“إنفلونزا التفلون”.. مرض مرتبط بالمقالي المانعة للالتصاق
على مدار العقدين الماضيين، تلقت مراكز السموم في الولايات المتحدة أكثر من 3600 بلاغ عن حالات مشتبه فيها بالإصابة بـ ”حمى دخان البوليمر“، وهو مرض شبيه بالإنفلونزا مرتبط بطبقة كيميائية موجودة على بعض المقالي المانعة للالتصاق.
ويشار إلى هذه الحالة بالعامية باسم ”إنفلونزا التفلون“، نسبة إلى الاسم التجاري لطلاء شائع مانع للالتصاق.
ويعد هذا المرض نادر الحدوث ولكن يمكن أن يحدث إذا تم تسخين المقالي إلى درجات حرارة عالية جدًّا، مما يؤدي إلى احتراق أبخرة ضارة محتملة.
وينتمي الطلاء، المعروف باسم بولي تترافلوروإيثيلين (PTFE)، إلى فئة من المواد تسمى PFAS (المواد البيروفلوروكسيلية المتعددة الفلور)، التي يمكن أن تمكث في البيئة لسنوات.
بينما تشير الدراسات إلى أن المقالي المانعة للالتصاق المصنوعة من مادة “PTFE” آمنة عند استخدامها حسب التوجيهات، فإن التعرض لدرجات حرارة عالية أعلى من 500 درجة فهرنهايت يمكن أن يتسبب في تحلل الطلاء وإطلاق أبخرة ضارة.
وترتبط حمى أبخرة البوليمر، كما هو معروف، بأعراض مثل الحمى، والقشعريرة، والصداع التي يمكن أن تُخلط بين أعراضها ونزلات البرد؛ مما يؤدي إلى نقص الإبلاغ عن الحالات.
يوصي الخبراء باتباع تعليمات الشركة المصنعة عند استخدام المقالي المانعة للالتصاق، وتجنب التسخين المسبق واستخدام حرارة متوسطة إلى منخفضة للطهي.
كما يمكن أن يؤدي التسخين الزائد للمقالي غير اللاصقة إلى إطلاق مواد مفلورة مؤكسدة معقدة تشكل مخاطر صحية. يجب على أصحاب الطيور توخي الحذر، إذ يمكن أن تكون الأبخرة قاتلة للطيور بسبب حساسيتها.
وإذا كانت المقلاة المانعة للالتصاق مخدوشة أو متقشرة، فقد يكون الوقت قد حان للتوقف عن استخدامها لمنع التعرض للأبخرة الضارة. تقدم بعض الشركات مقالي مانعة للالتصاق خالية من مادة PFAS أو جميع المركبات المفلورة، في حين أن المقالي المصنوعة من السيراميك، أو الحديد الزهر، أو الفولاذ المقاوم للصدأ هي خيارات بديلة.
وتبيع بعض العلامات التجارية مثل” Caraway”، و”Our Place”، و”GreenPan” أواني سيراميك خالية من مركبات سلفونات البيرفلوروكتان المفلورة، بينما تزعم شركات مثل “Nordic Ware”، و”HexClad” أنها لم تعد تستخدم سلفونات البيرفلوروكتان المفلورة في أواني الطهي غير اللاصقة.