الاستقامة طريق الصالحين.. بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء
قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت: 30)
أولئك الذين التزموا أمام الله بإيمان صادق وأطاعوا الله في كل ما أمرهم في آيات الكتاب المبين، وطبقوا شرعة الله وفروض العبادات، وابتعدوا عن المحرمات واستجابوا للنواهي والعظات واتبعوا المنهاج الإلهي في ممارسة السلوكيات والمعاملات، وطبقوا أخلاقيات القرآن بالإحسان والكلمة الطيبة بالرحمة والعدل والتسامح والصفح والغفران واحترام حقوق الإنسان وأداء الأمانات وفعل الصدقات وإغاثة الملهوف ومساعدة الضعفاء وإعانة المظلومين والمحافظة على ممتلكات الناس والتزموا بالمنهاج الإلهي في جميع المعاملات.
واتقوا الله في كل العلاقات بينهم وبين الأقرباء والأصدقاء والغرباء وتعاونوا على البر والتقوى ولم يتعاونوا على الإثم والعدوان، وصدقوا الله فيما عاهدوا الله عليه، وجاهدوا النفس الأمارة بالسوء وروضوها بالإيمان واتبعوا الرسول عليه السلام وما بلغهم به من آيات الذكر الحكيم.
أولئك هم الذين استقاموا على الطريق المستقيم الذين وصفهم الله في قوله سبحانه ووعدهم وعدا كريما (وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا) (16: الجن)، ولقد جعل الله من الماء كل شيء حي مما يعني أن المسلمين لو استقاموا على شرعة الله ومنهاجه لجعلهم يحيون حياة طيبة في أمن واستقرار وسلام وطبقوا كل ما يحقق لهم العيش الكريم تتنزل عليهم نعمه ورزقهم من حيث لا يحتسبون .