الإفراج عن 48 محتجزا في يومين.. تفاصيل جديدة في خطة ترامب بشأن غزة

طرحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقتراحًا جديدًا يدعو حماس إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الـ48 المتبقين، في غضون يومين من التوقيع على صفقة التبادل، وذلك حسبما ذكرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، نقلًا عن مصدر مطلع على تفاصيل الخطة الأمريكية الجديدة بشأن غزة.
ولفتت الشبكة إلى أن الاتفاق ضمن الخطة الأمريكية المكونة من 21 بندًا، ينص على انسحاب جميع جنود وأفراد الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، لكن لم يُشِر التقرير إلى مدة الانسحاب أو موعد تطبيقه.
وينص أحد بنود الخطة الأمريكية على أن حركة حماس لا يمكن أن يكون لها أي مستقبل أو سلطة في القطاع، وتدعو إلى مستويين من الحكم المؤقت “هيئة دولية شاملة ولجنة فلسطينية”، وفقًا لما صرح به المصدر لـ”سي إن إن”.
وذكر المصدر الذي استشهدت به الشبكة الأمريكية، أن اقتراح الإدارة الأمريكية تم عرضه على القادة العرب في وقت سابق من هذا الأسبوع، والذين أعربوا عن دعم واسع النطاق له، ونقلت “سي إن إن” عنهم قولهم إنهم “لا يعتقدون أنه مثالي”، لكنهم “يريدون رؤية نهاية للصراع في أسرع وقت ممكن”.
وأضاف التقرير أن مقترح صفقة المحتجزين ربما يكون خضع لمراجعات منذ تقديمه، ومن المرجح أن يراجعه مسؤولون قطريون، كما ألمح التقرير، فيما ذكر المصدر أن أحد التفاصيل الرئيسية يتضمن منع إسرائيل من ضرب قطر مرة أخرى، كما فعلت في وقت سابق من هذا الشهر.
بالإضافة إلى ذلك، صرح المصدر لـ”سي إن إن”، بأن تفاصيل أخرى تتضمن عدم جواز أي تهجير قسري للمدنيين الفلسطينيين.
كما تتضمن الخطة الأمريكية عرض عفو عن حماس مقابل مغادرة غزة وتسليم أسلحتها، وقال المصدر إنه مقابل إطلاق حماس سراح المحتجزين الـ48 المتبقين، ستفرج إسرائيل عن عدد بين 100 و200 فلسطيني يقضون أحكامًا بالسجن لفترات طويلة.
وأضاف المصدر أن الخطة تذكر أيضًا مبادرة دولية لإعادة إعمار قطاع غزة على مدى السنوات الخمس المقبلة، بينما سيتم تشكيل قوة أمنية فلسطينية لإدارة المنطقة تحت إشراف عربي ودولي.
وكتب ترامب على منصته للتوصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، أنه أجرى “مناقشات ملهمة ومثمرة للغاية مع مجتمع الشرق الأوسط بشأن غزة، وأضاف: “استمرت المفاوضات المكثفة لمدة أربعة أيام، وستستمر ما دام ذلك ضروريا للتوصل إلى اتفاق ناجح”.
ثم أضاف أن حماس على علم بالمناقشات، وأن “إسرائيل تم إبلاغها على جميع المستويات، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.
وجاء ذلك بعد أن أكد الرئيس الأمريكي أمس الجمعة، أنه قريب من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة وإعادة المحتجزين، إلا أن نتنياهو صرح في الجمعية العامة للأمم المتحدة في اليوم نفسه، بأن حرب غزة ستستمر حتى يتم نزع سلاح حماس.
وترى صحيفة” نيويورك تايمز” الأمريكية، أن قدرة ترامب على إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة عامين على غزة، سيعتمد على مدى استعداده للضغط على نتنياهو، الذي رفض بشدة التراجع عن حملته العسكرية، وأصبح أكثر تحديًا مع اعتراف العديد من الدول الغربية هذا الأسبوع بدولة فلسطينية.
قال ترامب للصحفيين أمس الجمعة: “يبدو أن لدينا اتفاقا بشأن غزة”، مضيفًا: “أعتقد أنه اتفاق سيعيد الرهائن.. سيكون اتفاقًا ينهي الحرب”.
كما صرح في الأمم المتحدة بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، وقال ترامب: “لقد طفح الكيل.. حان وقت التوقف الآن”.
ووعد ترامب الزعماء العرب والمسلمين خلال اجتماعه معهم الثلاثاء الماضي، بأنه لن يسمح لنتنياهو بضم الضفة الغربية، وفقًا لستة أشخاص مطلعين على المناقشة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن نيد لازاروس، الأستاذ المشارك في الشؤون الدولية بكلية إليوت بجامعة جورج واشنطن، أن تصريح ترامب بشأن الضفة الغربية، التي يقطنها نحو 3 ملايين فلسطيني، يمثل رد فعل قويًا ضد اليمين المتطرف في إسرائيل، الذي حرض على ضم هذه الأراضي.
وأضاف لازاروس: “ربما يكون ترامب هو الوحيد القادر على إجبار نتنياهو على تغيير المسار الذي اختاره”. وتابع: “أعتقد أننا ندخل مرحلة قد يحاول فيها نتنياهو استشعار مدى جدية ترامب، لأنه ليس لديه خيار آخر.. لقد أحرق الدعم الدولي لإسرائيل”.
وأشار ناتان ساكس، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط، إلى أن القادة المسلمين غادروا الاجتماع مع ترامب في الأمم المتحدة متفائلين بشأن آفاق السلام. وقال ساكس: “سمعناهم متفائلين وواثقين في الماضي، لكن الاتفاق في نهاية المطاف سيكون بين حماس ونتنياهو، وأصرت حماس على أنها لن تنزع سلاحها وتسلم الرهائن إلا إذا ضمنت موقعها في غزة”. وأضاف ساكس أنه بينما يمارس ترامب نفوذًا على نتنياهو، فإن نفوذه على حماس أقل”.



