من الممكن أن تكون قد تساءلت من قبل ما هو الجاثوم؟ حيث توجد العديد من الأساطير والأقاويل التي تدور حول هذا المصطلح، فمنها ما يستند إلى الأدلة العلمية، فيما يغلب على البعض الآخر طابع الرعب والإثارة، ومن خلال السطور التالية سنتطرق إلى حقيقة الأمر.
ما هو الجاثوم؟
قد تكون قد سمعت من قبل عن مصطلح الجاثوم ، فمن الناس من يتساءل ما هو الجاثوم ؟ في محاولة للتعرف على ماهية هذا المصطلح وجوهره، وبالرجوع إلى الأقاويل المنشرة حوله، ستجد أن البعض قد أشار إليه بمصطلح شلل النوم، بينما يظن البعض الآخر بأنه نوع من أنواع الجن الذي يسيطر على الفرد خلال نومه.
لكن دعنا نخبرك حقيقة الأمر لكي تهدأ قليلًا، حيث إن المعلومة الأولى هي الصائبة، فهو يشير إلى شلل النوم الذي يجعلك عاجزًا على الحركة لبعض الوقت، وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الأشخاص قد يصابون به بصورة مباشرة عقب النوم أو عند الاستيقاظ.
حيث يظل الفرد واعيًا خلال تلك النوبات، ولكنه عاجزًا عن الحركة في الوقت ذاته، علاوة على ذلك فهو يعاني من الهلوسة التي يمكنها أن تشعره بالانزعاج آنذاك وكذلك قد تجعله معرضًا إلى الإصابة بالاختناق أو ضيق التنفس -كما يظن البعض-.
أما بالنسبة إلى بعض المصادر الموثوق منها فقد أشارت إلى أن نوبات شلل النوم الدارجة باسم الجاثوم تجمع بين النوم واليقظة في الوقت ذاته؛ ما يؤكد مبدأ الاحتجاز في مرحلة الوعي خلال التعرض إلى تلك النوبات.
الغريب في الأمر أنه على الرغم من التطور الطبي والتكنولوجي الذي توصل إليه العالم في الوقت الحالي، إلا أن السر وراء الإصابة بالجاثوم لا يزال مجهولًا ولم يتم التوصل إليه، ولكن البعض يرجح بعض الأسباب التي يمكنها أن تقود إلى النتيجة ذاتها، والتي سنتعرف عليها من خلال ما يلي:
- عدم الحصول على القسط الكافي من الراحة.
- عدم انتظام النوم.
- الضغط الذهني.
- النوم على الظهر.
من هنا نشير إلى أن الجاثوم يمكن أن يرافقه بعض المشاكل الطبية الأخرى، والتي تتمثل في الشعور بالخدر خلال النوم، أو الدخول في الحالات النفسية، والتي تتنوع بين الاضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب ما بعد الصدمة، وكذلك الإصابة بنوبات الهلع.
أساطير عن علاقة الجن بالجاثوم
سبق وأشرنا إلى أن البعض يجد علاقة مترابطة بين الجاثوم والجن ، ومن هنا نشير إلى أن البعض قد ربط الأعراض المصاحبة للجاثوم بالتعرض إلى المس الشيطاني، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، إذ وصفه البعض الآخر بكونه نوبة تصيب الفرد الذي تعرض إلى التلبس.
حيث استندوا في تلك المعتقدات على أن التلبس يجعل المرء يفقد السيطرة على جسده، والأمر ذاته يحدث في حال الإصابة بنوبات الجاثوم التي تجعلك تشعر بالخدر وتكون خلالها عاجزًا عن الحركة لبعض الوقت، فيما يقول البعض الآخر أنه يشعر بوجود جسد يجلس على صدره يجعله عاجزًا عن الحركة أو التنفس، ولكن لا يوجد أي أساس علمي من شأنه أن يؤكد صحة تلك الآراء.
رأي العلم في الجاثوم
ذكر العديد من العلماء أن الجاثوم لا علاقة له بالجن وما إلى ذلك، حيث إنه حالة فيزيولوجية تشتمل على التفسير العلمي ، ويمكنها أن تنشأ عن العديد من المسببات التي يمكن التوصل إليها بالفحص والتشخيص الطبي.
أما عن الأعراض التي يمكنها أن تصيب الفرد خلال نوبات الجاثوم، فتتمثل في فقدان السيطرة على الجسم والعضلات لفترة وجيزة، فيما يعرف باسم الأتونيا، والتي يمكنها أن تحدث عقب النوم أو عند الاستيقاظ، وخلال تلك النوبات بنسبة كبيرة يعاني المرء من الهلوسة.
بالنظر إلى المعلومات المتاحة بهذ الخصوص نجد أن تلك النوبات يمكنها أن تنتهي من تلقاء نفسها، وبعدها يمكن للمرء أن يستعيد زمام الأمور ويتمكن من تحريك جسده مرة أخرى.
كما يمكنك مقاطعة تلك النوبات من خلال التلامس مع شخص آخر أو الانتباه إلى صوته أو بالاعتماد على الجهد المبذول في التحرك؛ حيث إن تلك الطريقة يمكنها أن تؤتي بثمارها وتجدي نفعًا في التخلص من شلل النوم.
أعراض الإصابة بالجاثوم
هناك العديد من الأعراض التي يمكن أن يشعر بها المرء خلال إصابته بشلل النوم أو ما يعرف باسم الجاثوم، والتي سنتطرق إليها عبر السطور اللاحقة:
- الشعور بالتعب والوهن الشديد.
- فقدان القدرة على تحريك الجسم على اختلاف أجزائه.
- تفقد السيطرة على العضلات بصورة أو بأخرى.
- الإصابة بهلوسة الدخلي التي تتمثل في رؤية شخص خطير يوجد في الغرفة.
- الإصابة بهلوسة الضغط على الصدر، والتي تعرف باسم هلوسة الحضانة، وفيها يمكن أن يشعر الفرد بالاختناق لبعض الوقت، مع العلم أن هذا النوع من الهلوسة يمكنه أن يحدث بالتزامن مع الإصابة بهلوسة الدخيل.
- الإصابة بهلوسات المحرك الدهليزي والتي تتمثل في الشعور بالحركة، فالبعض يشعر بالطيران أو الشعور بالخروج عن الجسد المادي الملموس.
- تلك النوبات يمكنها أن تلازمك لمدة تتراوح بين 1 ثوان و20 دقيقة على أقصى تقدير، ولكنها في المتوسط تظل لفترة تتراوح بين 6 إلى 7 دقائق تقريبًا.
أنواع شلل النوم
لا يزال البحث عن إجابة ما هو الجاثوم ؟ مستمرًا، وإليك العديد من الأنواع التي ينقسم إليها شلل النوم، والتي وردت على النحو التالي:
- شلل النوم المنعزل: يحدث هذا النوم في حال غياب النوبات ذات الصلة بالتشخيص الأساسي للخدر.
- الاضطراب العصبي: يمنع هذا النوع من شلل النوم الدماغ من فرض السيطرة على النحو المطلوب فيما يخص عملية اليقظة؛ ما يعني الدخول في نوبة من شلل النوم.
- شلل النوم المتكرر: يشتمل على نوبات متعددة يمكنها أن تدوم لبعض الوقت.
نصائح للوقاية من الجاثوم
لا شك في أنك بعد الاطلاع على تلك المعلومات التي أشرنا إليها سترغب في التعرف على كيفية الوقاية من الأعراض المصاحبة لشلل النوم، وإليك العديد من النصائح التي يمكنها أن تؤدي الغرض بهذا الخصوص عبر الآتي:
- الحصول على القسط الكافي من الراحة، أي النوم لفترة تتراوح بين 6 ساعات إلى 8 ساعات.
- الاستيقاظ والنوم في موعد محدد بصورة مستمرة.
- ممارسة التمارين الرياضية بصورة مستمرة.
- تجنب الحصول على القيلولة في فترة العصر أو منتصف اليوم.
- الامتناع عن استخدام الهاتف أو الحاسوب قبل النوم مباشرةً.
- تهيئة الغرفة للخلود إلى النوم.
- الابتعاد عن العمل أو الاستذكار في غرفة النوم.
- الحد من التعرض إلى القلق أو التوتر.
- استخدام الإضاءة الخافتة في غرفة النوم سيمنحك الاسترخاء بالقدر الكافي.