استنفار في مليشيات الحوثي بحثا عن «صيد ثمين» اختفى بالبحر الأحمر
لليوم الثالث، يستنفر الحوثيون مجاميعهم ودورياتهم ومسيراتهم الاستطلاعية في البحر الأحمر بحثا عن قارب مفقود عليه “صيد ثمين” كان مقررا أن يصل للحديدة.
وكشفت مصادر أمنية يمنية في الحديدة وصنعاء لـ”العين الإخبارية” عن أن مليشيات الحوثي الإرهابية فقدت التواصل مع قارب نقل كبير كان في مهمة تهريب عبر طريق بحري معتاد من دول القرن الأفريقي إلى سواحل المحافظة المطلة على البحر الأحمر.
وأكدت المصادر أن القارب “كان على متنه خبراء أجانب وشحنة مواد عسكرية تستخدم في صناعة الصواريخ ومواد خاصة بصناعة المتفجرات”، وتأخر عن وصوله المتوقع (يوم الجمعة الماضي) وكانت مليشيات الحوثي على تواصل بطاقمه وقد انقطع الاتصال معه منذ أول أمس السبت.
وقالت المصادر “إن الحوثيين استنفروا بشكل كبير وشارك خبراء إيرانيون وقيادات حوثية أمنية كبيرة في اجتماع خاص عقد في صنعاء لاستعراض ومناقشة تقرير عن قارب النقل الكبير الذي تم فقدانه في البحر الأحمر”.
ووصفت القيادات الأمنية خلال الاجتماع الشحنة العسكرية على متن القارب المفقود بـ”المهمة”، فيما وصفت الخبراء الذي كانوا على متن ذات القارب بأنهم “عسكريون ومن جنسيات غير يمنية” وكان مقررا وصولهم يوم الجمعة الماضي إلى محافظة الحديدة.
ووفقا للمصادر ذاتها فإن احتمالات عديدة طرحت خلال الاجتماع من بينها أن يكون القارب تعرض لاستهداف من قبل القوات الأمريكية وتحالف “حارس الازدهار” متعدد الجنسيات أو القوات الأوروبية المتواجدة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر.
غير أن المؤشرات التي تداولها الاجتماع لم تؤكد هذا الاحتمال، وذهب إلى ترجيح أن “يكون قارب النقل الكبير وقع في قبضة الأمريكيين”، وفقا للمصادر.
وأوضحت المصادر أن مليشيات الحوثي استنفرت ما يسمى “القوات البحرية” ومسيرات استطلاعية للبحث عن القارب، كما حركت عددا كبيرا من قوارب الصيادين للقيام في دوريات بحرية لتتبع آثار القارب والبحث عنه في البحر الأحمر.
وأكدت أن الاستنفار الحوثي المتواصل جاء إثر عدم إعلان القوات الدولية العاملة في البحر الأحمر عن أي عملية استهداف للقارب، وهو ما زاد من قلق قيادات المليشيات الحوثية حول مصير القارب المفقود”.
وقالت المصادر إن “حالة الاستنفار التي تسود أوساط مليشيات الحوثي وقياداتها والخبراء الإيرانيين العاملين في الحرس الثوري المتواجدين بين الحديدة وصنعاء، تثبت أن قارب النقل وما يحمله يعد صيدا ثمينا وأنه يمثل أهمية كبيرة للمليشيات الحوثية”.
ويرى مراقبون أن “فقدان هذا القارب يأتي عقب تكثيف واشنطن وقوات دولية بحرية ملاحقة شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة للمليشيات، فيما من شأن القبض على الخبراء العسكريين الأجانب الذي على متن القارب في حال تم توقيفه من قبل القوات الأمريكية أن يقدم أفضل وسيلة لرسم خريطة لطرق التهريب التي تستخدمها طهران لنقل الأسلحة للحوثي”.
وتكشف هذه الواقعة استمرار تدفق الأسلحة والخبراء على نحو غير مسبوق للحوثيين عبر مسار تهريب يربط موانئ إيرانية بمناطق ساحلية في القرن الأفريقي ثم في مرحلة تالية إلى موانئ الحديدة المشمولة بهدنة أممية هشة بموجب اتفاق ستوكهولم المتعثر منذ أواخر 2018، وهو ما أظهرته تقارير سابقة لـ”العين الإخبارية” من تركز عمليات التهريب للحوثيين في الحديدة بما فيه شحنات أسلحة تم رصد عمليات إنزالها ليلا في ميناء الصليف، أحد الموانئ الثلاثة الحيوية في المحافظة اليمنية الواقعة على البحر الأحمر.