مقالات وتنوير
الإرهاب والحجاب.. بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء
كل فروض العبادات في الإسلام أساسها حرية الإختيار للإنسان من مبدأ حرية الاختيار في الإيمان والكفر كما لا يوجد في الشريعة الإلهية في القرآن الكريم إكراه للإنسان على الإيمان بالله وإكراه النساء على الحجاب.
علماً بأن اللباس المحتشم فضيلة ويمنع الاعتداء على النساء ومع ذلك لم يعين الله وكيلا عنه في الدنيا يراقب تصرفات الناس ويكرههم على ما يؤمنون به فهي حرية منحها الله للإنسان ليؤمن بما يشاء وليلبس كما يشاء فلا حجر على اختياره لإيمانه ولا إرغامه على التقيد بملابس معينة.
والإنسان يتحمل مسئوليته وحده مع الله وليقبل ما حذره الله منه لحماية نفسه وحساب الناس جميعاً عند الله سبحانه يوم القيامة كما جاء في الشريعة الإلهية قول الله سبحانه مخاطباً رسوله عليه السلام (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) الإسراء (٥٤).
فلم يكلف الله الأزهر أو المعاهد الدينية أو شيوخ الدين ليكونوا وكلاء عنه في الأرض يراقبون شعائر الناس الدينية ويدينونهم على تصرفاتهم الشخصية بل عليهم الوعظ والنصيحة كما أمر الله رسوله عليه السلام في قوله سبحانه ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل (125) .
فلا تكونوا مثل قضاة محاكم التفتيش التي أثارت الرعب في قلوب الآمنين في القرون الوسطى في أوروبا ،واختطفوا حق الإنسان في حريته، واستعبدوه وسفكوا دماء الأبرياء بكل قسوة ووحشية ليرغموا الناس على اتباعهم فالإسلام حرم الاعتداء على الإنسان وكفل له الحرية المطلقة في اختيار عقيدته واستحسان ملبسه وأي محاولة لإكراه الإنسان هي تعد سافر على شرع الله فاحترموا الناس إن كنتم مسلمين حقاً لشريعة الله ومنهاجه ولا تجعلوا الشيطان يأخذكم بعيداً عن آيات القرآن وعظاته واتقوا الله في أنفسكم قبل يوم الحساب وارجعوا إلى الله قبل أن يداهمكم الأجل ولن يفيدكم العلماء السابقون ولا مؤلفو الروايات بل ستقفون يوم الحساب ناكسين رؤسكم ندماً وخوفاً من العقاب والله يحذركم من مشهد يوم القيامة من مشهد تقشعر منه الأبدان.