إماراتية تسجل أول علامة تجارية محلية للأطفال تعرض منتجاتها في «هارودز»
بتصاميم تحمل الكثير من الحيوية والمرح والنعومة وتعبّر عن أحلام الصغار، وقطع تم تصميمها وإنتاجها بالكامل في دبي، وتطريزات مستوحاة من عناصر الطبيعة، تمكنت مصممة الأزياء الإماراتية شذى عيسى من عرض مجموعتها الخاصة بأزياء الأطفال في «هارودز لندن» بدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون، لتكون أول علامة تجارية محلية تعرض منتجاتها في المتجر البريطاني الشهير.
بدأت عيسى رحلتها مع عالم الأزياء من خلال تصميم القفطان، لتنتقل بعده إلى أزياء الصغار، وتتألق بنجاحات عالمية من خلال علامتها «شذى عيسى كيدز» التي تتميز بكونها محلية الصنع والتنفيذ.
تصميم وفن
استهلت المصممة الإماراتية شذى عيسى حديثها مع «الإمارات اليوم»، عن بداية علاقتها مع عالم الأزياء، قائلة: «بدأت رحلتي مع عالم الأزياء من خلال التصميم والفن، فكنت مولعة بحب التصميم الداخلي وتصميم الملابس، وفي بداية مشواري المهني عملت مع شركة إعمار، وبدأت رحلتي مع الأزياء بعد أن عملت على (تجربة فوغ للأزياء في دبي)، ومن خلال التجربة مع المجلة، دخلت عالم الموضة بعد الخبرة المميزة التي حققتها في عملي». وأضافت عيسى: «أطلقت العلامة الخاصة بي في عالم الأزياء وتحديداّ تصميم القفطان، وحققت المجموعة الأولى نجاحاً مبهراً، وقرّرت بعدها التواصل مع (دبي العطاء) للعمل على افتتاح مدرسة في بلد يحتاج إلى مثل هذه المبادرة الإنسانية ويعاني أزمات اقتصادية، ورشحت لي بناء المدرسة في نيبال، وتم بناء المدرسة، والعمل على توفير الكتب فيها، وكذلك الورش التعليمية للمجتمع المحيط بها للاستفادة في مجال التعليم والدراسة». ونوهت بأن العطاء الإنساني هو الذي دفعها للاستمرار في مجال التصميم الإبداعي، ووصفته بكونه السبب وراء النجاحات المتتالية التي حققتها العلامة الخاصة بها، ولاسيما في ما يتعلق بتقديمها للأزياء الخاصة بها في منصات عالمية.
مناسبات خاصة
وحول انتقالها من تصميم القفطان إلى أزياء الأطفال، أشارت عيسى، إلى أنها عملت على القفطان لثماني سنوات ركّزت فيها على دمج التراث مع العناصر العصرية، لتدخل بعد ذلك مرحلة تصميم أزياء الأطفال من خلال تصميمها العديد من الفساتين لابنتيها حصة وهند في المناسبات العائلية الخاصة، وأصبح عندي الكثير من التصاميم المميزة، التي في مجملها لفتت أنظار الناس. وأكدت عيسى أن الإقبال الكبير على تصاميم الأطفال هو الذي جعلها تقرر تقديم مجموعة من تصاميم ابنتيها لتشكل الانطلاقة الأولى لها في عالم أزياء الصغار، فيما عملت بعدها على تقديم المجموعة الثانية بعد ما يقارب السنة، مع التعديل على القطع بعد أن لاحظت ما هو الأكثر رواجاً في السوق.
وحول التحديات الخاصة بالعمل في أزياء الأطفال، أكدت عيسى أن الأطفال يبحثون عن الراحة بالدرجة الأولى، لهذا تتعمد تقديم التصاميم المريحة التي تتيح لهم الحركة، فضلاً عن الاهتمام بنوعية الأقمشة التي يجب أن تكون خالية من البوليستر، فتميل إلى الحرير والأورجنزا والتول. وشددت على أن راحة الطفل والحيوية والمرح هي من الأمور الأساسية في وضعها التصميم، لأن الأطفال يركضون ويلعبون، وبالتالي لابد من أن تكون التصاميم غير ضيقة ولا تقيد حركتهم. أمّا في ما يخص التطريز الخاص بأزياء الصغار، فنوهت عيسى بأنها تختار ما يسعد الصغار، حيث تستعين بعناصر الطبيعة، ومنها الفراشات والطيور والزهور، موضحة أنها تقوم بتصوير المجموعات في الطبيعة أيضاً.
أمّا الألوان التي تختارها للصغار، فنوهت بأنها تميل إلى ألوان الباستيل، ولكنها أدخلت بعض الألوان بسبب حب ابنتيها لها، ومنها الزهري والأصفر، مشيرة إلى أن الإلهام الأساسي في التصاميم يكون من خلال حصة وهند بالدرجة الأولى، ومن ثم تبني المجموعات وتطورها وتصميم الإكسسوارات التابعة لها بالثيمة نفسها.
أزياء عالمية
وحول عرض علامتها التجارية في لندن، أشارت عيسى، إلى أن المجموعة تتسم بكونها ذات شكل عالمي، موضحة أنها لاحظت من خلال المبيعات التي تتم عبر الإنترنت، أنها غالباً ما تكون في الدول الغربية أكثر من الدول العربية، وهذا يبرز أن الأزياء عالمية المنحى، وترضي مختلف الثقافات، ويبقى أن أبرز ما يميزها وهو أنها بنكهة عالمية ومحلية الصنع. ولفتت إلى أن عرض العلامة الخاصة بأزياء الأطفال في «هارودز» بلندن، مسؤولية كبيرة، كونها تقدم أول علامة تجارية إماراتية خاصة بالأطفال نحو العالم، موضحة أنها حين تواصلت مع هيئة دبي للثقافة والفنون حول إطلاق العلامة التجارية، تلقت الدعم الكامل للتواجد وتمثيل الإمارات، وقد يكون وجودها فرصة للمصممين للانطلاق نحو العالمية. وأوضحت أن هذا الدعم مصدره القيادة الرشيدة في الإمارات، والثقة بالمبدعين الإماراتيين بأن يكونوا وجهة دبي في مدن عالمية، وهذا ما شجعها على التقدم وتحقيق الإنجازات التي قدمتها.
ورأت عيسى أن وجود التصاميم في لندن، يحمّلها نوعاً من المسؤولية تجاه المكان التي تعرض فيه التصاميم، كونها تعرض في مبنى أيقوني، ووجودها تطلب عملية لوجستية طويلة، موضحة أنها تعرض في لندن مجموعة ثابتة من التصاميم الدائمة، وتضيف إلى المجموعة مع كل موسم جديد.