الإفتاء توضح الحكمة من اعتبار أول شهر المحرم بداية العام الهجري
ردت دار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إليها من أحد المتابعين نصه: سمعت أحد الخطباء يقول: إن هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت في شهر ربيع الأول؟ فهل هذا صحيح؟ وإن صح ذلك فلماذا تم اعتبار أول شهر المحرم بداية السنة الهجرية؟.
الحكمة من اعتبار أول شهر المحرم بداية العام الهجري
وقالت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني في فتوى سابقة: بداية العام الهجري في أول شهر المحرم ليس هو يوم هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قد يُظَنُّ؛ بل كانت هجرته صلى الله عليه وآله وسلم في ربيع الأول، وإنما كان العزمُ على الهجرة والاستعداد لها في استهلال المحرم بعد الفراغ من موسم الحج الذي وقعت فيه بيعة الأنصار، ومن هنا كان اعتبار أول شهر المحرم بداية العام الهجري.
وواصلت الإفتاء: قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: [وإنما أخَّرُوه من ربيع الأول إلى المحرم؛ لأنَّ ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة، وهي مقدمة الهجرة فكان أوّل هلال استهلَّ بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم، فناسب أن يجعل مبتدأ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم]، والله سبحانه وتعالى أعلم.
على جانب آخر، قالت درا الإفتاء المصرية، إن ذكرى الهجرة المباركة تذكرنا بأن إقامة شعائر الدين وتحقيق معانيه ومبادئه وقِيَمِه لا ترتفع دون وطن قوي ثابت وراسخ، وأن حب الوطن ودعمه وانتماء أبنائه إليه من حقائق الإيمان.
وتابعت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ الهِجْرَةِ، فَقالَ: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ» أخرجه مسلم؛ فهجرة المسلمين اليوم يجب أن تكون في ميدان الحياة والعمل، وهو ما يستطيع من خلاله الإنسان المساهمة في رفعة وطنه والبشرية والإنسانية كلها.