افتتاح”مركز الإمارات لتحفيظ القرآن الكريم” في البقاع
افتتح سفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى لبنان الدكتور حمد سعيد الشامسي “مركز الإمارات لتحفيظ القرآن الكريم” في بلدة مجدل عنجر البقاعية، والذي تم تأهيله وتجهيزه بمكرمة من مؤسسة “خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الانسانية”، بهدف استكمال رسالته بتعليم القرآن وتلاوته وحفظه بإتقان.
وساهمت المكرمة في توفير التجهيزات المتكاملة من أثاث وتدفئة وكل الحاجات التي تسهم في نجاح المشروع، في حضور مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، رئيس دائرة اوقاف البقاع الشيخ محمد عبد الرحمن، شيخ القراء في البقاع الدكتور علي الغزاوي، وشخصيات بلدية ودينية واعلامية وفاعليات.
بدأ الافتتاح بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم كانت كلمة تعريفية من المشرفين على المشروع الذين أشاروا الى أن “دار الارقم لتحفيظ القرآن باتت مؤسسة انتشر صيتها في كل ناحية من البلاد، واليوم استطاعت ان تستكمل المسيرة بفضل المكرمة الاماراتية التي ستسهم في ازدهار وتطوير هذه الدار عبر افتتاح مركز الامارات لتحفيظ القرآن الكريم”. كما تم عرض فيلم عن الدار التي تأسست عام 2002، وتضم حاليا ما يزيد على 400 طالب وطالبة بإشراف 24 معلمة.
ثم كانت كلمة لرئيس مدرسة مجدل عنجر خالد حمزة، قال فيها: “في هذا الزمن الصعب لا مناص من بناء المؤسسات التي هي الركيزة الاساسية لعملية التنمية والتطوير، وقد أطلقنا شارة البدء اليوم من خلال افتتاح هذا المركز الهادف الى التنمية المستدامة وهو يقود الى تنمية بشرية، ومن هنا كانت مكرمة دولة الامارات العربية المتحدة عبر سفيرها، سفير دولة الكرم والخير ونافذة الامل على العالم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الانسانية ومؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه”.
أما المفتي الميس، فقال: “هذا العمل من سمات دولة الإمارات التي اليوم تسهم في دعم حفظ وتلاوة القرآن الكريم الذي له ننحني ونجل، وما يدعم هذه المسيرة له مكانة طاهرة في القلب فنرحب بكم وحفظ الله الامارات وشيوخها وقيادتها”.
الشامسي، فقال: “لقد انتهجت دولة الإمارات العربية المتحدة سياسة التسامح الديني بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وهذه السياسة تأتي امتدادا لمسيرة الخير والمحبة التي غرس بذورها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وشهد لها العالم أجمع”.
وأشار الى ان “وجودنا بينكم اليوم لافتتاح “مركز الإمارات لتحفيظ القرآن الكريم” ليكون خير شاهد على حقيقة ديننا الاسلامي الحنيف بعيدا من الغلو والكراهية والتعصب التي باتت تشكل تحديا كبيرا لجهة تعزيز أفكار خاطئة ومغلوطة وتشويه جوهر الدين الاسلامي الذي لم يدع للعنف والتفرقة بل لطالما حملَ في طياته دعوات صريحة للتآخي والتعاضد والوئام”.
وتابع: “لهذا كانت لـ”مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الانسانية” يد بيضاء خيرة لتعزيز توجه قيادتنا الحكيمة عبر تمويل هذا المشروع الذي سيكون له نتائج انسانية واجتماعية ودينية ملموسة من خلال تعليم الأجيال الناشئة وتطوير رؤيتها بطريقة خلاقة في إدارة التنوع، بما يخفف من أي احتقان، ويعزز السلم المجتمعي بما يقود إلى الاستقرار”.
اضاف: “اما على مستوى الخطاب والممارسة، فسيكون هذا الصرح برهان على أن سلوك طريق التسامح ليس مظهرا عابرا، ولا سدا لذرائع، إنما هو نهج وطريق حقيقي لا بدَ من المضي فيه، مع توسيعه وتعميقه طوال الوقت. فـ”مركز الإمارات لتحفيظ القرآن الكريم” سيشكل بارقة أمل للبنانيين كما السوريين على حد سواء وسيوفر منصة اسلامية حقيقية يصل صداها لكل منطقة وقرية وبلدة لأن الدعوة إلى الاعتدال والوسطية يجب أن تعم مجتمعاتنا لكي تنهض وتتطور وتتقدم لان الجهل والتشدد يعيقان أي منفعة عامة ويحدان من قدرة الفرد على الإبداع والإبتكار والانطلاق نحو عوالم جديدة”.
وشدد على أن “إيمان الامارات الاول والأساسي بالانسان الذي وحده يملك القدرة على التغيير والسير قدما، ومن هنا كرست نشاطاتنا ومشاريعنا هذه السمة وحولتها واقعا ملموسا عبر خدمات وخطط إستراتيجية تجوب مختلف المناطق اللبنانية دون أي اعتبارات، لأن التسامح والتعايش بين الأعراق واحترام مختلف المعتقدات والديانات، من القيم المتأصلة في عمق تاريخ الإمارات”.
وختم: “لم تعد التجربة الإماراتية في نشر قيم التسامح ودعم الحريات الدينية مجرد نموذج ناجح يسعى كثيرون لتطبيقه، بل أضحت مصدر إلهام للعالم، بما تحتويه تلك التجربة من مبادرات وقيم يعم نفعها الإنسانية جمعاء. وهذا شكل دافعا لاحتضان أبوظبي “قمة الاخوة الانسانية” وما صدر عنها من وثيقة تنبذ الفروقات والاختلافات وتؤسس لمستقبل عماده الاساسي التوافق والتعاون والتقارب”.