إيران تطالب بتحرك دولي فوري و وتحذر العدوان الإسرائيلي لن يمر دون عقاب
دعت إيران مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ بعد سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية على لبنان وسوريا، التي توجت باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. هذه الدعوة تأتي بعد أن وجه المبعوث الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد عرفاني، رسالة قوية إلى المجلس، حذر فيها من تصاعد العدوان الإسرائيلي على مواقع حزب الله والمقار الإيرانية في المنطقة.
إيران تحذر من استهداف مصالحها الدبلوماسية
في رسالته إلى مجلس الأمن، شدد عرفاني على أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على مواقعها في لبنان وسوريا، وأكد أن بلاده “لن تتردد في ممارسة حقوقها المتأصلة بموجب القانون الدولي في اتخاذ كل الإجراءات للدفاع عن مصالحها الوطنية والأمنية الحيوية”. تأتي هذه التصريحات بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل/نيسان الماضي، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل مستشارين عسكريين إيرانيين، ما أثار غضبًا واسعًا في طهران ودفعها للرد بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو أهداف داخل إسرائيل.
دعوة إيران لعقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن
في سياق تصاعد التوترات، دعا المبعوث الإيراني مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ لإدانة ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي الإرهابي” ضد لبنان وسوريا. وأكد عرفاني أن الهجمات التي شنتها إسرائيل على مواقع حزب الله والمصالح الإيرانية في لبنان هي “أعمال عدوانية جبانة”، مشددًا على ضرورة اتخاذ مجلس الأمن إجراءات فورية لوقف هذا التصعيد ومنع جر المنطقة إلى حرب شاملة قد تكون لها تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي.
وورد في الرسالة التي أرسلها عرفاني إلى المجلس: “يجب على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لإدانة هذه الهجمات ومنع إسرائيل من الاستمرار في انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي، وجر المنطقة نحو صراع مدمر”.
التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله: غارات مكثفة وضربات قاتلة
منذ بداية التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية عدة غارات جوية استهدفت مواقع حساسة في جنوب لبنان وسوريا، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من المقاتلين والمدنيين. وأفادت تقارير إعلامية بأن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل المئات، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف من المدنيين الذين فروا من منازلهم بحثًا عن ملاذ آمن.
وتأتي هذه الهجمات في إطار ما تقول إسرائيل إنه “محاولة لوقف الهجمات الصاروخية المستمرة من حزب الله وإبعاده عن الحدود”. وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الهدف من هذه العمليات هو إضعاف قوة حزب الله وتقويض قدراته الهجومية، خاصة بعد أن أعلن الحزب مسؤوليته عن إطلاق مئات الصواريخ على مواقع إسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة.
إيران تؤكد: لا مجال للتراجع عن دعم المقاومة
على الرغم من التصعيد الإسرائيلي، أكدت إيران أنها ستواصل دعمها الكامل لحزب الله في مواجهة إسرائيل، مشيرةً إلى أن المقاومة “خط أحمر” لا يمكن تجاوزه. وصرح مسؤولون إيرانيون بأن بلادهم لن تسمح لإسرائيل بتقويض قوة حزب الله أو النيل من قدرتها على مواصلة الصراع، مشددين على أن إيران ستستمر في تقديم الدعم اللوجستي والعسكري لحزب الله ولجميع حلفائها في المنطقة.
وأشار المبعوث الإيراني في رسالته إلى أن إيران لن تتراجع أمام التهديدات الإسرائيلية، بل ستضاعف من جهودها لحماية مصالحها ومصالح حلفائها. وقال: “نؤكد لمجلس الأمن أن إيران ستتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن نفسها وعن حلفائها في المنطقة، وأن أي اعتداء جديد لن يمر دون رد”.
ردود الفعل الدولية: قلق متزايد من اندلاع صراع إقليمي شامل
في ظل التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحزب الله، تسود المخاوف من أن تؤدي هذه التطورات إلى اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، خاصة في ظل استمرار إيران في تقديم الدعم العسكري لحزب الله وتكثيف الضربات الإسرائيلية ضد مواقع الحزب. ودعت دول عديدة، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى ضبط النفس ووقف التصعيد العسكري، محذرةً من تداعيات كارثية على استقرار المنطقة.
ومع استمرار التصعيد، يبقى السؤال الأهم: هل سيتحرك المجتمع الدولي لاحتواء هذا الصراع، أم أن المنطقة على وشك الانزلاق إلى حرب شاملة قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من الحدود اللبنانية والإسرائيلية؟