفصاحها للطبقة الأخرى، وكل واحدة تمتلك رمز خاص وإشارة معينة، كما أنهم ينظمون انتخابات، ويقدمون ترقيات.