الإفتاء: التفجيرات والأعمال الانتحارية حرام وغدر وخيانة
ورد إلى دار الإفتاء سؤالًا طرحه أحد الأشخاص يقول في نصه: يتردد في هذه الآونة الكلام عن الجهاد، وأنه فريضة مُعطَّلة، ويُروَّج لتبرير الأعمال الشنيعة تحت دعوى إحياء فرض الجهاد الإسلامي، كقتل السائحين الداخلين إلى بلاد المسلمين بتأشيرات دخول، والتفجيرات والأعمال الانتحارية ببلاد غير المسلمين، وذلك بحجة أن تأشيرة الدخول ليست بأمان، ومِن ثَمَّ يُجَوِّزون قتل السياح الذين دخلوا بلاد الإسلام، كما يُجَوِّزون لمن دخل بلاد غير المسلمين أن يقوم بأعمال انتحارية، فهل فرض الجهاد مُعطل؟، وهل تُعَدُّ تأشيرةُ الدخول أمانًا يعصم الدماء والأموال؟، وما حكم هذه التفجيرات والأعمال الانتحارية؟.
قالت دار الإفتاء إن الجهاد في سبيل الله؛ مصطلح إسلامي نبيل له مفهومه الواسع في الإسلام، ولا يملك أحدًا على تعطيلَه أو منعَه.
وأضافت الدار خلال فتوى سابقة منشورة عبر موقعها الرسمي، أن الجهاد يطلق على مُجاهدة النفس والهوى والشيطان، ويطلق على القتال الذي يُراد به دفعُ العدوان وردعُ الطغيان، فهو وسيلة لا غاية، وله شروطه التي لا يصح إلا بها.
شروط الجهاد في سبيل الله بمعنى القتال
وبينت دارالإفتاء، أن الشروط التي يصح بها استخدام الجهاد بمعنى القتال هي: وجود الإمام المسلم الذي يستنفر المسلمين من رعيته للجهاد، وجود راية إسلامية واضحة، وتوفر الشوكة والمنعة للمسلمين، كما أنه على هذا النحو من فروض الكفايات، وما تقوم به الجيوش النظامية اليوم في بلاد الإسلام من حماية الحدود، تأمين الثغور، وإعداد قوى الردع هو في الحقيقة قيام بجانب فرض الكفاية فيه.
أعمال انتحارية
وعن التفجيرات والأعمال الانتحارية التي يقصد بها الآمنون من المسلمين أو غير المسلمين في بلادهم أو في بلاد المسلمين، أكدت دار الإفتاء أنها حرام شرعا وغدر وخيانة، ولا علاقة لها بالإسلام ولا بالجهاد في سبيل الله، بل هي من الإرجاف الوارد في قوله تعالى: ﴿لئن لم ينته المنافقون، والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا • ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا • سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا﴾ [الأحزاب: 60-62]، موضحة أن الإرجاف؛ كلمة لها مفهومها السيئ الذي يعني إثارة الفتن والاضطرابات والقلاقل، باستحلال الدماء والأموال.