الإفتاء تحسم الجدل: الدعاء أمام قبور الأنبياء وآل البيت والصحابة مستجاب
حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل حول الدعاء أمام قبور الأنبياء وآل البيت والصحابة، الذي وصفه البعض بالبدعة وغير جائز شرعا.
هل الدعاء أمام قبور الأنبياء وآل البيت والصحابة مستجاب؟
وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء أمام قبور الأنبياء وآل البيت والصحابة مستجاب، لكونها مواضع مباركة، مشيرة إلى أن قبور أهل الجنة روضات من رياض الجنة؛ إذ يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((الْقَبْرُ إِمَّا رَوْضَةٌ مِن رِيَاضِ الْجنَّةِ، أَو حُفْرَةٌ مِن حُفَرِ النَّارِ)). أخرجه الترمذي، وعن علي بن الحسين عن أبيه: أن السيدة فاطمة رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت تزور قبرَ عمِّها حمزة رضي الله عنه كلَّ جمعة؛ فتصلي وتبكي عنده. أخرجه الحاكم والبيهقي.
ليست بدعة
وأكدت الإفتاء على أن الدعاء أمام قبور الأنبياء وآل البيت والصحابة والشهداء ليست بدعة، بل من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولا عند رب البريات.
الإفتاء تحسم الجدل
وحسمت دار الإفتاء الجدل المثير حول الدعاء أمام قبور الأنبياء وآل البيت بالأدلة المشروعة من القرآن الكريم والسنة وهى كالتالي:
— قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23]، وما روى مسلمٌ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام يَوْمًا خَطِيبًا، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ.
– وكان فيما قال: «وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ الله، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ الله وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ» فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ الله وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي؛ أُذَكِّرُكُمُ الله فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِي أَهْلِ بَيْتِي»، بل إن زيارة الإنسان لهم آكد من لأقربائه مِن الموتى.
– كما قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فيما رواه البخاري: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي”، وقال أيضًا: “ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ”.
وأكدت الإفتاء على أن الفقهاء أجمعوا بإجازة الدعاء أمام القبور الأنبياء وآل البيت، لافته إلى من القول بأنها بدعة أو شرك قول مرذول، وكذب على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وطعن في الدين وحَمَلَتِه، وتجهيل لسلف الأمة وخلفها.