الإرهاب يتساقط باليمن.. اعترافات خطيرة لخلية «القاعدة»
بعد سنوات من التخفي أوساط المجتمع في محافظة أبين، سقطت خلية إرهابية للقاعدة في قبضة الأمن اليمني
وأدلت باعترافات خطيرة عن نشاط وتحرك التنظيم الإرهابي محليا.
وجند تنظيم القاعدة الإرهابي الخلية التي يقودها قاسم منصور محمد أحمد عام 2016، وأوكل لها مهمة البقاء كخلية نائمة في محافظة أبين، قبل أن يتم تكليفها بالعديد من العمليات الإرهابية من بينها اغتيال مسؤولين في السلطة المحلية وتقويض الأمن.
في يوم 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفيما كانت الخلية في أحد المنازل تخطط لتنفيذ عملية إرهابية جديدة، باغت الأمن في المحافظة وكر الخلية في دلتا أبين وألقى القبض على جميع عناصرها وعددهم 6 عناصر بينهم قائد الخلية قاسم منصور ونائبه أحمد الصياد.
وأدلت الخلية باعترافات خطيرة بثها المركز الإعلامي لأمن أبين وتابعتها “العين الإخبارية”، حيث كشفت الاعترافات عن الأعمال الانتقامية لتنظيم القاعدة في المحافظة المطلة على بحر العرب وتغريره بالشباب من أجل خدمة مشروعه الدموي.
رحلة التجنيد
قاسم منصور محمد أحمد ( 23 عاما)، ينحدر من بلدة “حجر” في مديرية مودية، شرقي أبين، التحق بتنظيم القاعدة الإرهابي عام 2016، عبر مجموعة محلية من ذات البلدة، يقودها الإرهابي أبو علي (سالم علي).
وبدأت رحلة قاسم منصور بالهروب من أسرته إلى محكمة جعار في أبين، والتي كانت مقرا لتنظيم القاعدة آنذاك قبل أن ينقله التنظيم مع آخرين جرى استقطابهم والتغرير بهم إلى المكلا في حضرموت والتي كانت تخضع للقاعدة 2016.
في المكلا، ظل قاسم منصور على مدى 15 يوما في اختبار يسمى “صبر وثبات”، وهو تكتيك للقاعدة لاختبار مدى فاعلية العناصر قبل أن يتم تقسيم الأشخاص إلى معسكرين وعصب عيونهم ونقلهم إلى معسكرات التدريب السرية.
كان يدير أحد هذه المعسكرات قيادي ميداني للقاعدة وهو أجنبي يدعى أبو عامر المكي وآخر يدعى أبو إبراهيم، حيث تلقى دورات أطلق عليها اسم “الدورات الشرعية” تتضمن أحاديث لغسل عقول الشباب المجندين حديثا.
تستمر تلك الدورة نحو 10 أيام، إضافة إلى 10 أيام دورات عسكرية في استخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة قبل أن يتم نقله من المعسكرات المغلقة في الجبال إلى المدن لتولي مهمات مختلفة منها المرابطة في حواجز أمنية.
وقال منصور إنه بعد إتمام الدورة الشرعية والعسكرية، نقله التنظيم إلى مدينة المكلا في عام 2016 والتي كانت تخضع حينها للقاعدة، ثم إلى مقر للشرطة العسكرية ثم نقله مع 8 أشخاص إلى مقر القوات البحرية في المكلا لمدة 3 أيام ثم كلفته بالمرابطة في حاجز “الأدواس” لمدة 20 يوما.
بعد انتهاء عملية تجنيده في المكلا واختبار ولائه، أمرت القاعدة قاسم منصور بالعودة إلى محافظته أبين للعمل كخلية نائمة للتنظيم وذلك تحت إشراف القيادي سالم علي والمكنى أبو علي.
ولاحقا عقب الحرب على الإرهاب من قبل القوات الجنوبية بدعم من التحالف العربي، استدعته القاعدة للعمل في حراسة الجرحى وحماية طبيب القاعدة في أبين المدعو “طلحة الصنعاني” قبل أن تسلمه سلاحا شخصيا ويرابط لأشهر في حاجز “دوفس” الأمني في أبين.
وعقب ذلك، استدعت القاعدة قاسم منصور إلى شبوة وهناك التقى بقيادات كبيرة لتنظيم القاعدة منها قيادات ميدانية أشهرهم فارس موقع وهشام سعيد.
وقال منصور: “لاحقا اختفى فارس موقع وبقي هشام سعيد فيما توطدت علاقتي بنجل عم فارس ويدعى عبدالحميد أبو بكر المحضار وعمره في العشرينات وهو ينحدر من عائلة جميع أفرادها ملتحقين بتنظيم القاعدة”.
وأضاف أن تنظيم القاعدة كلف بتهديد أحد الأشخاص لإجباره على دفع مبلغ يقدر 400 ألف ريال سعودي من أجل استئجار مزرعة وتحويلها إلى معسكر تدريبي للتنظيم الإرهابي حتى يتولى التنظيم تكليف المجموعة بمهام مختلفة.
وأشار إلى أنه عقب رفض الشخص دفع المال، خطط تنظيم القاعدة لزرع عبوة ناسفة في منزله وتفجيرها وأن التنظيم الإرهابي كان يخطط أيضا لاستهداف العاملين في المنظمات والقيادات التي تحاربه انطلاقا من مدينة زنجبار في أبين.
ومن أجل تلك المهام، وفقا للقيادي الإرهابي، كلفته القاعدة بشراء شريحة هاتف محمول مجهولة للتواصل مع الشخص الثري الذي حدده التنظيم لدفع المال، لكنه بعد رفضه لجأت القاعدة لزرع عبوة ناسفة وقنبلة في منزله قبل أن يتم القبض عليهم.
وكشف القيادي الإرهابي عن أن رواتب القيادات الميدانية بتنظيم القاعدة تأتي شهريا من محافظة مأرب الخاضعة للإخوان، فيما يتخذ التنظيم من البيضاء الخاضعة للحوثيين مقرا لانطلاق عملياته صوب المناطق المحررة.
مخططات فاشلة
ما قاله قائد الخلية الإرهابية قاسم منصور، أكده نائبه أحمد عوض محمد الصياد (22 عاما)، إذ أقر بأن أول مهمة كانت له زرع عبوة لاستهداف إحدى الدوريات لكنه تم كشفها من قبل شرطة أبين عقب بلاغ من أحد المواطنين.
وكشف الصياد في اعترافاته عن أنه يعرف قيادات كبيرة في تنظيم القاعدة على رأسهم طارق سعيد الهاملي، عصام سعيد، محسن سعيد، عبدالله عوض، والذين التحقوا بالتنظيم منذ 2011.
وقال: “كنت أعمل مع قاسم منصور من أجل تأسيس قوة إرهابية عبر شراء الأسلحة وتجنيد الشباب، وذلك داخل إحدى المزارع، فيما تكفل التنظيم بتدريبنا على كيفية صناعة العبوات الناسفة”.
ومن أجل تمويل تلك المهمة، أشار إلى أن قاسم منصور كلفه بخطف أحد أبناء المسؤولين في أبين بهدف ابتزازه ماليا لاحقا، قبل أن يتم ضبطه.
ولم تختلف شهادات الإرهابيين همام إبراهيم عبده علي عبده (19 عاما)، هاني محمد عبدالله علي، (22 عاما)، رضوان محمد سالم الرديني: (21 عاما)، رياض حسن عبدالرحمن الموزعي (22 عاما)، عن سابقتها باستثناء اعتراف همام عبده بأن تنظيم القاعدة كان يخطط أيضا لاغتيال محافظ أبين أبوبكر حسين عبر زرع عبوات ناسفة في طريق موكبه.
وكان مدير شرطة أبين أبو مشعل الكازمي قد قال في وقت سابق إن “حمزة صالح عبدربه المشدلي” المكنى “أبو صالح” هو من يقود ويمول تنظيم القاعدة لقتل أبناء أبين، مؤكدا فراره مؤخرا إلى محافظة مأرب، الخاضعة للإخوان.
وأشار إلى أن لديه كل الاثباتات على تورط الإرهابي أبو صالح الذي ينتحل عدة شخصيات في العمليات الإرهابية في محافظة أبين، مشيرا إلى أن المشدلي ينحدر من محافظة البيضاء، الملاذ الآمن للقاعدة والخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وبحسب تقرير أممي حديث فإن تنظيم القاعدة في اليمن الذي يتزعمه خالد باطرفي، حافظ على وجوده أساسا في محافظات حضرموت وشبوة ومأرب والبيضاء وأبين، مع وجود خلايا نائمة في المهرة ووادي حضرموت وعدن ولحج.
وتشير التقديرات إلى أن قوام عناصر القاعدة يتراوح بين 1000 – 3000 عنصر، ويعتمد التنظيم على كوادره القيادية من أبرزهم إبراهيم محمد البنا المكنى أبو أيمن المصري (المخابرات والأمن) وإبراهيم أحمد القوصي المكنى خبيب السوداني (الشريعة) وسعد بن عاطف العولقي المكنى جلال السعيدي (العمليات)، وفقا لذات المصدر.