الخطاب الإلهي

البابا تواضروس: الدعوات الهدامة لا تجد لها آذانًا صاغية والعاقل لا يُزيد الأزمة بل يفكر في حلول مبتكرة

أثنى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على المؤتمر الاقتصادي (مصر ٢٠٢٢) الذي انعقد الأسبوع الماضي، وبما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي خلاله، مشيدًا بقدرة الدولة المصرية على توفير الاحتياجات الأساسية للمصريين، في ظل عجز كثير من الدول بسبب الأزمة الاقتصادية.

جاء ذلك قبل إلقاء قداسته عظة اجتماع الأربعاء الأسبوعي التي ألقاها من المقر البابوي بالقاهرة مساء اليوم.

كما أعرب قداسة البابا عن ترحيبه باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمؤتمر قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP 27) الذي سينعقد بمدينة شرم الشيخ الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى مبادرة “ازرع شجرة” التي أطلقتها الكنيسة القبطية دعمًا لهذا الحدث العالمي الهام.

وحذر قداسته من الدعوات الهدامة مؤكدًا أنها لا تجد لها آذانًا صاغية، مشددًا على أن المهم هو سلامة الوطن وسلامة المجتمع.

وإلى نص ما قاله قداسة البابا:
“أحب أن أشكر القيادة السياسية والحكومة المصرية، على إقامة المؤتمر الاقتصادي. في الأسبوع الماضي أقامت الحكومة المؤتمر الاقتصادي، والذي تحدث فيه السيد الرئيس أكثر من مرة، وتحدث فيه السيد رئيس مجلس الوزراء، وألقى محاضرة شاملة، تاريخية، قوية جدًّا، مدعمة ببيانات وإحصائيات وبأرقام كثيرة، وشارك فيه عدد كبير من المسؤولين، الوزراء والمختصين في الأمور الاقتصادية، وبالطبع المؤتمر كان له نتائج طيبة، سواء نتائج سريعة أو نتائج على المدى القريب.

وأيضًا من خلال المؤتمر كان هناك فرصة لحزمة من المساعدات الاجتماعية أو المعونات الاجتماعية التي تُقدم وتساعد في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يواجهها العالم كله.

فمصر مثل بلاد كثيرة في العالم أو معظم دول العالم يواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة، البعض يقول أنه ربما من أيام الحرب العالمية الثانية، ولكن هذه الأزمة أيضًا متعلقة بالطاقة، بمعنى أنها اقتصادية لحاجات الطعام والشرب واحتياجات الإنسان ولكن أيضًا متعلقة بمصادر الطاقة، نشكر الله كثيرًا أن بلادنا مصر برغم إمكانياتها واقتصادها المحدود، إلا أنها بفضل قيادتها وبفضل المسؤولين فيها قادرة أن توفر وتحافظ على كل الاحتياجات التي يحتاجها الإنسان على أرض مصر، توجد بلاد بالقرب منا تأتي الكهرباء فيها لمدة ساعة أو ساعتين في اليوم، وبلاد أخرى تعاني من دخول فصل الشتاء ونقص الطاقة والغاز والبترول والتدفئة، وبالذات البلاد التي تعاني من الصقيع ومن الثلج، نشكر الله على بلادنا وأحوالها، ونصلي أن ربنا يحافظ عليها، وكل الدعوات الهدامة والتي تُقال بأي صورة من الصور لا تجد لها آذانًا صاغية على الإطلاق، لأن المهم سلامة الوطن وسلامة المجتمع، والعاقل لا يُزيد الأزمة بأزمة، العاقل يفكر كيف يحل الأزمة بحلول مبتكرة، ونشكر الله أن مواضيع الصناعة فيها تطور وإبداع وتجديد، والمبادرة الرئاسية “ابدأ” مبادرة قوية جدًّا، ودائمًا خروجنا من هذه الأزمات يكون من خلال الصناعة والمصانع وعمل الناس فيها، والعمال والانتاج والتصدير، وذلك هو الذي سيحل مشكلة بلادنا، وأي مشكلة في أي بلد لا بد أن تكون من خلال الانتاج والتصدير.

وأيضًا باسم الكنيسة وباسم المجتمع المصري وطننا نرحب باستضافة مصر لقمة المناخ (COP 27)، والحقيقة هذا فخر كبير لمصر لأن هذا المؤتمر العالمي لا ينعقد إلا في البلاد الأكثر أمانًا، ففي العام الماضي كان في جلاسكو بإنجلترا، وهذا العام يُقام في مصر، وهذا تعبير واعتراف دولي بالحياة وبالسلامة وبالأمان الموجود في مصر. ينعقد المؤتمر في مدينة السلام في شرم الشيخ، نرحب باستضافة رؤساء الدول ورؤساء الحكومات من كل العالم، ونرحب بكل المشاركين، وعددهم ربما يصل إلى ٣٠٠٠٠ مشارك، وأيضًا من ضمن الشائعات التي قيلت أن مصر ستتحمل ميزانية هذا المؤتمر وهذا غير صحيح، لأن ميزانية المؤتمر تتحملها هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وهيئات دولية أخرى، نرحب بانعقاد هذا المؤتمر والذي سيستمر أيامًا كثيرة، ونحن في الكنيسة بدأنا مبادرة ازرع شجرة، وهذه مبادرة هامة جدًّا، وبدأت أماكن كثيرة تزرع شجر بالآلاف، وربما في آخر مبادرة كنا نعلم الأطفال كيف نهتم بالبيئة وكيف نزرع الشجر، وعملنا لهم كورسات لطيفة في زراعة الشجر في أماكن كثيرة، وأيضًا هنا في الكاتدرائية المرقسية في العباسية في القاهرة مشاركةً في هذا المؤتمر عملنا لافتات كبيرة تدعو لقمة الأرض والحفاظ على المناخ، وكيف أن الأرض وهي أمنا وكلنا مسؤولين عنها بكل صورة ممكنة، ونقيم حلقات توعية، مثلًا أن الصحة أهم من البلاستيك، الآن توجد صحوة عالمية برفض البلاستيك تمامًا، لأنه وُجد أن له أخطار كثيرة، حتى البلاستيك الذي نستخدمه في حمل أي غذاء، فنتمنى لهذا المؤتمر النجاح، ونتمنى أن يحقق الأهداف المرصودة، ومصر تستعد له من أكثر من سنة، ونحن في الكنيسة القبطية عملنا بروتوكول تعاون بيننا وبين وزارة البيئة والدكتورة ياسمين فؤاد، وكيف أن يكون هناك مشاركة في كل المجهودات التي تتم من أجل الحفاظ على البيئة. ربنا يبارك العمل، ويكون صورة طيبة جدًّا لمصر العظيمة، والتي تُمثل أفريقيا، وتُمثل حوض البحر الأبيض المتوسط، وتمثل الدول العربية فضلًا عن تاريخها القديم والعظيم الذي كل العالم يراه ويشهد به”.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button