توب ستوريفن ومنوعات

“التماسيح” تبوح بأسرار جديدة عن التحنيط لدى الفراعنة

كشف علماء من المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية، وجامعة خاين الإسبانية أسراراً جديدة عن تقنيات وطقوس التحنيط في مصر القديمة، ضمن دراسة جديدة، نشرت، الأربعاء، في دورية بلوس وان.

وفحص العلماء 10 مومياوات لتماسيح حُنّطت بطريقة فريدة، قبل أن يتم اكتشافها في موقع أثري يقع في جبل قبة الهوا، الذي يطل على الضفة الغربية للنيل بالقرب من أسوان جنوبي مصر.

وتتوافر عدة مئات من التماسيح المحنطة في مجموعات المتاحف في جميع أنحاء العالم، إلا أنها لا تحظ بعمليات فحص دقيقة في كثير من الأحيان.

في هذه الدراسة، قدم المؤلفون تحليلاً مفصلاً للتماسيح المحنطة، ليشكفوا النقاب عن تفاصيل مثيرة.

تحنيط فريد

وتقول بيا دي كوبر، التي قادت الدراسة، وهي باحثة بالمعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية، إنّ التماسيح عثرت في قبر لم يعبث به اللصوص ونباشي القبور، وتشمل الاكتشافات 5 تماسيح كبيرة، أجسادها مكتملة إلى حد ما بالإضافة إلى خمس جماجم.

وتضيف دي كوبر في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” لم يكن هناك دليل على أي تقنية تحضير خاصة للمومياوات: لا توجد مؤشرات على استئصال الأمعاء وليس هناك أثر لاستخدام الراتنج أو البيتومين (مادة كيميائية تسخدم عادة في منع تسرب المياه).

وفي المعتاد كانت عملية تحنيط الحيوانات في مصر القديمة تتم باستخرج المحنِّط الأحشاء، والتخلص منها بعد إخراجها من جسد الحيوان، كما كان يستخدم “الراتنجات” ومستخلصات النباتات العطرية، وهما المكونان الرئيسيان المضادان للجراثيم اللذان كانا يحفظا الأنسجة الرخوة للمومياوات، وبالتالي يعملان على حماية المومياء من التلف والتحلل.

على عكس الطريقة التقليدية، تشرح دي كوبر عملية التحنيط الفريدة، وتقول:” يُفترض أن عملية التحنيط حدثت في مكان آخر، حيث تمت عملية تجفيف أجساد التماسيح بشكل طبيعي، بوضعها على السطح أو دفنها في بيئة رملية. ثم تم لفها في الكتان والحصير المصنوع من سعف النخيل ونقلها إلى القبر، حيث مستقرها الأخير.

وتلفت إلى أن أثناء عملية التحنيط، حدثت أضرار لبعض التماسيح، بينما تم الحفاظ على البعض الآخر في حالة جيدة. في حالة الجماجم الخمس المعزولة، تمت إزالة الرؤوس عندما جفت التماسيح بالفعل.

لم يتم الاحتفاظ بالضمادات والحصائر المصنوعة من الكتان في القبر، مما سمح للعلماء بدراسة العظام وقياسها، وتتراوح أطوال التماسيح بين 1.8 و3.5 متر، وبحسب الباحثين، يبدو أنهم عثروا على نوعين من التماسيح هما: تمساح النيل وتمساح غرب إفريقيا الذي لم يعد موجوداً في مصر.

تقول دي كوبر، إنه الاستناد إلى السياق الأثري الذي عُثر فيه على قبر التماسيح وحقيقة عدم استخدام البيتومين أثناء عملية التحنيط، يُفترض أن مومياوات التماسيح تعود إلى فترة ما قبل العصر البطلمي، حوالي 300 سنة قبل الميلاد

وينتظر الباحثون تحسين نتائج هذه الدراسة من طريق تحليل الحمض النووي لمومياوات التماسيح واستخدام تقنية التأريخ بالكربون المشع، لتحديد الحقبة الزمنية على وجه الدقة التي تعود لها هذه التماسيح.

الإله سوبيك

ارتبط التمساح في وجدان المصريين القدماء بنهر النيل، وتجيد في صورة الإله سوبيك، الذي كان يجسد في شكل التمساح أو في شكل إنسان برأس التمساح، وارتبط بالسلطة الملكية والخصوبة والبراعة العسكرية.

واعتبر كذلك إلهاً وقائياً ضد الأخطار بصفات طاردة للشر، ارتبطت بوجه خاص مع الأخطار التي يمثلها النيل بفيضانه، وتعتبر بيا دي كابريو أن دراستهم تؤكد أنّ عبادة سوبيك كانت أيضًا منتشرة في هذه المنطقة بجنوب مصر، إذ إن مركز عبادة سوبيك كان يقع بالأساس في منطقة الفيوم الواقعة على مسافة (حوالي 770 كيلومترا) شمالي أسوان.

من جانبه يقول أليخاندرو خيمينيز سيرانو، وهو باحث مشارك بهذه الدراسة من جامعة خوان الإسبانية: رغم تجسيد التمسايح لروح الإله سوبيك، إلا أنه تم التضحية بها لتكون وسيطة بين البشر وهذا الإله. لذلك، لا توجد مشكلة في قتل حيوان مقدس، إذا سمح تحنيطه بربط العالم البشري بالآلهة”.

ويضيف سيرانو لموقع “سكاي نيوز عربية” أنّ عدم وجود الأنماط التقليدية في علمية التحنيط، يشير إلى وجود تقنيات تحنيط مختلفة كانت تستخدم في الماضي، وربما تظهر أماكن للتحنيط مختلفة أيضاً عن الأماكن التقليدية التي كانت تتم فيها عملية التحنيط.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button