احتجاجات بريطانيا.. ستارمر يتحصن بـ«الكوبرا» والدين و6 آلاف شرطي
لعبة قط وفأر مع الاحتجاجات تخوضها الحكومة البريطانية متسلحة بالآلاف من عناصر الشرطة، على أمل إنهاء حالة الشغب في عموم البلاد.
وفي أحدث تطور، تعهد رئيس الحكومة، كير ستارمر، بأن تكون المجتمعات المحلية “آمنة” في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لتصعيد الاضطرابات اليوم الأربعاء.
وترأس رئيس الوزراء اجتماعًا للجنة الطوارئ الحكومية “كوبرا” مساء الثلاثاء، هو الثاني خلال يومين، لتنسيق الاستجابة للاضطرابات الجارية.
واستعدت قوات الشرطة ليوم صعب، الأربعاء، إذ ترصد تقارير 30 تجمعاً محتملاً على الأقل في عموم البلاد.
وجرى نشر قائمة بمكاتب المحامين ووكالات المشورة في مجموعات الدردشة، كأهداف محتملة للتجمعات، مع رسالة تدعو الناس إلى “ارتداء الأقنعة” إذا شاركوا في الاحتجاجات.
وبعد اجتماع “كوبرا”، قال ستارمر: “سيكونون بأمان. نحن نبذل كل ما في وسعنا لضمان أنه حيثما كانت هناك حاجة إلى استجابة الشرطة، فإنها في مكانها، وحيثما كانت هناك حاجة إلى دعم لأماكن معينة، فإن ذلك موجود”.
وتابع “من الواضح أنه وضع صعب مع حدوث اضطرابات في عدد من الأماكن المختلفة في نفس الوقت، ولكن هذا هو بالضبط السبب في أنني عقدت اجتماع كوبرا الثاني لتنسيق الاستجابة والحصول على التأكيد الذي أريده بأن لدينا شرطة كافية في المكان، وأننا قادرون على التعامل مع هذه الاضطرابات”.
اعتقال المئات
ووفق ما طالعته “العين الإخبارية” في صحيفة الغارديان البريطانية، جرى اعتقال أكثر من 400 شخص على خلفية أعمال الشغب والاضطرابات في جميع أنحاء البلاد منذ حادث طعن في ساوثبورت الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن يرتفع العدد في الأيام المقبلة.
وأعلنت الحكومة البريطانية أمس، تجهيز أكثر من 500 مكان في السجون لمثيري الشغب، وأن ستة آلاف عنصر متخصص من قوات الشرطة وُضعوا في حالة استعداد للتعامل مع أعمال العنف التي يقودها اليمين المتطرف واندلعت بعد مقتل ثلاث فتيات في حادث الطعن.
وبدأت الاضطرابات الأسبوع الماضي بعدما قُتلت ثلاث فتيات طعنًا في حصّة رقص في ساوثبورت في شمال غرب البلاد، وأُصيب خمسة أطفال آخرين بجروح خطيرة، وانتشار روايات مغلوطة عن الهجوم.
و انتشرت معلومات مضللة تم نفيها جزئيًا بشأن ديانة وأصل أكسل روداكوبانا (17 عامًا) المتهم بالقتل ومحاولة القتل.
ويُعرف رسميًا فقط أن روداكوبانا ولد في ويلز، في حين أفادت تقارير إعلامية بأن والديه من رواندا.
وقالت وزيرة العدل هايدي ألكسندر، أمس، إن 6 آلاف عنصر من الشرطة متخصصون في الحفاظ على النظام وُضعوا في حالة استعداد، وإنه تم تجهيز 567 مكانًا في السجن كان مقررا أن تصبح متاحة “في وقت لاحق من الشهر” الحالي.
وأضافت في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “سنضمن أن يكون لكل شخص يصدر بحقه حكم بالسجن نتيجة أعمال الشغب والفوضى، مكان ينتظره في السجن”.
“وصمة عار على ضميرنا”
وفي محاولة لوضع نهاية للشغب، أدان زعماء دينيون مسيحيون ومسلمون ويهود في رسالة لصحيفة “ذي تايمز”، “الكراهية والعنف” اللذين يستهدفان المساجد وطالبي اللجوء، ويمثلان “وصمة عار على ضميرنا الأخلاقي الوطني”.
وألقى مثيرو الشغب الحجارة وهاجموا الشرطة وأحرقوا ونهبوا متاجر وحطموا نوافذ سيارات ومنازل، واستهدفوا فندقين على الأقل يؤويان طالبي لجوء في عدة مدن نهاية الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى مساجد.
وعزت الشرطة الفوضى إلى منظمات مرتبطة بـ”رابطة الدفاع البريطانية” المناهضة للإسلام التي تأسست قبل 15 عامًا وجرى حلها.
ويعتقد بعض المعلّقين والقادة السياسيين أن تصاعد الخطاب المناهض للهجرة في صفوف الطبقة السياسية، منح المتظاهرين شرعية.