«البرلسي» عالم مصري استثنائي على منصة التتويج العالمية
على منصة عالمة برز نجم الدكتور المصري محمد البرلسي، لينال جائزة “ماكس برنستيل” الدولية، تلك المسابقة التي تنظم لأول مرة فاز بها العالم المصري بعد اكتشاف آلية جديدة لمواجهة التشوهات الجينية في الخلية، كما شارك في الجائزة أكثر من 100 جامعة حول العالم وكان اختيار الشاب المصري من بينهم مع الثلاثة أبحاث الفائزين بها.
يهدف الدكتور محمد البرلسي إلى محاولت علاج التشوهات الجينية التي لم تستجيب الخلايا لعلاجها، ومن خلال تجاربه على حيوانات اكتشف لأول مرة، آلية داخل الخلية تتمكن من التعرف على التشوهات الجينية وتعوضها بزيادة إنتاج جين آخر سليم قادر على القيام بنفس الدور وبالتالي لن يكون الشخص معرضا لتوه جيني يسبب الأمراض.
ويصف الدكتور رحلته العلمية في حواره مع “الشروق” ليروي تجربته للشباب المصري وخصوصا المهتمين بمجال البحث العلمي.
– مسيرته العلمية والبحث العلمي
درس الشاب المصري صاحب 27 عاما الصيدلة (تكنولوجيا حيوية) من الجامعة الألمانية في مصر عام 2014، ليتخرج منها ويلتحق بمعهد ماكس بلانك الدولية ليدرس الماجستير، ومنذ مايو 2016 بدأ الدكتور المصري رحلة الدكتوراه في معهد ماكس بلانك لأبحاث أمراض القلب والرئة.
عمل الدكتور محمد في دراسته على فهم الخلايا الجينية، وكيفية استجابتها للتشوهات الجينية، وكيفية تفاديها الأثار الجانبية التي من الممكن أن قد تتعرض لها نتيجة لتلك التشوهات.
ووضح محمد أنه خلال بحثه اكتشف أن الخلايا في جسم الكائن الحي (إنسان أو حيوان) قد تستجيب للتشوهات الجينية عن طريق تكوين جينات أخرى تستطيع أخذ وظيفة الجين المصاب بالتشوه بحيث لا تتأثر في نموها من هذا التشوه.
وقال العالم المصري إنه استطاع معرفة كيفية استجابة الخلايا للتشوهات الجينية وبالتالي تستطيع إنتاج جينات أخرى تعمل عمل المصابين منها بالتشوة.
وأرجع محمد أهمية البحث لوجود أمراض جينية تصيب أشخاص لا تستطيع أن تستجيب الخلايا للتشوة الجيني ولا تتمكن من تكوين بديلا لها للقيام بوظيفة المصابين منها.
وللبحث أهمية أيضا للعلماء كما أوضح الدكتور محمد البرلسي، حيث إن عند دراسة وظائف الجينات يتم إصابة الجين بتشوهات، وتظهر المشكلة أمام الباحثين حين تحدث عملية تعويض الجين المشوه، والذي يمنع العلماء من دراسة وظائف الجينات.
– الحياة خارج المعمل
لم تكن حياة الدكتور محمد مقتصرة على البحث العلمي والدراسات والكتب؛ بل أنها تمتد لجوانب أخرى كثيرة مثل ممارسة رياضة الكراتيه والتي تميز فيها منذ الخامسة من عمره وحتى الآن.
ووصف العالم المصري أن الحياة العلمية لا تخلو من الإخفاقات والتجارب السيئة ولكن كانت ممارسة الرياضة بالنسبة له هي الخروج من كل الضغوطات التي يتعرض إليها في حياته العلمية، حيث جعلها نصيحة لمن يرغب أن يبدأ مشروعه البحثي أن لا يقف أمام الصعوبات وأن يعتبرها جزءا من الحياة العلمية، وأن يجعل كل باحثا لنفسه الحياة الشخصية والتي تخرجه من تلك الضغوطات.
وكان من الصعوبات التي واجهة الدكتور محمد هي الحياة الجديد في المجتمع ذو الثقافة المختلفة، وهذا ما جعله يكون صداقات أجنبية للاحتكاك بالثقافات الأخرى وصداقات مصرية لكي تساعده على التمسك بمبادئه، وقد وجه نصيحة للمقبلين على تجربته أن يتخذوا عقلا منفتحا لاستيعاب الثقافات الأخرى مع الالتزام بالمبادئ الشخصية.
– عن الجائزة
هي جائزة دولية تم استحداثها من منظمة ماكس برنستيل ومعهد الأمراض الجزيئية في فيينا وهدفها تكريم الأبحاث المقدمة من طلاب الدكتوراه على مستوى العالم والتي تمكنت أن تترك تأثيرا قويا في المجتمع العلمي.
قدمت أكثر من 100 جامعة عالمة ترشيحات لأبحاث علمية في تلك المسابقة، وتم اختيار 3 أبحاث للفوز بالجائزة كان من بينهم البحث الخاص بالدكتور المصري محمد البرلسي.
وقال رئيس لجنة التحكيم مينراد بوسلنغر – فى بيان أصدرته المنظمة، إنه تم اختيار 3 من العلماء الشباب الاستثنائيين وهم محمد البرلسي طالب الدكتوراه في مجال علوم الجينات من معهد ماكس بلانك لأبحاث القلب والرئة بألمانيا، إميلي باير من جامعة كولومبيا، وجوستين سيلبي من جامعة برنستون؛ ليكونوا أول الفائزين بجائزة برنستيل الدولية الجديدة لدراسات الدكتوراه فى مجال العلوم الحيوية.
وأشاد رئيس لجنة التحكيم بما قدم الفائزون من مساهمات استثنائية فى مجالهم؛ في إطار دراسات الدكتوراه، ومن الشرف لنا أن نسلط الضوء على الفائزين الثلاثة باعتبارهم مصدر إلهام لأي عالم شاب.